الخميس: 18/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الى اليونيسف

نشر بتاريخ: 21/02/2018 ( آخر تحديث: 21/02/2018 الساعة: 13:56 )

الكاتب: ناصر عطا الله

الى منظمة الامم المتحدة للطفولة- اليونيسف... عليكم الصراخ لا الصمت...عليكم الثورة لا السكينة
اعتقد ان بيان اليونيسف بتاريخ 20 فبراير 2018 قد يكون من اسوأ، هذا اذا لم يكن اسوأ بيان تصدره اليونيسف منذ تأسيسها عام 1946، حول اوضاع الاطفال في سوريا وتحديدا في الغوطة.
ففي محاولة منها لإلقاء الضوء على معاناة الاطفال في هذا البلد الذي يعاني من ويلات الحرب منذ سبتمبر 2011، اصدرت بيانا خاليا من أي كلمات وتحت عنوان "الحرب على الأطفال في سوريا: تقارير عن سقوط أعداد كبيرة من القتلى أطفال الغوطة الشرقية ودمشق". وأضافت جملة مقتضبة واحدة "ليس هنالك كلمات بإمكانها أن تنصف الأطفال القتلى وأمهاتَهم وآباءَهم وأحباءَهم". وتلتها بعدد من السطور الفارغة من أية كلمات.
على منظمة اليونيسف ان تتخلى عن هذه الدراما غير الفاعلة لأنها لن تؤثر في قتلة الاطفال ولن تجعلهم يعيدون حساباتهم لان الاطفال اخر همومهم. عليكم ان تعلموا ايضا ان صمتكم هنا يشابه نأيكم عن تحميل المسؤولية لمن قتل الاطفال ومن بارك ومن سكت ومن دعم ومن مول ومن برر ذلك. عليكم الكف عن حيادكم وان تملكوا الجرأة في تحميل المسؤولية لم يفتك بالأطفال في سوريا وغيرها.
لم ولن يكتفي الطفل يوما بالخبز والحليب والتطعيم التي يفترض ان تحمي حياته، بينما يعيش تحت الة قتل ودمار لا تميز بين كبير وصغير.
اشك ان من كتب هذا البيان السخيف يعرف شيئا عما يحصل مع اطفال سوريا او العراق او اليمن، ربما تحركت مشاعره بعد سماع نشرة اخبار عما يجري في الغوطة فوقف عاجزا او مصدوما، ربما رأى عشرات الجثث ملقاة في الطرقات وهو يهم بإيصال اطفاله الى المدرسة فأزعجه المنظر. لم يعلم او نسي ان هناك اكثر من نصف مليون قتلوا في سوريا قبل ذلك.
طالما كان الصمت اشارة للعار، فإذا شعرتم بالعار غادروا او تغيروا، لا يحتاج الاطفال الى الصمت، يكفيهم الذين صمتوا منذ سنوات، يكفيهم الحكومات الظالمة والمعارضة الظالمة والدولة الظالمة. لا تكونوا جزء من هذه القائمة المقيتة حتى لو كانت نواياكم ايجابية، فالطريق الى جهنم مليئة بالنوايا الحسنة.
لا تحزنوا للأطفال بل مدوا يد العون لهم، يكفيهم حزن امهاتهم وآبائهم وإخوتهم وتذكروا ان الحزن لا يثمر بل يثمر الغضب، اغضبوا رجاءا علكم تغيروا شيئا.
سيداتي سادتي هذا الصمت الرومانسي عار، عار عار وهو جزء من الجريمة.....حركوا اجسادكم المترهلة وكفى...واعتذروا من الاطفال اولا.