الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

جنين: إطلاق الأسبوع الوطني الحادي عشر للطيور

نشر بتاريخ: 19/04/2018 ( آخر تحديث: 19/04/2018 الساعة: 18:59 )
جنين: إطلاق الأسبوع الوطني الحادي عشر للطيور
جنين - معا - دشن مركز التعليم البيئي بالكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة بالتعاون مع سلطة جودة البيئة، ومنتدى السوسن ومجلس قروي فقوعة، محطة سوسن فقوعة الموسمية لمراقبة الطيور وتحجيلها، في إطار فعاليات الأسبوع الوطني الحادي عشر لمراقبة الطيور وتحجيلها.
وشارك ممثلو مؤسسات رسمية وأهلية وطلبة مدارس وأعضاء مجالس بلدية ومنتديات جامعية، في افتتاح أول محطة لمراقبة الطيور وتحجيلها، وشاهدوا عمليات تحجيل، واستمعوا لمحاضرة حول أهمية طيور فلسطين في التنوع الحيوي.
ورحب محمد الجالودي ممثل المجلس بالمشاركين، وقال إن فقوعة التي تحتضن الزهرة الوطنية لفلسطين مهتمة بالمساهمة في نشر التوعية البيئة بكل السبل، والتعريف بالتنوع الحيوي لفلسطين.
وأكد الباحث ورئيس منتدى سوسن فقوعة مفيد جلغوم أن المحطة تساهم في وضع فقوعة على خارطة السياحة البيئية لفلسطين، وتطلق اليوم أول محطة في تاريخها تعنى بعلم جديد، نأمل أن يعزز الثقافة البيئية، ويخلق توجهات تساهم في حماية التنوع الحيوي، وتشجع تنفيذ مسارات بيئية في القرية الأمنية على سيدة فلسطين الأولى، وزهرتها الوطنية.
وأشار مدير سلطة جودة البيئة في جنين م. عبد المنعم شهاب إلى أن أسابيع الطيور التي تنفذ مرتين في العام، تساهم في نشر التوعية، وتبرز المكانة الهامة لفلسطين الغنية بالتنوع الحيوي، وتدعو للكف عن الصيد الجائر.
وبيّن الباحث في مركز التعليم البيئي مهد خير أن فلسطين تتميز بموقعها الجغرافي بين ثلاث قارات، وبالرغم من صغر مساحتها إذا ما قورنت ببلدان شاسعة أخرى، إلا أنها تتميز بالتنوع الواسع في عناصر المناخ، كما تنفرد بأربعة أقاليم نباتية: البحر الأبيض المتوسط، والصحراوي، والإيراني، والسوداني، ما يمنحنها سحرًا خاصًا في نباتاتها وطيورها.
وأضاف تعد هجرة الطيور الربيعية أبرز مثال على الأهمية البيولوجية لفلسطين، وتشكل سماؤها واحدة من أهم مسارات الهجرة التي يمر فيها 500 مليون طائر سنويًا، ويعتبر غور الأردن ثاني أهم مسار لهجرة الطيور المُحلّقة في العالم. وهو أيضًا أهم المسارات في هجرة الطيور بين أفريقيا وأوروبا.
وتابع خير: يهدد سوء استخدام المصادر الطبيعية النباتات والحيوانات والطيور للخطر، وهذا ما تبين لاحقًا جراء انقراض أنواع متعددة من الطيور كالنعامة وبومة السمك البنية. وبالتالي فإننا لم نعد نرى العديد من الطيور التي كانت في القرن الماضي، ومن المتوقع انقراض أنواع أخرى في القرن المقبل، نتيجة للصيد الجائر وتدمير الموائل في فلسطين، وفي العالم، ما يدعو لمراجعة سلوكنا ووقف ممارساتنا الجائرة بحق الطيور وحماية موائلها.
وأوضح أن باحثي "التعليم البيئي" هم أول من راقبوا هجرة الطيور في فلسطين، وأول من حصلوا على رخص لتحجيل الطيور وإنشاء محطات مراقبة لهجرة الطيور في فلسطين منذ عام 1998.
ووفق الأرقام والمعطيات، فقد حجّل المركز في السنوات الأخيرة قرابة 16 ألف طائر، عبر إمساكها بشباك خاصة لتتبع خطوط هجرتها، ووضع حلقات حول أرجلها تحمل اسم فلسطين، تشمل الحلقة المعدنية رقمًا تسلسليًا يكون بمثابة جواز سفر للطيور، وينفذ التحجيل وفق المعايير المتبعة الخاصة بالطيور باستخدام الشبكات المخفية، ويتم فيه قياس طول الجناح، وطول الذيل، وشكل الجناح، كما يجري تسجيل كتلة الطيور ونسبة الدهون لديها، واتجاهات الهجرة.
وأطلق المركز أول قائمة للطيور في فلسطين، وتم تحديد 373 نوعًا منها، تنتمي إلى 22 رتبة، و 64 عائلة. كما تشمل عائلة فرعية، و 186 جنسًا، كما دشن في السابق أربع محطات لمراقبة الطيور وتحجيلها: طاليثا قومي ببيت جالا الدائمة، ومرج ابن عامر في جنين، وطولكرم، وأريحا الموسمية.
وأكد المركز أن طيور فلسطين تنقسم إلى خمس مجموعات تبعا لمناطق تواجدها أولها، الطيور المقيمة المُفرّخة، التي لا تهاجر وتقضي كل أوقات السنة داخل فلسطين. وثانيها الزائرة الصيفية، التي تعود إلى فلسطين خلال هجرة الربيع وتتناسل. أما الثالثة فهي المهاجرة العابرة، التي تهاجر عبر فلسطين بشكل منتظم خلال الهجرة الربيعية والخريفية، فيما الرابعة الزائرة الشتوية تبدأ بالقدوم في الخريف وبداية الشتاء، وتترك فلسطين نهاية الشتاء أو بداية الربيع. وتعد الطيور الزائرة العابرة – المشردة، الخامسة فهي تزور فلسطين بشكل عرضي.
وكشف "التعليم البيئي" عن تسجيل طائر العندليب القادم من السويد في فقوعة اليوم، إذ تم رصد حلقة معدنية تشير إلى تحجيل الطائر في ستوكهولوم، وهي المرة الأولى التي يجري فيها تسجيل طائر سويدي.
بدورها، أوضحت مديرة التوعية البيئية في "جودة البيئة" ببيت لحم، نعمة كنعان أن طلبة النوادي البيئية في جامعتي: فلسطين الأهلية، والقدس المفتوحة شاركوا في تدشين المحطة، وتعرفوا على التنوع الحيوي في القرية، واستمعوا إلى محاضرة حول ما يتهدد طيور فلسطين وموائلها.
وقالت الطالبة في جامعة فلسطين الأهلية ببيت لحم غيد براغيث، إن أسبوع الطيور أضاف لها الكثير من المعلومات، وعزز فيها روح الانتماء لبيئتها، ومنحها فرصة المشي في مسار بيئي بفقوعة، كما جعلها تهتم أكثر بنظافة البيئة، والحرص على عدم تلويثها.
فيما أشار محمد عابد من منتدى ندى البيئي في الجامعة العربية الأمريكية إلى أن الأسبوع يمرر رسالة لأبناء شعبنا، تدعوهم إلى التفكير في كل تصرفاتهم تجاه محيطهم، وعدم العبث بتوازنه، أو التعرض لطيوره ونباتاته بشكل جائر.