الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الطفلة يسرى: كرسي غسيل الكلى في المُطَّلع سر بقائي

نشر بتاريخ: 24/01/2018 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:10 )
الطفلة يسرى: كرسي غسيل الكلى في المُطَّلع سر بقائي
القدس- معا- معاناتهم ليست عادية، وتتكرر فصولها ثلاث مرات أسبوعيا ، ليست لساعة واحدة بل لأربع ساعات متوالية ، يجلسون وهم موصولون بأسلاك وأجهزة كهربائية خاصة بغسيل الكلى ، منهم من اعتاد الأمر وأصبح عاديا وآخرون يعتبرون آلامهم لا نهائية، ننقل لكم في هذا التقرير قصة الطفلة يسرى إحدى أطفال مرضى الكلى في مستشفى المُطَّلع.
الطفلة يسرى درابيع إبنة السادسة عشر ربيعا، فتاة ككل الفتيات تحلم بالعيش حياة طبيعية ، لكن شاء القدر أن تكبر قبل أوانها وتترك وراءها أحلامها وألعابها وكتبها في قرية دورا غرب الخليل، لتلتحق بوحدة غسيل الكلى في مستشفى المُطَّلع بالقدس المحتلة لثلاثة أيام في الأسبوع منذ عام 2012.
أسلاك جهاز غسيل الكلى التي تُقيد يسرى من جانبيها، لم تُقيد جسدها الغض فقط وإنما قيدت أحلامها وأمنياتها التي أبسطها أن تلعب مع أخوتها في البيت وأكبرها أن تدرس الهندسة في المستقبل.
سر البقاء
بصوتها الخافت وبنظرة طفولية وبضحكة بريئة، قالت:"هذا الكرسي هو سر بقائي على قيد الحياة ، فأنا اليوم بخير"، تضيف بألم وحرقة: الأوجاع لا تنتهي، ففي بداية العلاج كانت تلك الأسلاك تشبه حبل المشنقة ، فالآلام التي تأتي منها تشبه طعنات السكين ، وتحرق الجسد باستمرار" ، وتتابع : " كنت أموت في اليوم ألف مرة، لكني اعتدت على الأمر وأصبح عاديا ".
عجز وألم
تحدت يسرى المرض وأصرت على الحياة ، ورغم أنها تركت دراستها وهي في الصف العاشر بسبب ظروفها الصحية والعائلية إلا أنها تقول: " إن المرض لا يجعل المرء ناقصا حتى لو أخذ منه الكثير، مضيفة بألم وغصة: " كنت طفلة صغيرة في الصف الخامس الإبتدائي لم أكن أعرف معنى المرض حينها، لكن من شدة الألم ظننت للوهلة الأولى بأنه ليس له علاج ، وتحولت من طفلة تحب الحياة الى عاجزة تقف أمام المرض لا حول لها ولا قوة".
فقد وإشتياق
وتابعت حديثها بنظرة حزينة: " ما زاد ألمي وعجزي أثناء المرض، هو موت أمي ، فلو أمي كانت لجانبي لما شعرت بالألم مضاعفا ولا بالوحدة آلاف المرات ، فهي من تخفف ألمي وتؤنس وحدتي وتساعدني ، لها الرحمة والنور" ، سكتت يسرى لبرهة وحبست دمعها، وتضيف : لكن الله عوضني بزوجة أبي التي اعتبرها مثل أمي ، فهي تساعدني وتدعمني وتقف لجانبي وتخفف من آلامي كثيرا.
الإصرار
يسرى التي تعشق الرسم ، تتابع اليوم دراستها في مدرسة الإصرار في مستشفى المُطَّلع التي أعطتها كما تقول:" الأمل وزرعت بداخلي الإصرار على الحياة والبقاء ، وتضيف بابتسامة مشرقة وبخجل محبب للنفس: "شكرا، لمدرسة الإصرار إدارة ومعلمات على الحب والاهتمام ".
الرسم ويسرى
وعن فن الرسم تقول : إن الرسم موهبتي، فمن خلاله أعبر عما بداخلي وعن الواقع الذي أعيشه، فهو يمدني بالطاقة ولا يترك لي مجالا للإستسلام، تلقيت التشجيع والدعم من معلماتي في مدرسة الإصرار، وأرغب في إقامة معرض خاص بي قريبا، وأن تصل رسوماتي إلى العالمية.
نصيحة
وتوجه يسرى في ختام حديثها نصيحة لكل الأطفال الذي يعانون المرض مثلها: " واجهوا المرض بكل قوة ، فالمرض لا يلغي الطاقة ، وعليكم قضاء وقت فراغكم بأمور مفيدة ".