الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

ضم الضفة ودم غزة

نشر بتاريخ: 17/02/2018 ( آخر تحديث: 17/02/2018 الساعة: 20:34 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

منذ أعلن ترامب وعده منح العاصمة المحتلة لليهود، تفكر القيادات العربية والفلسطينية في مواجهة المؤامرة، ولكن المؤامرة تتسع لدرجة تفوق الممكن. وفيما تراهن الادارة الامريكية - باعتبارها الراعي الحصري للاحتلال الاسرائيلي - على الوقت أن يكون في صالحها. تراهن القيادة الفلسطينية على روسيا والصين والاتحاد الاوروبي ( لا تراهن على العرب ) أن تتدخل كقوى عالمية وتعيد بناء طاولة المفاوضات بشكل جديد.
خطاب الرئيس المزمع في العشرين من الشهر الجاري أمام مجلس الأمن في نيويورك، لن يحمل أي جديد. وإنما سيؤكد على طلب القيادة رعاية دولية للمفاوضات مع الإستعداد الدائم للحل السياسي وفق القرارات الدولية. وهذا بحد ذاته لا يفاجئ أحد، فالرؤساء لا يلقون خطابات نارية وصادمة كل اسبوع الا في حالات الحرب. 
- القيادة الفلسطينية لا تريد حربا حتى وإن إستطاعت، ولا تستطيع حربا حتى وإن ارادت.
- إسرائيل لا تريد سلاما حتى وإن استطاعت. ولا تستطيع سلاما حتى ولو أرادت.
- العرب يسخرون من نتنياهو الفاسد لأنه تلقى هدايا بقيمة 220 ألف دولار خلال 13 سنة في الحكم، وهذا بحد ذاته يثير السخرية لان أي مسئول عربي من الدرجة الثالثة لا يقبل هذا المبلغ رشوة لولده كي يلهو فيه خلال رحلة الى جزيرة او زيارة لكازينو. بل إن مرافق أي مسئول عربي لن يقبل بهذا المبلغ في سنة واحدة !!! والحقيقة أن إهتمام الاعلام العربي بفساد نتنياهو بهذا الشكل شئ معيب، والأولى أن يهتم كل واحد بفساد بلده، لان فساد الحكومات العربية أصبح عار على البشرية كلها ( في السعودية تم جمع مبلغ 110 مليار دولار من عدة أمراء في شهر واحد ). كما ان أي أمير أو زعيم عربي يلبس ساعة يد بسعر أغلى من 220 الف دولار. وإحتراما لشعوبهم الفقيرة عليهم ان يدفنوا رأسهم في الرمل بدلا من السخرية من نتنياهو.
- فيما نواصل نحن الشتم والسباب ضد ترامب ونتنياهو، تجاوزت الأحزاب الصهيونية وعد ترامب الى مرحلة ضم الضفة عمليا من خلال نقاش الأمر في داخل الأحزاب وفي أروقة الكنيست، وتم تجهيز خطة متدحرجة لتنفيذ ذلك، تماما كما فعل مناحيم بيغن بهضبة الجولان السورية المحتلة عام 1981.
- حماس لا تسيطر سوى على غزة (مساحة غزة أقل من 1% من مساحة فلسطين)، والسلطة لا تسيطر سوى على مناطق ألف في الضفة الغربية (مساحتها أقل من 1% من مساحة فلسطين). وحين تستمع إلى خطابات المسؤولين في هذه المناطق ( 1% ) تشعر أنك تستمع إلى خطاب الرئيس الصيني أو التركي او الروسي !! وما نسمعه كل يوم مجرد تنويم مغناطيسي للجمهور.
- القوى والفصائل والجهات المسئولة عن البلد التي تجيد كتابة البيانات والخطابات ( موديل الخطابات إنتشر في السبعينيات وتوقف في الثمانينيات حين دخلت الحضارات والأمم مرحلة التعدين والصناعة الحديثة) لا تجيب على سؤال المواطن حول حصار غزة وضم الضفة!!
-  ان الواقع الراهن على الأرض يؤكد اننا وفي حال واصلنا العمل بهذه الطريقة فان الملفات النهائية لن تبقى بيد القيادات الفلسطينية أبدا. ملف قطاع غزة بيد مصر، وملف القدس والأقصى بيد الاردن، وملف الضفة الغربية بيد جنرال الاحتلال بولي مردخاي.