الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

الحل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي

نشر بتاريخ: 13/08/2018 ( آخر تحديث: 15/08/2018 الساعة: 08:53 )

الكاتب: عمران الخطيب

الشخصية المثيرة للاهتمام الذي اختارها الرئيس دونالد ترامب مبعوث خاص للشرق الأوسط.
هو محامي يمتاز بعقد الصفقات التجارية وخاصة في مجال العقارات. وهو بكل تأكيد مبعوث الرئيس الأكثر إنحيازا من بين الرؤساء الذين تمكنوا من الوصول إلى إدارة البيت الأبيض. وهو لا يعتبر وسيط بل هو محامي (إسرائيل) بإمتياز لذلك من البديهي ان يتبنى الموقف الإسرائيلي. وهو يبحث عن الثغرات بين الطرفين السلطة الفلسطينية وحركة حماس وما بينهما مما صنع الحداد.
ولكن المبعوث الخاص لا يدرك هو ورئيس البيت الأبيض الفرق بين عقد الصفقات التجارية وإنهاء الإحتلال وبنفس الوقت لا يعرف المركب الكيميائي للإنسان الفلسطيني وإذا أراد معرفة ذلك عليه أن ينظر إلى المظاهرات الأخيرة لأبناء الشعب الفلسطيني الذين جاؤوا إلى شوارع تل الربيع (تل أبيب) لرفض قانون القومية الصادر عن الكنيست الإسرائيلي الذي يضاف الى سلسلة القرارات العنصرية. أي أن الاحتلال الصهيوني الذي يمتد 70 عاما لم يستطع فصل الشعب الفلسطيني في كافة أماكن الاحتلال عن الهدف والمصير المشترك في رفض الإحتلال الصهيوني الاستعماري الاستيطاني العنصري. وأن يشاهد مسيرات العودة على حدود قطاع غزة وهم يواجهون الرصاص الحي من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي. ويزفون الشهيد تلو الشهيد وآلاف المصابين هذه نماذج الشعب الفلسطيني.
لذلك لن ينجح المبعوث الأمريكي بنقل الصراع بين الطرفين فتح وحماس. مهما كان الإختلاف. ولكن يبقى الهدف هو إنهاء الإحتلال..نحن نختلف حول آلية ووسائل العمل وبعض التفاصيل.
لذلك ان يحاول المبعوث الأمريكي إن يوظف الخلاف بين السلطة الفلسطينية وبين حماس من خلال تقديم بعض المقترحات المرفوضة سلفا. من أجل إنهاء حماس في قطاع غزة فهو أمر مرفوض وكم سبق وأكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس برفض العودة إلى قطاع غزة إلى ظهر دبابة اسرائيلية. هذا ما قال رئيس الحكومة الأسبق يهودا بارك في مقال منشور. وكذلك صرح العديد من قادة فتح عن رفض العروض والصفقات الأخرى المشبوهة تحت كافة المسميات. وكم سبق المحاولات الأخرى من قبل الإدارة الأمريكية تقديم المساعدة والحلول الإنسانية إلى شعبنا في قطاع غزة للوصول الى حلول وصفقات لا تحقق أهداف الشعب الفلسطيني المتمثلة في المقدمة منها إنهاء الإحتلال الإسرائيلي وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
وهذا يؤكد انه لا يوجد حلول أو العودة إلى المفاوضات وفلسفة المفاوضات العقيمة. ولا يمكن القبول بدويلة بقطاع غزة. أو بكنتونات في الضفة الغربية. والقبول بصفقة القرن أو القبول الدولة المؤقتة أو الوطن البديل. وفي مقدمتها إعلان ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف في القدس عاصمة لدولة إسرائيل.
نعم هذا هو مفهوم الإدارة الأمريكية ومهمة المبعوث الخاص جيسون غرينبلات للشرق الأوسط. إن يدرك بشكل نهائي إن حماس نختلف او نتفق معها هي جزء ومكون وطني وبغض النظر عن أي خلاف سياسي.
بدون أدنى شك إن رد حركة فتح كان وفقا لما هو متوقع ولكن هذا يستجوب من الجميع تحمل المسؤولية الوطنية الفلسطينية، والعمل على لقاء وحوار واسع وشامل نبدأ بنقاط التوافق ونعززها وننتقل إلى نقاط الخلاف ونعمل بشكل مسؤول على معالجة وتذليل الصعاب ليس فقط إنهاء الانقسام بل جمع القواسم المشتركة. وبناء إستراتيجية وطنية للمواجهة التحديات التي تعني تصفية القضية الفلسطينية. والسؤال الذي يطرح نفسه ماذا يمنع عقد اجتماع الإطار القيادي المؤقت ومشاركة كافة الفصائل الفلسطينية والشخصيات الوطنية المستقلة. للوصول الى تقريب وجهات النظر. وعقد مجلس وطني فلسطيني توحيدي. كم حدث في المراحل السابقة. حيث عقد المجلس الوطني الفلسطيني في عمان 1984 بعد الانشقاقات الفلسطينية. وبعد ذلك بسنوات وبعد سلسلة من الحوارات إنعقاد المجلس الوطني الفلسطيني التوحيدي في العاصمة الجزائرية.
واليوم القضية الفلسطينية لا تنحصر في موضوع الانقسام الفلسطيني بشكل خاص ولكن الأخطر هو صفقة القرن وكيف نواجه تصفية القضية الفلسطينية بشكل شمولي في الساحة الفلسطينية. بدون أن نبقى في دائرة مفرغة والتطورات السياسية والميدانية تستدعي عدم البقاء في قاعة الإنتظار. بدون فعل ملموس.
هل نجد من استجابة ونجد في انعقاد المجلس المركزي الفلسطيني الذي سينعقد بعد أيام قليلة في رام الله من نتائج تحقق ما نصبوا إليه.... ننتظر وإن غدا لناظره قريب!!!!