الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

حماس تبدأ المفاوضات المباشرة مع اسرائيل

نشر بتاريخ: 16/08/2018 ( آخر تحديث: 16/08/2018 الساعة: 11:45 )

الكاتب: عمران الخطيب

هل بدأت الخطوات الأولى بين حماس وإسرائيل... المفاوضات المباشرة تبدأ في القضايا الانسانية والمعيشية وتنتهي بمشروع دويلة غزة وتصفية القضية الفلسطينية عمليا من خلال الخطوة الأولى حيث كشف مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى إن مصر والأمم المتحدة اتفقتا مع إسرائيل وحماس على العودة إلى تفاهمات وقف حرب الجرف الصامد 2014.
يتضمن الاتفاق الجديد ان توقف حماس الهجمات على اسرائيل وفي المقابل ستفتح الأخيرة المعابر الحدودية لغزة، وتزيد من مساحة الصيد البحري في قطاع غزة إلى 9 أميال. وقد أكد الجانب الإسرائيلي إن هذا الإتفاق بدأ حيز التنفيذ اليوم الأربعاء حيث تم فتح معبر كرم ابو سالم. وتم هذا الإتفاق بموافقة وزراء الكابينت الحكومة المصغرة التي تضم الأمن والخارجية. وأكد الجانب الإسرائيلي سيتم خلال الأسابيع المقبلة دراسة مستوى التقييم والإلتزام من قبل حماس في ضبط الأمن على حدود قطاع غزة، وعلى ضوء النتائج. سوف يتم الانتقال إلى خطوة اضافية لتحسين الوضع الإنساني وإعادة تأهيل البنية التحتية للمياه والكهرباء في قطاع غزة. 
وقد أكد بدء تنفيذ الاتفاق.. وبذلك تقترب حماس من التوقيع على إتفاق التهدئة بينها وبين اسرائيل. وبموجب الإتفاق الشامل بين الطرفين حماس وإسرائيل. لم يكن الوصول إلى هذا الإتفاق في الأمر الغريب بل كان متوقع. منذ إن انتقلت من المقاومة المسلحة إلى قبول حماس في المشاركة في الانتخابات التشريعية والذي كان محرم بسبب أتفاق أوسلو وشاهد آخر على التحول البرغماتي لدى حماس حين ظهرت نتائج الانتخابات التشريعية وفوزها وقبلت في الخطوات الأهم وهي تشكيل الحكومة. وقد سبق ذلك زيارات متكررة للوسيط ستيف كوهن وهو يهودي كندي كان يتنقل في حمل الرسائل ما بين حماس واسرائيل قبل الانتخابات التشريعية وعلى ضوء العديد من المعطيات والنصائح شاركت حماس في الإنتخابات. وأذكر أنه بعد الانتخابات التقى وفد يتكون من شخصيات رسمية في وزارة الخارجية السويسرية وشخصيات غير حكومية مع نائب رئيس حركة حماس الشيخ موسى ابو مرزوق في دمشق. وبعد ذلك أصبح الدكتور محمد يوسف مستشار.. دولة أبو العبد إسماعيل هنية مسؤول الاتصال مع الشخصيات الموفدين من قبل دول أوروبا وأمريكا..
واعتقد ان الانقلاب العسكري والسيطرة المطلقة على قطاع غزة من قبل ميليشيات حماس. كان الهدف هو ان غزة مسيطرة عليها بشكل كامل من حماس وبذلك هي من يستطيع ابرام الاتفاق مع إسرائيل بدون منازع. لذلك منذ إن تم اغتيال اسحاق رابين من قبل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بغض النظر عن المنفذ. كانت بمثابة الخطوة الأولى في تخلي اسرائيل عن التزامها باتفاق أوسلو الذي يلزمها الإنسحاب من الضفة الغربية وقطاع غزة بعد مضي خمس سنوات على الاتفاق، وحاول الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات عام 1999 إعلان الدولة الفلسطينية ولكن الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا إلى جانب إسرائيل رفضوا السماح بتلك الخطوة وعقد بعد اجتماع كامب ديفيد بين كلينتون وعرفات وبارك ورفض ابو عمار الشروط الأمريكية والإسرائيلية المشتركة والتي تنص على التنازل عن السيادة الوطنية عن القدس والتنازل عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين ومن أجل ذلك تم محاصرة واغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات....  
وما يحدث اليوم بين حماس وإسرائيل هو تكريس التنازل عن السيادة الوطنية الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. وهو الحد الأدنى من الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، واليوم تبدأ بتقديم عروض من إسرائيل إلى حماس وتبدأ في معالجات القضايا المعيشية الصعبة لأبناء قطاع غزة المحاصر وتنتهي بدويلة غزة. تصدر الجوازات وتنتهي باستقبال اللاجئين الفلسطينيين الذين تم استهداف المخيمات الفلسطينية من نهر البارد إلى تدمير مخيم اليرموك والمخيمات الأخرى كل ذلك الاستهداف هو من أجل الغاء تحقيق حقوق العودة وفقا للقرار الأممي 194 والحقوق التاريخية لشعبنا الفلسطيني. وسبق ذلك أيضا عودة المئات قبل بدء الحرب التدميرية على سوريا بمغادرة قيادات وكوادر حماس من دمشق إلى قطاع غزة في ضل التسهيلات من نظام الرئيس المخلوع محمد مرسي. وانتقال الصف الأول من القيادة إلى الدوحة وتركيا وعلى رأسهم خالد مشعل الذي استقر في قطر. 
ومن المؤسف والمعيب على حماس ان تقدم على هذه الخطوات التي تسهم في تصفية القضية الفلسطينية. في نفس الوقت الذي ينعقد المجلس المركزي الفلسطيني لمنظمة التحرير الفلسطينية. ونطالب ان يتم إلغاء الاتفاقية الموقعة مع العدو الصهيوني وفي المقدمة إتفاق أوسلو سيئ الذكر وإتفاق باريس الاقتصادي واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية وأنهاء الأنقسام الفلسطيني.