الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

التشريعي بغزة يقر مشروع قانون المصالحة المجتمعية

نشر بتاريخ: 21/03/2018 ( آخر تحديث: 21/03/2018 الساعة: 16:41 )
التشريعي بغزة يقر مشروع قانون المصالحة المجتمعية
غزة- معا- أقر المجلس التشريعي في جلسة خاصة عقدها بمقره اليوم الأربعاء بحضور نواب من كتلتي فتح وحماس، مشروع قانون المصالحة المجتمعية، الذي يضع أُسس ومنطلقات قانونية لإنهاء الانقسام وطي صفحته إلى الأبد.
وأبدى النواب تأييدهم لمشروع القانون المكون من "13" مادة، أهمها إنشاء لجنة مصالحة مجتمعية تقوم على متابعة المتضررين جراء احداث الانقسام وتعويضهم عن الخسائر في الأرواح والممتلكات العامة والخاصة.
وشدد النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي د. أحمد بحر في كلمته الافتتاحية في مستهل الجلسة على أن تدشين وتعزيز قيم المحبة والتسامح والتعاون والتكافل بين أبناء شعبنا يشكل أحد أهم الضمانات الرامية إلى إنجاح مشروعنا الوطني التحرري، والأرضية الصلبة الكفيلة بتوحيد المجتمع الفلسطيني وتكتيل الصف الفلسطيني الداخلي في مواجهة الاحتلال الصهيوني ومشروعه العنصري الاستيطاني العدواني على أرضنا المباركة.

وقال" إن الأحداث الأليمة التي ألمت بشعبنا في قطاع غزة في السنوات الماضية، وبعيدا عن الأسباب والخلفيات المعروفة، شكلت جرحا غائرا في قلوبنا وصفحة سوداء في تاريخ شعبنا، وآن لنا اليوم أن نضمد هذه الجراح، ونداوي القلوب المكلومة التي اكتوت بنيران الفتنة والانقسام، ليعود النسيج المجتمعي الفلسطيني أكثر قوة ومتانة، وأكثر محبة وتلاحما من ذي قبل بإذن الله تعالى".
وأكد أن المجلس التشريعي الفلسطيني هو من أشد الداعمين لاتفاق القاهرة 2011 والذي يعتبر المصالحة المجتمعية أحد أهم أركانها، مشددا" لن نكون إلا عونا لشعبنا وعنصر تعزيز لوحدته السياسية والمجتمعية كي يصبح أكثر تهيؤا وجاهزية لمزيد من الصمود، ومزيد من الانخراط في المشروع التحرري المقاوم في مواجهة الاحتلال وإفشال قرارات ترامب."
وأكد بحر في ختام كلمته أن التشريعي ماضي في تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام رغم التصريحات التوتيرية واللامسؤولة لمحمود عباس منتهي الولاية وفاقد الأهلية القانونية والدستورية، ومنوها إلى أن التشريعي سيشارك بمسيرة العودة يوم 30/3/2018.
وأكد أن التشريعي سيعقد يوم الاثنين القادم الموافق 26/3/2018 جلسة خاصة بخصوص حق العودة ورفض قرار ترامب، مشددا أنها ستكون قريبة من حدود الوطن.
مشروع قانون المصالحة المجتمعية
بدوره أشار رئيس اللجنة القانونية بالمجلس التشريعي النائب محمد فرج الغول إلى أن مشروع القانون يأتي استنادًا لأحكام المادة (67) من النظام الداخلي للمجلس التشريعي؛ وقال إن اللجنة ترى أن هذا المشروع يتوافق مع أحكام القانون الأساسي لسنة 2003 وتعديلاته ومع السياسة العامة للمجلس التشريعي الرامية إلى سن قوانين تُحاكي الواقع وتعزز الاستقرار والأمن المجتمعي.

وشدد الغول على أن مشروع القانون المقترح يكتسب أهمية خاصة؛ باعتباره يهدف إلى إرساء إطار قانوني لتقنين المصالحة المجتمعية، كأحد أساليب العدالة الانتقالية الرامية إلى طي صفحة الانقسام وجبر الضرر عن الأحداث المؤسفة التي شهدتها الأراضي الفلسطينية.
وقال" يستهدي مشروع القانون في أحكامه باتفاقية الوفاق الوطني الفلسطيني المبرمة في القاهرة بتاريخ 27 إبريل 2011 والتي نصت على آليات ووسائل المصالحة وتشكيل لجنة المصالحة الوطنية وتحديد مهامها في بذل الجهد لطي صفحة الانقسام وتحديد أسس التعويض المادي للمتضررين".
ولفت الغول إلى أن مشروع القانون المقترح يتكون من (13) مادة، أهمها إنشاء "لجنة المصالحة المجتمعية" بموجب القانون؛ وإحالة تشكيلها إلى اتفاقية الوفاق الوطني الفلسطيني المبرمة في القاهرة لسنة 2011.
وقال" إن مشروع القانون حرص على حصر طرفي اتفاق المصالحة بين الشخص المتصالح ولجنة المصالحة المجتمعية"، مشددا على أن مشروع القانون أوجب على من يرغب بالتصالح بالتوقيع على (سند المصالحة) مع اللجنة.
وأضاف أن مشروع القانون يُلزم الشخص المتصالح بترك أية مطالبات قضائية أو عرفية أو شرعية أو قانونية مترتبة له بسبب الأحداث المؤسفة وذلك بمجرد استلام مبلغ التعويض والتوقيع على السند، واعتبار سند المصالحة باتاً ونهائياً ولا رجوع فيه، ولا يجوز له النكوص عنه بأي حال من الأحوال ومهما كانت الأسباب واختلفت الدواعي ومهما طال الزمان، وحرصاً من المشرع على ضمان ذلك فقد اعتبر أن كل من يخالف أو ينقض ما وقّع عليه في سند المصالحة ستُـوّقع عليه أشد العقوبات المقررة في القانون.

ودعا مشروع القانون إلى إنشاء "صندوق المصالحة المجتمعية" بهدف توفير أموال التعويضات لذوي المتضررين من الأحداث المؤسفة من خلال السعي للحصول على المساعدة والدعم المحلي والإقليمي والدولي.
وشدد على أن مشروع القانون قد خضع لمُراجعة لجنة صياغة التشريعات لقياس الأثر التشريعي؛ والوقوف على مدى مُلاءمة المشروع للبيئة التشريعية المحلية، كما عُرض على لجنة شرعية متخصصة لضمان انسجام أحكام المشروع مع الشريعة الإسلامية.
وفي نهاية الجلسة، أقر نواب المجلس مشروع القانون المذكور بالمناقشة العامة؛ تمهيدا لإحالته إلى اللجنة القانونية؛ لإعداده للقراءة الأولى حسب الأصول.