الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

اكرام الميت دفنه

نشر بتاريخ: 16/01/2018 ( آخر تحديث: 16/01/2018 الساعة: 20:02 )

الكاتب: السفير حكمت عجوري

العداء للساميه سيف اخترعته الحركه الصهيونيه من اجل وقف الاعتداءات التي كان يواجهها اليهود في اوروبا وتم اعتماده كقانون في العديد من دول اوروبا كشعور بالذنب لما حصل لليهود على يد النازيين. الحركه الصهيونيه اغتنمت الفرصه كعادتها واصبحت تتهم كل من ينتقد الممارسات الاسرائيليه حتى غير غير الانسانيه منها بالعداء للساميه وتوقعه تحت طائلة قانون بلده.
وكما نجحت هذه الحيله في اوروبا يحاولون الان تمريرها وتطبيقها على الساميين انفسهم الا وهم العرب اساس الساميه. حيث ان اتهام الاعلام الصهيوني للرئيس الفلسطيني بعداءه للساميه انما ينم عن جهل وعنصرية.
وبسبب ان جهلهم كادو يوجهون هذا الاتهام لليهود الذين ينتقدون الجرائم الاسرائيليه الا انهم اخترعو لهؤلاء مصطلح يهود كارهين لانفسهم.
الوقاحه في كل ذلك ان من طور قانون العداء للساميه كانو من اليهود الاشكناز الذين لا يمتون للساميه بصله حيث اثبتت الدرلسات الجينيه الحديثه ذلك. اذ ان جذورهم تعود الى شمال شرق تركيا حيث ما زال ليومنا هذا قرى اسمها اسكناز و اشناز الموطن الاصلي لهؤلاء وهم يحملون اسمه حيث اعتنقو الديانه اليهوديه قبل الفي عام. وعليه فان اعتبار اسرائيل مشروع الهي وليس استعماري هو هراء لان العكس هو الصحيح واعتقد انه لصالح اسرائيل ان تتخلص من اضاليلها وتضليلها وتتفاوض مع اصحاب الارض الاصليين الذين يحملون اسمها وهم الفلسطينيين على حل مبني على اسس سياسيه وليس دينيه حتى لا يوقظو المارد الديني الاسلامي الذي ما زال يغط في نوم عميق.
من هنا لا بد وان نؤكد لاصدقاء فلسطين في الاتحاد الاوروبي الذين نثمن دورهم الاخلاقي والانساني الذين يما رسونه بنعومه من اجل حل الصراع الممتد لقرن من الزمن من ان اصرارهم على التمسك باتفاق اوسلو بات متاخرا جدا ونؤكد من ان كثيرين من الفلسطينيين وانا منهم كنا قد اسبشرنا خيرا باتفاق اوسلو واستشعرنا قبل غيرنا ان هذه الاتفاقيه وكما نصت في سطورها انها لو اكتملت عام 1999 باقامة دولة فلسطين جنبا الى جنب مع دولة اسرائيل لكانت اعتبرت نموذجا حضاريا يحتذى به من اجل انهاء الصراعات في العالم ويؤسس لالفيه ثالثه خاليه من الحروب والحد من تجارة السلاح التي بلغت قرابة 2 ترليون دولار في السنه الاخيره .
الامر الذي يؤكد على ان انهاء الصراع الاسرائيلي الفلسطينيي سيعود بالقطع سلبا على هذه التجاره التي تتسيدها اميركا.
وهو ما يفيد بالضروره ان انهاء الصراع ليس في مصلحة مافيا السلاح التي تحكم اميركا وتملي على ترمب واسلافه سياسة بلدهم الخارجيه.
وعليه فالضاره النافعه في انتخاب رئيس فاقد الاهليه للحكم في اميركا ربما وفر الوقت والجهد لانهاء الصراع في المنطقه وذلك بانهاء الدور الاميركي كوسيط نزيه في انهاء هذا الصراع بانحيازه السافر والمكشوف للجانب الاسرائيلي ببيعه لها القدس عاصمة الدوله الفلسطينيه وكانها برج من ممتلكاته.
هذا يعني انه قد حان الوقت لدورا اكثر فاعليه من قبل الاتحاد الاوروبي لحل هذا الصراع الذي ساهمت في خلقه اوروبا وبقدر متفاوت من قبل دولها في عام 1947.
اوسلو صهيونيا دخلت غرفة الانعاش باغتيال رابين كونه الوحيد القادر على حمايتها وتنفيذها ودفنت بعد ذلك بسنه اي بخروج شيمون بيريز من دائرة صنع القرار المتمثله برئيس الوزراء. ولا داعي للدخول في تفاصيل عداء كل من حكم اسرائيل بعد ذلك لهذه الاتفاقيه بداية من النتن ياهو بتوليه رئاسة الوزراء في عام 1996 ومرورا بيهود باراك اخر العماليين الذي لم يخفي عداءه لاوسلو عندما كان رئيسا للاركان في عهد رابين.وعليه ومن حيث ان اكرام الميت دفنه فلا بد ان ندفنها وان نخرجها من كل ادبيات الصراع مع العدو المحتل.
هذا يشجعني على القول بان المبادره العربيه لم تكن اوفر حظا وهي كذلك بدأت تحتضر صهيونيا عندما رفضها شارون شفاهة بقوله الشهير انها لا تساوي الحبر الذي كتبت فيه وعمليا عندمااعاد احتلال الضفه في اليوم التالي لاعتماد هذه المبادره عربيا في مؤتمر قمة بيروت 28 مارس 2002 .
حيث بقيت المبادره في غرفة الانعاش الى ان انتهت عربيا بوفاة صاحبها المغفور له الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز. ولا ادري اذا كان قد حان موعد دفنها فلسطينيا ام لا وكأنها خيط العنكبوت الذي الذي تعبر من خلاله طائرات ودبابات الاخوه من 57 دوله عربيه واسلاميه.
فالتقارب العربي المجاني مع اسرائيل الذي جاء نتيجه لتفكك النظام الرسمي العربي وطبعا الضعف الفلسطيني الذي تجسده حالة الانقسام. جعل من امكانية رفع الظلم عن شعب فلسطين خارج اولويات بعض ذوي القربى الذين اثرو مصالح غير واقعيه والتي ستودي بهم الى محطة حيث لا ينفع الندم . اذ من الواضح ان ما نشرته بعض وسائل اعلام اسرائيل عن الشروع بتحضير ملف التعويض عن مملكة حمير لم يكن منبها كافيا للعوده الى جادة الصواب ولربما نفاجأ بعد ذلك بالمطالبه بالتعويض عن بناء الاهرامات . للاسف لم يعد بالامكان اقناع من مازلت ارى انهم اهلي وان ضنو علي كرام بان فلسطين بقدسها تشكل الثور الاسود الذي بموته ستموت بقية الثيران (مدن وممالك) بحسب مقولة قتلت يوم قتل الثور الاسود. اعتقد ان كل فلسطيني في ارض الرباط كان يتمنى ان ترقى ردة الفعل العربيه لتحرك خجول تمارسه الدول ذات السياده في هكذا مواقف وهو استدعاء سفرائها من واشنطن كتعبير عدم رضا عن قرار ترمب وذلك اضعف الايمان.
اعتقد ان هكذا مخاض عسير يتطلب تمتين استقلالية القرار الوطني الفلسطيني اكثر من اي وقت مضى من اجل القفز على كافة المعوقات الاقليميه التي انحرفت بوصلتها نحو الشرق.
الصراع الاسرائيلي الفلسطيني كان مصدره اوروبا والامم المتحده والى هناك يجب ان يعود.
القيم الاوروبيه بمحوريها الديمقراطيه وحقوق انسان هي التي اوصلت اوروبا الى ما هي عليه وبفضل هذه القيم انتصرت اوروبا للافارقه السود في جنوب افريقيا ضد العنصريين البيض القادمين من اوروبا.
اوروبا متوسطيا تشاطيء فلسطين و هي اكبر شريك تجاري مع اسرائيل وهي لن تسمح باستمرارنظام الابارتهيد الصهيوني على هذه الارض المقدسه بعد ان اصبحت نتانة هذا النظام العنصري تزكم كل الانوف الاوروبيه وبالقطع لا اعتقد انه سيمر وقت طويل على اوروبا حتى تتعامل مع النظام العنصري في اسرائيل كما تعاملت مع توأمهفي جنوب افريقيا. الامر الذي يتطلب قليل من الذكاء الفلسطيني بحرمان اسرائيل من ذريعة الدفاع عن النفس. اضافة الى ان هناك قناعه لدى العديد من زعماء اوروبا بالعلاقه العضويه بين الارهاب عدو اوروبا الاول والاحتلال الصهيوني للارض الاكثر قدسيه للمسلمين والمسيحييين .