الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

غزة وصفقة القرن

نشر بتاريخ: 13/07/2018 ( آخر تحديث: 13/07/2018 الساعة: 11:00 )

الكاتب: إياد خالد الشوربجي

ثمة تركيز واضح من قبل أطراف بعينها على اختزال مشروع التصفية الأمريكي أو ما يسمى بصفقة القرن؛ في مجموع التوجهات الواقعة أو المحتملة تجاه غزة، بما في ذلك تشديد الحصار وخنق القطاع، وجملة التسريبات أو التكهنات أو الفبركات التي تتناول موضوع ما يسمى بدولة غزة وحتى التوسع في سيناء، والطروحات الإنسانية وخلافه. ومن السهل على أي متابع اكتشاف ذلك من خلال كمية الضخ الإعلامي المُسلَّطة على هذه الزاوية تحديداً.
غير أن الواقع الملموس يؤكد أن إرهاصات مشروع التصفية بدأ بالقدس من خلال عمليات التهويد الصهيوني المُمنهج، ثم الاعتراف بها أمريكياً عاصمةً للكيان، ونقل السفارة إليها، في محاولة لإخراجها من دائرة الصراع. كما أن مشروع التصفية قد شمل الضفة، من خلال مشاريع التهويد والتمدد الاستيطاني الذي تضاعف نحو سبعة أضعاف بعد أوسلو (حيث ساهمت السلطة عملياً بشكل ملموس في توفير بيئة آمنه لترسيخ الاحتلال عبر تعاونها الأمني مع الاحتلال)، بحيث لم تعد الضفة تصلح لدولة ولا لشبه دولة. ولم يعد يطرح بخصوصها عملياً سوى فكرة الضم، التي تقضي بإلحاق كافة الكتل والبؤر الاستيطانية في الضفة بدولة الاحتلال.
كما تنسحب ارهاصات الصفقة على ملف اللاجئين من خلال التقليصات المالية الأمريكية على مخصصات وكالة الغوث، بحيث أصبحت أنشطتها وخدماتها مهددة بالتوقف أو التقليص الحاد في كل أماكن تواجدها وليس فقط في غزة، كخطوة على طريق إنهاء قضية اللاجئين وإسقاط حق العودة، الذي أسقطته بعض الأطراف الفلسطينية من أجندتها. وهذه الأمور أصبحت في معظمها واقعاً عملياً وليس مجرد تكهنات أو تسريبات، بينما يغض البعض الطرف عنها ولا يرغب في إثارتها، ويسعي لحرف الأنظار باتجاه ساحات أخرى للتعمية والتغطية.
لذلك، فمشروع التصفية الأمريكي والذي ينخرط فيه بعض الأعراب أو يتساوقون معه؛ يشمل كل الملفات المكوِّنة للقضية الفلسطينية ولا يقتصر على غزة فقط، وهو يهدف لتفكيك وتصفية قضية فلسطين بالكلية، ضمن ما يُسمى بالسلام الاقتصادي وفق الرؤية الصهيوأمريكية، والتي يُفترض أن تُستكمَل خلالها حلقات التطبيع، وتُدمج فيه دولة الاحتلال في المنطقة، على أن تكون الدولة الرائدة والقائدة للقطيع.
ومن الواضح أنه يوجد لدى البعض توجه ونية للهروب من الاستحقاقات والارتدادات المتوقعة للصفقة، حتى وإن كان منخرطاً فيها أو يدفع الأمور باتجاهها عبر اجراءاته وعقوباته؛ لأن يجعل من غزة كبش فداء، ومسرحا لتسليط الأضواء عليه وحرف الأنظار تجاهه، بينما وراء الكواليس تجري وتُطبق عملية التصفية على قدم وساق في ساحات أخرى قتلها التهويد ومزقها الاستيطان، حتى باتت مُهددة بالضم والإلحاق بالكيان الصهيوني.