الخميس: 18/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

كما تفكرون تكونون!

نشر بتاريخ: 21/01/2018 ( آخر تحديث: 21/01/2018 الساعة: 10:51 )

الكاتب: رامي مهداوي

من الواضح بأن مقالي الأسبوع الماضي بعنوان "رسالة إلى المجلس المركزي" لم يجد عين من أعين أعضاء المجلس تقرأ النص! فمخرجات الاجتماع في ظل المرحلة الحرجة من عُمر القضية الفلسطينية غاب عن قراراتها وضع تصور أولي في الشأن الداخلي الفلسطيني!!
كان من المُجدي تخصيص جلسة تتناول الوضع الداخلي الفلسطيني المُتشرذم، المُتهالك في مناحي مكونات الحياة الفلسطينية، لهذا كان يجب على المجلس المركزي النظر على واقع مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية ودراسة الواقع الحالي الذي وصلنا له من تدهور ملحوظ على الرغم من النجاحات هنا وهناك التي لا تذكر.
للأسف هرب المجلس المركزي من أهم مسؤولياته اتجاه الشعب بعدم النظر للواقع الحالي للمواطن الفلسطيني بقرارات سياسية واسعة بعيدة كل البعد عن الواقع، ومتضاربة فيما يتعلق بين النظرية والتطبيق بواقع النظام السياسي الفلسطيني من جهة وبمؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية من جهة أخرى.
لماذا لم يلتفت المجلس بجدية للوضع الداخلي الفلسطيني؟! ومحاولة إحياء وتحديث أجهزة وهياكل السلطة الوطنية الفلسطينية، وإحياء الميت منها!! والنظر الى م.ت.ف بعين التجديد وضخ الدماء الجديدة لهيئات بدأت تندثر. وتجاوز حالة الانشقاق الداخلي، ومحاولة الوصول إلى رؤية فلسطينية مركزية لتعزيز صمود المواطن الذي وصل الى حالة الكُفر بواقعه السياسي، الإقتصادي، الإجتماعي الخ...
هل تم دراسة الخيارات والبدائل المطروحة؟ أم أن المجلس تكيف مع الظروف المحيطة بنا بالتالي فقد أهليته بمقدرته لتغيير الواقع، ومع ذلك كان يستطيع المجلس أن يستثمر الواقع لصالحه بالخروج بتوصيات عملية وواقعية.
هل دخلنا "بالحيط"؟ عندما تسير في طريق وتجده مغلقا في نهايته فإنك لا تتوقف عن المتابعة، فتذهب وتبحث عن طريق بديل تكمل فيه خطواتك، وعندما تشعر بالجوع أو العطش وتذهب لشراء طعامك وشرابك المفضل ولا تجده فإنك لا تمتنع عن الأكل والشرب ولكن نبحث عن طعام وشراب بديل وهذه الفطرة إنسانية.
البحث عن البدائل يجب أن لا يكون كنوع من الترف الفكري الذي تمارسه بعض "النخب" السياسية وبعض "الزبائنية السياسية"، البحث عن البدائل عندما لا تكون مقتنعا أمر سهل لتكون المخرجات سراب، ولكن بحثك عن البدائل عندما تكون مقتنعا يتطلب منك أن تبذل مجهودا كبيرا من التفكير والبحث حتى تكون عصارة ذلك فعل يومي من خلال برنامج عملي، وقديما قيل: كما تفكرون تكونون!