الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

أكبر أمانيها أن تجد متبرعا لها بكلية

نشر بتاريخ: 12/06/2018 ( آخر تحديث: 12/06/2018 الساعة: 15:36 )
أكبر أمانيها أن تجد متبرعا لها بكلية
القدس- معا-" ابنتك مصابة بفشل كلوي، وتحتاج للعلاج بشكل يومي"، هذا ما قاله أحد الأطباء لوالدة الطفلة أماني حبابة ذات التسع سنوات من بلدة بيت اكسا شمال مدينة رام الله، لم يكن الأمر بالنسبة لها صعبا، بقدر ما كان صدمة؛ فهي لا تحتمل رؤية ابنتها الصغيرة تتألم أمامها وهي لا حول لها ولا قوة، وأن يحرمها المرض من طفولتها باكرا.
تقول بحزن وألم" لم يكن أمر التنقل بين المستشفيات في القدس المحتلة أمرا جديدا عليَّ، فقد كتب القدر لابن أخي الصغير الإصابة بالفشل الكلوي، وقد كنت دائما معه في رحلة علاجه، لذا لم يشكل الأمر بالنسبة لي صعبا من ناحية التنقل وآلية العلاج، بقدر ما كان مؤلما للغاية، حين كنت أرى ابنتي الصغيرة تعتصر ألما وخوفا، ومحرومة من أبسط حقوق لها أهمها اللعب كباقي الأطفال دون أسلاك وكيس بول يرافقها باستمرار."
البداية ورفض العلاج
وعن اكتشاف إصابة أماني بالفشل الكلوي، قالت والدتها" كانت أماني تعاني من صداع مستمر لا يتوقف ، لا يجعلها تنام ولا تهدأ، كان تتأوه من الوجع، أجرينا لها عدة فحوصات طبية التي أظهرت بأنها مصابة بارتفاع ضغط الدم، والذي على إثره أقر لها الأطباء ضرورة الخضوع لغسيل الكلى في مستشفى المُطَّلع.
كانت أماني لا تتجاوز السبع سنوات آنذاك، فهي لم تحقق أمانيها الكبيرة بعد، طفلة تدرس في مدرسة بنات بيت اكسا، ولديها حلم بأن تصبح معلمة في المستقبل، وتقول أماني بابتسامة بريئة: كنت لا أعرف معنى المرض، ولا أهمية خضوعي للعلاج، لم أتقبل الأمر في البداية، فقد كان يحرمني من المدرسة وقضاء وقتي مع صديقاتي، هذا عدا عن وخز الحقن المؤلم، ومشهد الدم المروع وهو ينتقل من جسدي الصغير لآلة غسيل الكلى وبالعكس، فقد كان دوران الآلة متعبا، موحشا، يصيبني بالدوار الشديد، وتضيف: لكن مع مرور سنتين على العلاج فقد أصبحت أكثر اعتيادا وتقبلا للأمر، وأصبح العلاج جزءا أساسيا من حياتي، فلولا العلاج لن أقوى على العيش وسأحرم من أن أكون مع عائلتي وصديقاتي".
وتوقفت أماني عن الحديث للحظات، بسبب صدور صوت عن آلة غسيل الكلى وضوء أحمر ينذر بانتهاء علاجها لليوم، فهي تخضع للعلاج في وحدة غسيل الكلى في مستشفى المُطَّلع 3 مرات أسبوعيا، ثم ابتسمت وقالت:" سأذهب الآن إلى البيت وأدرس مع صديقتي ما فاتني اليوم من دروس".
مستشفى المُطَّلع
وفي ختام اللقاء، شكرت والدة أماني مستشفى المُطَّلع إدارة وأطباء وممرضين على حجم الرعاية الطبية والخدمة الشاملة المتكاملة التي تُقدم لأماني من دعم نفسي ومعنوي، موضحة بأن المشفى لا يُعنى بالمريض صحيا فقط، بل حتى أنه يوفر له المواصلات ليخفف عنه عناء التنقل والعبء المادي.
أماني، أمانيها كثيرة؛ أكبرها بأن تجد متبرعا لها بكلية في أسرع وقت ينقذها من عذاب أبدي ويعيد لها حياتها الطبيعي ، وأن تحقق حلمها البسيط بأن تكون معلمة تعلم الأجيال القادمة العلم والصبر والإيمان والقوة.