الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

أبومازن..بين طلاق ترامب وعناق بوتين..هل وجد ضالته.!؟

نشر بتاريخ: 18/02/2018 ( آخر تحديث: 18/02/2018 الساعة: 16:24 )

الكاتب: منذر ارشيد

بعد صفعة ترامب التي تلقاها الرئيس أبو مازن واعتبرها ضربة قاضية لعملية السلام ولكنه لم يقطع الأمل بالمفاوضات فهو يبحث عن بديل لأمريكا ترامب...
وصرح بالفم الملئان أن أمريكا ما عادت شريكا بالمطلق.
فالقدس عاصمه لإسرائيل لم تكن كلمة عابرة من ترامب بل كانت عبارة مقصودة ومدروسة ولم تكن من بنات أفكار هذا الترامب الأهوج.. بل هي ضمن توليفة تم صياغتها منذ زمن ولكن ترامب تبناها كأول رئيس يتجرأ بذلك..
وكنت قد كتبت حينها أن ترامب لم يقل القدس عاصمة اسرائيل الموحدة.. بل قال بالحرف ..عاصمة لدولة إسرائيل ولم يحدد الشرقية ولا الغربية ولم يقل القدس الموحد على ما أذكر..... وذكرت أيضا أنه ترك هامشا للمناورة في هذا المجال وكما أعطى حافزا للثورة والغضب عليه وعلى أمريكا من قبلنا كفلسطينيين وعرب ومسلمين .. كي نلعب في الوقت الضائع .. ونعبر عن ما في داخلنا ونستريح، وكان هذا وحصل وبشكل مدروس ومنتظم فأقمنا المظاهرات وقفنا على أبواب السفارات وحرقنا الصور والأعلام، وكأنه سيناريو تنفيسي لتقبل ما سيكون لاحقا بعد أن تأخذ المسألة مخاضها المطلوب من أجل ولادة المشروع المخطط له والذي فيه وجهات نظر متباينة بين مختلف فئات الشعب الفلسطيني الذي بمعظمه لا يرضى عن فلسطين من البحر إلى النهر .. ولكن الظروف الموضوعية ربما تؤدي إلى ما دون الحد الأدنى من حقوقنا.
لنعد إلى ما قبل ذلك، فما جرى في مؤتمر الرياض وبرئاسة الرئيس الأمريكي ترامب لم يكن مجرد مؤتمرا عابرا ولا استعراضا بل كان مؤتمرا جادا أرادت خلاله أمريكا ترامب تشكيل تحالف يواجه كل القوى المعادية لأمريكا وإسرائيل.
وتم وضع مخطط لحل القضية الفلسطينية على اعتبار أنها العائق الوحيد في طريق التحالف الذي يراد منه التطبيع مع إسرائيل واعتبارها حليفا قويا وليس عدوا
ولذلك رأينا الهرولة الإعلامية من قبل البعض نحو التطبيع مع إسرائيل دون أي مكسب خاصة أن المكسب الوحيد الذي يتطلع له العرب كما قيل (الموافقة على دولة فلسطينية على حدود حزيران والقدس الشرقية عاصمة).
فإذا كانت المبادرة العربية برئاسة السعودية والتي كانت قد وضعت بنود واضحة حول هذا الأمر فكيف يتم التطبيع قبل ذلك !
وهل ذلك فقط إرضاء لأمريكا وإسرائيل وإحراجا للفلسطينيين مثلا أو ضربة قاضية للمشروع العربي ..!؟
على كل الأحوال لا أحد يستطيع أن يجبر الفلسطينيين على حل لا يلبي متطلباتهم خاصة أن لهم ممثلا رسميا وهو منظمة التحرير وهنا ليس أقل من دولة فلسطينية وعاصمتها القدس والعودة.
فهل زيارة أبو مازن لروسيا التي استقبله خلالها بوتن بالأحضان جاءت من خلال هذا السياق.
وهل روسيا ومعها دول أوروبا خاصة فرنسا التي استقبلت أبو مازن بنفس الحفاوة هل سنرى بداية لمرحلة جديدة من المفاوضات الجادة ويتبلور عن ذلك حلا يضرب صفعة ترامب بإعلان الحل عن طريق الأمم المتحدة وإرادة روسية أوروبية وإجماع دولي يرغم أمريكا على التراجع عن مشروعها الذي أعتقد أنه ما كان سوى ذر الرماد في العيون..!؟
وقد لا حظنا الهرولة نحوها وبشكل علني وبلا حياء ولا خجل من بعض الدول التي تسابقت لإثبات الطاعة لأمريكا.
ولكن ترامب وبخطوته المفاجئة حول نقل السفارة إلى القدس واعتبارها عاصمة لدولة الكيان قلبت الأمور رأسا على عقب.. رغم أني أشك في أن هذه الخطوة كانت مدروسة ومقصودة من أجل إثارة الرأي العام وإعطاء المسألة نوعا من تعكير الماء الراكدة كي يخرجوا بحل يتناسب مع رغبة جميع الأطراف وبطريقة سلسة مريحة.
كأن يوافقوا على دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية بجانب دولة إسرائيل وعاصمتها القدس الغربية.
ولكن ما صدر عن الرئيس الفلسطيني بعد ذلك بأن أمريكا ما عادت شريكا في عملية السلام وأنه جاري البحث عن بديل لأمريكا ملمحا إلى أوروبا بقيادة روسيا وكان هذا واضحا من خلال زيارته لفرنسا التي استقبله بالأحضان أيضا.
وكان الأمر أصبح بحكم المؤكد أن روسيا ستأخذ الدور الرئيس في العملية التفاوضية ولتنفيذ المخطط المرسوم دولة فلسطينية على حدود آل 67 وعاصمتها القدس الشرقية..
وعلينا أن ننتبه بأن بعض التسريبات التي خرجت حول العرض الذي قدمته السعودية بطلب أمريكي على الرئيس أبو مازن وهو أبو ديس كعاصمة... وحسب وجهة نظري أنه مجرد بالون ليس اختبار بل بالون دعاية مقصودة وليس حقيقيا وذلك من أجل تنشيط الرفض وذر الرماد في العيون وهو تماما مثل مسألة القدس عاصمة لاسرائيل التي أثارت الزوبعة التي هي مقصوده بخبث ودهاء.
ولماذا أقول ذلك..!؟
أقول ذلك لأن الثمن كبير وكبير جدا فالحل النهائي حسب ما تم التخطيط له مع أخذ بالإعتبار حساسية الفلسطينيين من أي حل ينتقص من حقهم التاريخي خاصة ما جرى في أوسلو من خلال اعتراف المنظمة بإسرائيل على الجزء الأصيل من الوطن الفلسطيني... وهذا كان قد أخذ رفضا من الغالبية الساحقة من أبناء شعبنا خاصة في الشتات ولا ننسى بعض التنظيمات ولا ننسى ملايين الفلسطينيين في الشتات.
فحتى لا يكون مع الحل النهائي ضجة ورفض كبير وحتى تمر الصفقة مرور الكرام.. سواء بوجود ترامب ونتنياهو او بعد عزلهم إن أمكن على اعتبار أنهما معيقان للحل المشرف خاصة للفلسطينيين ..وقد رفعوا سقف التنازلات إلى درجة كبيرة من خلال الظلم الذي سيقع على قضيتنا ورفعوا وتيرة الضغط على حماس وغزة كي يقال ليس بالإمكان أفضل مما كان .. ويا دار ما دخلك شر.... هذا اللهم إن لم تشن حرب على غزة أو حتى حرب في المنطقة كلها...!
ولا ننسى الخلاف بين حماس وفتح غزة والضفة والتلويح بفصلهما عن بعضهما وسيناء وما أدراك ما سيناء...!
وكان هناك تلويح وتلميح إما أن تقبلوا بهذا الحل أو تفضلوا إلى سيناء....!
مجرد أسئله وافكار تراودني....
1_هل قطر وتركيا وهما تدعمان حماس يتبنيان فكرة تحرير فلسطين من البحر إلى النهر وزوال إسرائيل كما تطرح حماس..!؟
2_لماذا هذا الحصار القاتل على غزة. وأهلها.!؟
3_لماذا هذا التلكوء في المصالحة..!؟
4_ما الذي يجري في سيناء..!؟
5_ما الذي يجري في الضفة..!؟
6_وأخيرا لماذا أخذت قضية ( محمد الداية ) التافهة كل هذا الصخب وهذا الجدل وأي معجزة هذه التي تقف عائقا لحلها .!؟
أسئله أضعها لعلنا نجد إجابات عليها قبل حل القضية الفلسطينية