الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

أوسلو ليست كتابا مقدسا..

نشر بتاريخ: 17/12/2017 ( آخر تحديث: 17/12/2017 الساعة: 11:58 )

الكاتب: عبد الله كميل

اتفاقية اوسلو كانت عبارة عن اتفاق مؤقت عرف باتفاق اعلان المبادئ مدته خمس سنوات على ان تبدأ محادثات الوضع النهائي بعد ثلاث سنوات من توقيع الاتفاقية وتفضي الى حل للصراع على اساس قراري مجلس الامن ٢٤٢ و٣٣٨ وما حصل ان اسرائيل تنكرت لاتفاقاتها وداست على اوسلو واغلقت كل ابواب الامل لحل يؤدي الى تحقيق الدولة المستقله وعاصمتها القدس وحل مشكلة اللاجئين على اساس قرارات الشرعية ذات الصلة ..
لكن امريكيا حاولت الضغط في كامب ديفد على الشهيد القائد ياسر عرفات وخليفته الرئيس ابو مازن من أجل تمرير الرؤيا الاسرائيلية للحل فصمدوا بمواجهة الضغط الامريكي الذي قاده بيل كلينتون ومعه جورج تينت مدير cia ومادلين اولبرايت وزيرة الخاجية حيث ايقنت القيادة وعلى رأسها أبو عمار ان الاتفاق الذي وقع أريد له ان يكون خدعة لتمرير الحل وفق الرؤيا الاسرائليه وكذلك كان ادراك الشعب الفلسطيني لهذا انتفض واستشهد خلال الانتفاضة ٥٥٠٠ شهيد ودفع ابو عمار روحه ثمنا لدفاعه عن القدس واللاجئين والثوابت الفلسطينية ..اسرائيل لم تلتزم بقرارات مجلس الامن ..
لم تلتزم بخطة الطريق ولا بخطة ميتشل ولا بنصوص اتفاقية اوسلو فعاثت في الارض استيطانا وبدأت بعملية التهويد للقدس وتنكرت لحل الدولتين ..والكثير من قادة اسرائيل قالوا ان اتفاقية اوسلو انتهت وهي فعلا انتهت عمليا باستيطانهم وجرائمهم المستمرة بحق شعبنا وانتهت بحسم جوهر القضية وهي القدس عبر راعي العمليه السياسية امريكا التي اقرتها عاصمة لدولة الاحتلال.. فعن اي اتفاقيات تتحدثون ؟؟ اليس قادة الليكود هم من قالوا اصلا انهم ومن البداية ضد اوسلو وقاموا بانهائها عمليا ..اليسوا هم من قالوا ان علينا السيطرة على الارض وعلى القدس والتفاوض مع الفلسطينيين مئة سنة ..لهذا قال محمود العالول نائب رئيس الحركة ان اوسلو قد انتهت وان المقاومة للاحتلال مشروعة علما ان العالول قصد المقاومة الشعبية ..
فغضب ما يسمى بالمنسق الاسرائيلي واطلق تهديده له متوعدا ومعتبرا ان العالول يحرض على العنف والقتل كما ادعى المنسق ..وعموما فان مقاومة الاحتلال واي احتلال مشروعه وفق القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية وقد مارست فتح المقاومه بكل اشكالها سابقا وحسب متطلبات كل مرحلة وبما فيها الكفاح المسلح وكذلك المفاوضات التي اعتبرتها ايضا جزء من النضال والمقاومة في محاولة لجني ثمار الصمود والتضحيات باقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس .. اما الان فقد اعتمدت فتح المقاومة الشعبية والتي ثبت قطعا انها ذات مفعول وتأثير قوي على الاحتلال ولعل ما حدث في القدس قبل شهور حيث صمود المقدسيين اكبر مثال حيث استطاعوا بهذه الطريقة حماية الأقصى ..
واخيرا اقول ان اتفاقية اوسلو لم يتبق منها سوى اسمها عمليا فهي ليست كتابا مقدسا ..لابد من التحرر من قيودها والعمل الجدي لفتح افاق جديدة ووفق قواعد جديده بعد ان دخلت امريكيا دائرة العداء المباشر لشعبنا بعد اعلان "ترمب" الأخير حول القدس ..لابد من توسيع دائرة المقاومة الشعبية ردا على على هذا الاعلان وكذلك بهدف التحرر والانعتاق من الاحتلال حيث ان نضال شعبنا هو الذي يشكل الركيزة الاساسية والذي يؤدي الى وقوف العالم معنا ومن عوامل النجاح لهذه المقاومة الوحده الوطنية وهذا التناغم الكبير بين حركة الجماهير والقياده حيث ان الرئيس ابو مازن يقود الحرب الدبلوماسية والحراك السياسي بقوة واقتدار عاليين وكذلك لاقى خطابه في المحافل الدولية والعربيه والاسلاميه والشعبية رضى جماهيري عالي يمكن ان يشكل قاعدة انطلاق جديده والبدء بوضع استراتيجية فلسطينية للتحرر من الاحتلال ومواجهة التحديات ..
لابد من توظيف هذا الاصطفاف الدولي الذي برز اخيرا في مواجهة امريكيا لصالح قضيتنا والضغط بقوة لفتح الافاق عبر تدويل القضية واخذ شهادة الميلاد لدولة فلسطين من خلال المجتمع الدولي .. فالنصر بات قاب قوسين حيث ان ارادة الشعوب لم تقهر يوما فما بالكم بشعب فلسطين العظيم ..