الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

السر المعلن "التطبيع" ....استعد لكل المفاجآت

نشر بتاريخ: 30/11/2017 ( آخر تحديث: 30/11/2017 الساعة: 09:31 )

الكاتب: ياسر خليل

في أي شئ يكتنفه الغموض والشك، عندما يكشف لأول مرة قد يكون شكوك وتشكيك فيه وخصوصاً إذا تم نفيه من قبل المعنين، وقد يكون الشك في مصداقيته من قبل المتابع المهتم، ولكن عندما يتكرر، ويسير بنفس الاتجاه تأكد أن شئ ما يحدث، وسيخرج للعلن قريباً.
مؤخراً إزداد الحديث حول موضوع واحد، أشغل المتابع العربي كثيراً من مخاوف حدوثه وإنجازه قبل حل القضية الفلسطينة، والتي هي جوهر الصراع العربي الاسرائيلي وهو "علاقات الدول العربية مع إسرائيل"، ومؤخراً إسرائيل في كل مرة تخرج وتقول أن هنالك إتصالات، وكأن العرب محرجون من الاعلان عنها، ولكن إسرائيل ليس لديها الحرج من الاعلان عنها، ويريدون أن تخرج للعلن، أخرها كان كشف إسرائيل عبر مندوبها في الأمم المتحدة عن إجراء حوارات سرية مع 12 دولة إسلامية وعربية.
أما نتياهو سأل ذات المرة عن رأيه في الدول العربية، قال هنالك علاقات جيدة ونأمل المزيد، وقال في مرة أخرى أن المرحلة القادمة مرحلة غير مسبوقة ومختلفة كلياً، علاقات لا عداء بينهم وبين العرب، وتحدث عن مرحلة جديدة، رئيس هيئة الأركان الاسرائيلي عرض التعاون الاستخباري مع السعودية وقال لا يوجد بيننا وبين السعودية عداوة.
ليبرمان دعا زعماء المنطقة لزيارة القدس وفتح صفحة جديدة مع دولة إسرائيل في ذكرى إغتيال السادات عبر صفحته على الفيس بوك.
داني دانون مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة صرح أن بعض السفراء لدول عربية وإسلامية كانوا يتنقلون من مكان لآخر بمجرد مشاهدتهم له في أروقة الأمم المتحدة، أما اليوم فيصافحونه ويتبادلون العناق معه، مؤكداً أن بعض هؤلاء السفراء، يتعاونون معه من وراء الكواليس، ويعرضون عليه مبادرات مشتركة، وتابع دانون: "رغم أنهم لا يصوتون لصالح إسرائيل في الأمم المتحدة، إلا أنه بإمكانه القول إنهم يقيمون معهم علاقات عادية، الحديث يدور عن 12 من الدول الإسلامية، ومن بينها دول عربية، مشيرا إلى أن العقبة التي تقف أمامه هي "إخراج هذه اللقاءات من الغرف المغلقة إلى العلن".
كتاب سعوديون ينشطون عبر مواقع التواصل بالمطالبة بالتطبيع هذا لم يعد خافياً ويمكن متابعة منشوراتهم عبر مواقع التواصل، الفيديو الذي تم عرضه في مؤتمر التحالف الاسلامي في السعودية للترويج لمكافحة الارهاب، وظهور لصورة لفلسطيني خلال الحديث عن مكافحة الارهاب والتطرف، لا يمكن أن يكون عرض هذه الصورة سهواً في مثل ذلك المؤتمر، صورة الصحفي الاسرائيلي الذي نشر له صور في داخل الحرم عبر مواقع التواصل كيف وصل إلى هذا المكان، وغيرها من الأمور كلها تسير بإتجاه واحد نحو التطبيع مع إسرائيل، نعم هنالك شئ ما يحدث بخصوص التطبيع مع إسرائيل، والسير نحو الاعلان عنه بشكل رسمي.
الأن ما يجري قد يكون تجاوز إختراق الحكومات العربية للتطبيع معها، لأنه أصبح هو مجرد مسألة التردد والاحراج بالاعلان عنه أمام الشعوب العربية، وما يؤكد ذلك الرسائل المتبادلة التي كثرت مؤخراً، وهذا لا يكفي إسرائيل، وتحاول أيضا إختراق المجتمعات العربية أيضاً عبر تغيير صورتها للمواطن العربي عبر تجميل صورتها من خلال صفحات تم إنشائها مؤخرا عبر مواقع التواصل تخاطب العقل العربي.
إختراقات إعلامية وتصريحات إعلامية ووسائل وأساليب كثرت مؤخراً في هذا الموضوع كلها تسير في إتجاه واحد "العرب نحو التطبيع".
كل شئ أصبح واضحاً إسرائيل تريد أن تقترب أكثر من طرح التطبيع بشكل رسمي، أما العرب محرجين من الاعلان عن وجود علاقات في الكواليس، ولكن لا بد وأن تخرج هذه العلاقات للعلن، وقد تكون قريبا، وكل ما يخرج من معلومات ما هو إلا "السر المعلن" وخصوصاً من قبل ساسة إسرائيل، وقد يكون الموضوع أصبح لا يحتمل التشكيك، وهذه صورة حقيقية عن واقع عربي يسير بشكل واضح نحو تغييرات هائلة في سياسات وأولويات الدول العربية، تغييرات جذرية، مناخ جديد، ظرف جديد، تحديث للسياسة، وقد تكون مرحلة مختلفة عن سابقاتها، كل شئ سيتغير في الشرق الأوسط الفترة القادمة علاقات غير مسبوقة وعلاقات جديدة، تجاوز للخطوط الحمراء عاشتها المنطقة، ومرحلة تختلف كليا، وكل المؤشرات وكأنها تقول: خلي الوضع على نار هادية، ليخرج شئ مختلف كلياً، وكل المعلومات الذي يتم تسريبها بخصوص الصراع العربي – الاسرائيلي وكأنها تقول: أستعد لكل المفأجأت بخصوص ملف "الصراع العربي- الأسرائيلي" .