الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

الانروا وكالة غوث اممية وليست وكالة بلح او امريكية

نشر بتاريخ: 08/01/2018 ( آخر تحديث: 08/01/2018 الساعة: 15:35 )

الكاتب: السفير حكمت عجوري

بعد الخطيئة التي ارتكبتها منظمة الامم المتحدة في عام 1947 بقرارها تقسيم فلسطين التاريخية بنسبة 56% لصالح اقل من 30% من السكان معظمهم لاجئين غير شرعيين (الصهاينه) وبدون موافقة السكان الاصليين (الفلسطينيين)، ذلك تسبب في تهجير ثلثي هؤلاء السكان الاصليين من اجل اقامة دولة صهيونية لليهود الفارين من بطش اوروبا في حينه. الامر الذي اضطر المنظمة الاممية اخلاقيا لتأسيس وكالة لغوث وتشغيل هؤلاء اللاجئين الفلسطينيين (UNRWA) ظنا منها ان ذلك سيكون لفترة مؤقتة يعود بعدها هؤلاء اللاجئين الى ديارهم التي هجرو منها.
وعليه طالبت منظمة الامم المتحدة من هذه الدولة الحديثة اسرائيل ان تسمح بعودتهم كشرط لقبولها عضوا في المنظمة الدولية وكان ذلك في عام 1949، ولكن اسرائيل وبكونها مشروع غربي استعماري تمكنت وبمساعدة المؤسسين من تجاوز هذا الشرط وكذلك تجاوز الشرط الاخر وهو تطبيق الشق الثاني من قرار التقسيم(181) باقامة دولة فلسطين على 44% من ارض فلسطين التاريخية، الامر الذي يضع علامات استفهام كبيرة على شرعية اسرائيل عضوا في منظمة الامم المتحده.
أنروا وكالة من وكالات الامم المتحدة وتقوم على تسديد ميزانيتها والتي بلغت في عام 2016 حوالي بليون وربع البليون دولار حوالي مائة جهة مانحة وذلك من خلال الامم المتحدة وليس بشكل ثنائي او مباشر وستبقى الامور على ما هي عليه حتى يتم حل مشكلة هؤلاء اللاجئين. الامر الذي يجعل من بقاء وكالة الغوث كابوسا يقلق مضاجع من سرق بيوت هؤلاء اللاجئين واراضيهم ومن تستر على هذه الجريمة، بمعنى ان انروا ليست وكالة بلح وليست وكالة امريكية وعلى الامم المتحدة ان تستمر في توفير ميزانية هذه الوكالة حتى لو اضطرت للتحالف مع القرود، لأن في ذلك احترام هذه المنظمة الاممية لميثاقها ومبادئها في حماية الامن والسلم الدوليين وتأكيد على ضرورة فرض احترام هذه المنظمة لقراراتها على كل من هو عضو في هذه المنظمة حتى لو كان هذا العضو امريكيا، التي اصبحت تتصرف في الاونة الاخيرة كديكتاتور مغتصب لسيادات الدول ومختطف للقانون الدولي والشرعية الدولية وخصوصا بعد ان تولى امرها طفل (بحسب وجهة نظر مايكل وولف مؤلف كتاب النار والغضب في بيت ترمب الابيض) واعتقد ان هذا الوصف هو اختزال دقيق وموفق جدا لهذا الكتاب المكون من 327 صفحة.
كيف لا وها هو ترمب يحاول ان يطمئن العالم عبر حسابه على تويتر برجاحة صحته العقلية تارة ويتبارز مع رئيس كوريا الشمالية حول كبر الزر النووي تاره اخرى واخيرا تهديده باستخدام قوت اللاجئين كوسيلة ابتزاز رخيصة وغير اخلاقية وهي لا تفرق شيئا عن استخدام اللاجئين الفلسطينيين كدروع بشرية من اجل اجبار الرئيس الفلسطيني على التنازل عن كرامة شعبه المتمثلة بالقدس، المضحك المبكي انه ليس حرصا من الرئيس الاميركي على عودة التفاوض ولا على عملية السلام ولكن من اجل اثبات انه اي ترامب صاحب عقل متزن بعد ان شكك في ذلك العديد من الاطباء النفسانيين في اميركا، عودة الرئيس الفلسطيني عن قراره بعدم لقاء ترمب او من يمثله قبل تراجع هذا الاخير عن قرار اعترافه بالقدس عاصمه لاسرائيل سيكون بمثابة دليل على عدم صحة ما يقوله هؤلاء الاطباء النفسانيين.
دليل اخر على عدم اكتراث ترامب لما يجري في فلسطين هو بيعه للقدس كمقايضة لمبلغ 200 مليون دولار تبرع به صاحب كازينوهات يهودي صهيوني لحملة ترامب الانتخابية وفي نفس الوقت بمثابة رد جميل للمسيحيين الصهاينه الذين ساهمو الى حد كبير في نجاحه في الانتخابات والذين يعتبرون ان هذه الخطوه تسارع في عودة المسيح وهذه قصه طويله. حتى ان انتظاره ليوم السادس من ديسمبر جاء لطلب من هؤلاء كونه يصادف الذكرى المئويه لاحتلال القدس من العثمانيين على يد الجنرال البريطاني اللمبي الذي قال يومها الان انتهت الحروب الصليبيه.
هذا الواقع المريريفرض على كل الشرفاء في شعبنا الحفاظ على بل وربما انقاذ البيت الفلسطيني الذي لم يبق فيه وحوله سوى الفلسطينيين وقليل من الاخوه وبعض الاصدقاء . الامر الذي يتطلب ان تكون فلسطين اولا اذ لم يعد هناك متسع فيه لا لخلاف ولا لانتهازي ولا متامر من اجل حماية واحترام القرار الوطني الفلسطيني المستقل دون اي اعتبار لاي شيء اخر. وذلك بعد ان بدأت اوراق التوت تتساقط الواحده تلو الاخرى وبشكل مقزز عن من نافقوا الفلسطينيين طوال سنين خلت. وهذا يتطلب اعادة النظر في مسيرة هذه السنين التي ادت بنا الى الحال الذي نحن فيه من اجل تضميد الجروح ليتمكن الجسد الفلسطيني من الوقوف معافى كما يجب له ان يكون حتى يتمكن من الصمود في وجه ما يحاك لفلسطين من مؤامرات تعتبر الاخطر منذ وعد بلفور.
فتح وحماس شئنا ام ابينا اتفقنا ام اختلفنا اصبحا يشكلان العمود الفقري لمنظمة التحرير الفلسطيني بالرغم من اختلافي مع حركة حماس لاعتقادي ان طريق تحرير القدس ينتهي بالجنه وليس العكس ومع ذلك لا املك كما هو حال كل فلسطيني الا ان نقر بان حماس كانت وما زالت تشكل جزأ اصيلا من النسيج الفلسطيني وتشكل عمقا اسلاميا لحركة التحرر الوطني الفلسطيني التي تقودها حركة فتح الي تتوج اسمها بحرف فلسطين.
من هذا يتضح انه قد حان الوقت لفرض المصالحه على الارض وعلى مبدأ الشراكه في المسؤوليه والقرار وليس التفاوض الذي يطيل من عمر الانقسام . اذ لم يعد هناك اي قييمه لاي رأي يعاكس ذلك فلسطينيا كان عربيا او دوليا. وحتى يتم ذلك لا بد له ان يكون من خلال لقاء يجمع بين رئيس حركة حماس والرئيس ابو مازن بصفته رئيسا لحركة فتح وهذا لا ينقص من قدره كما يدعي الصيادين في الماء العكر من الديماغوجيين . ابو مازن هو الرئيس الشرعي المنتخب من قبل الشعب الفلسطيني وهو كبير القوم وهو خادمهم وهو المؤتمن على مصلحة هذا الشعب.