الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

سنة 2018 والتحديات الفلسطينية الجديدة

نشر بتاريخ: 31/12/2017 ( آخر تحديث: 31/12/2017 الساعة: 12:00 )

الكاتب: المحامي سمير دويكات

اليوم سيغلق عداد سنة 2017، وكل عام والجميع بخير، وهناك تحديات فتحت على كافة الصعد أمام الفلسطينيين، لقد كان البارز في السنة المنتهية جملة من الموضوعات، ومنها إضراب الأسرى والتحولات التاريخية التي رافقته، وتعديل توجهات حماس إلى قبول بعض التسويات بدون مقابل من الاحتلال الصهيوني وهي عبارة عن تنازلات لم تكن متوقعة، ومراوحة المصالحة محلها كما كل عام، مع بعض التفاؤل والذي بان من خلالها أن الرغبة الفلسطينية سهلة وموجودة مع وجود بعض التحديات ولكن العوامل والضغوطات الخارجية على الأطراف أدت بها إلى عرقلتها وتبطئ وتيرتها، والتحدي الكبير الذي فرض ظلاله على السنة وسمم الأجواء وانذر بعواقب كبيرة هو اعلان ترامب للقدس عاصمة لإسرائيل وارتباطه بصفقة القرن التي دار الحديث عنها، ولكن هناك تحديات مرتبطة بما سبق سيكون تأثيرها سلبيا إن لم يتم تدارك الأمور وترتيب الأوضاع الفلسطينية بعقول متفتحة.
اليوم وخلال هذه الفترة القصيرة سيقوم حزب الليكود الصهيوني بضم باقي الأراضي الفلسطيني لدولة إسرائيل وهو الحاكم في إسرائيل، مما سيؤدي إلى إجراءات إسرائيلية مقبولة لدى الأمريكان حول مسائل كثيرة، وان كانت مخالفة للقانون الدولي، فاخر ما ينصت له الصهاينة والأمريكان هو القانون الدولي ومؤسساته، وبالتالي سيقومون على تنفيذ مشاريعهم الأخيرة بهدف السيطرة تماما على الأرض في ظل ضعف عوامل المقاومة الفلسطينية طوال سنوات والتي كان هدفها منح فرص متتالية للسلام.
كذلك فان العوامل الدولية لا تسير باتجاه إرضاء الفلسطينيين وخاصة على صعيد الوضع الإقليمي والعربي، فكل التحركات تأتي يكون لها تأثير على الساحة الفلسطينية والتوقعات تنبئ بوضع لا يحمد عقباه او يكون ايجابي.
أما على صعيد المصالحة فهناك عوامل كثيرة كفيلة بالإبقاء عليها مكانها أو تعطيلها وخاصة في ظل الإجراءات الصهيونية، فان رغم الإسرائيليين في إغلاق حاجز فان رام الله وباقي المدن تكون مشلولة في وجه الجميع مما أدى إلى ضعف إمكانية التحرك الفلسطيني على الأرض.
أما الانضمام إلى مؤسسات دولية واتفاقيات فهو إجراء يحتاج إلى دراسات عميقة، ويحتاج إلى إجراءات متابعة ومستمرة طوال الفترات القادمة ومنه ما يشكل التزام في طريق الكفاح الفلسطيني بل في بعض الأحيان التزامات يمكن لإسرائيل التسلل ممن خلالها لاتخاذ إجراءات قانونية من خلال المؤسسات الدولية وخاصة أن ردة الفعل الفلسطينية ستكون كبيرة على إجراءات إسرائيل وستستمر إلى أعمال فردية كبيرة.
ما هو مطلوب فلسطينينا، هو الكثير ولكن يجب أن يتم التحرك سريعا لعمل إجراءات قانونية وسياسية وإعلامية قبل أن يكمل الإسرائيليين والأمريكان مخططاتهم، وهه ما يحتاجه الفلسطينيين من قيادة قوية وقادرة وترتيب الوضع الفلسطيني وتمكينه.