الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

مجلي يتحدث لـ معا عن الكونغرس الفلسطيني وعلاقته بالمنظمة

نشر بتاريخ: 17/09/2018 ( آخر تحديث: 18/09/2018 الساعة: 09:28 )
مجلي يتحدث لـ معا عن الكونغرس الفلسطيني وعلاقته بالمنظمة
رام الله- خاص معا- حاوره فراس طنينة- قال العالم الفلسطيني المغترب في الولايات المتحدة الأمريكية، الدكتور عدنان مجلي، اليوم الاثنين، إن إطلاق الكونغرس الفلسطيني العالمي ليس بديلاً لمنظمة التحرير الفلسطينية، بل هو ذراع داعم لها، ومؤازر للشرعية الفلسطينية.
وأعلن د. مجلي مؤخراً في الولايات المتحدة الأمريكية عن إطلاق الكونغرس الفلسطيني العالمي، ليكون مؤسسة مفتوحة لكل الفلسطينيين سواء في الداخل أم في الشتات المنتشر في أصقاع الأرض، وسيعمل على توحيد طاقاتهم وإبداعاتهم وإمكانياتهم الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والعلمية والطبية والرياضية، ووضعها ضمن أطر استراتيجية محددة وعملية تترجم إلى قوة تمكينية تعزز دورهم في الدول التي يسكنون فيها، وتترجم إلى آليات دعم ومؤازرة لأبناء شعب فلسطين ومؤسساته كافة ضمن إطار الاعتراف بالممثل الشرعي والوحيد منظمة التحرير الفلسطينية.
‎وقال مجلي، وهو عالم ورجل أعمال لديه مؤسسات وشركات في وطنه الأم فلسطين وأوروبا وأمريكا، إن الكونغرس مبادرة شعبية هدفها رص الصفوف وتجميع الكفاءات من الميادين المختلفة من أجل الدفاع عن فلسطين وعن مصالح الشعب الفلسطيني عبر استخدام كافة الوسائل الشرعية المتاحة.
وأضاف د. مجلي لوكالة معا: ما يهمنا أن نوحد الطاقات الفلسطينية كافة، وخاصة الاقتصادية لخدمة أبناء شعبنا في أماكن تواجدهم، وهي قوة اقتصادية رافعة لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وأكد د. مجلي أن الانتساب لعضوية الكونغرس مفتوحة لكل فلسطيني في العالم، وهو كونغرس يهدف إلى تجميع الفلسطينيين، وتحديداً الكفاءات الفلسطينية في شتى أضقاع الأرض، مع التركيز على الشأن الاقتصادي، لدعم الاستثمار في فلسطين، ولتكشيل لوبي ضغط في الأمريكيتين الشمالية والجنوبية وإفريقيا وأوروبا وآسيا.
واضاف د. مجلي: حين يتم تجميع أموال أكثر من تريليون دولار من رؤوس الأموال الفلسطينية، فإن ذلك شيكل ضغطاً اقتصادياً وسياسياً على دول العالم، وبالتالي يمكن التأثير على سياسة دول العالم تجاه قضية فلسطين، ووقف الانحياز الدولي ضد قضية فلسطين.
وأكد د. مجلي إنه عرض فكرة الكونغرس على القيادة الفلسطينية، والتي أعربت عن دعمها لهذا المشروع، الذي يضع فلسطين على سلم اهتمامات المجتمع الدولي، ويشكل إسناداً حقيقياً سياسياً واقتصادياً لفلسطين، ويشكل إحدى أذرع منظمة التحرير الفلسطينية، ويدعم الشرعية المتمثلة بالرئيس محمود عباس.
وتابع د. مجلي: منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد لشعب فلسطين، وتمثل كرامة وهوية كل فلسطيني مهما كان وأينما كان، ولولا المنظمة لما كانت لنا هوية كفلسطينيين، والمنظمة لها جذورها، والعالم جميعه يعترف بها، ولا يمكن لأي أحد أن يتخطاها أو يتجاوز عنها، والكونغرس أنشئ ليدعم المنظكة ويساعدها في عملها.
‎وأضاف د. مجلي: في عصرنا الحديث تلعب مجموعات الضغط دوراً كبيراً في تشكيل الوعي عند القيادات والمؤسسات والجماهير، ورسم السياسات باستخدام كافة الوسائل الإعلامية والسياسية والاقتصادية، ودور الكونغرس الفلسطيني هو مساعدة وتنظيم جهود مجموعات الضغط المختلفة لنصرة قضيتنا وتعزيز مكانة ومصالح الفلسطينيين الذين يعيشون في مختلف بقاع الارض.
‎وأوضح د. مجلي أن عدداً كبيراً من الفلسطينيين والمؤسسات الفلسطينية أبدت رغبتها بالانضمام للكونغرس، ويجري حالياً التشاور مع بعض الإخوة في رام الله، من أجل التحضير لعقد المؤتمر التأسيسي للكونغرس في مكان مناسب يحدد فيما بعد، وانتخاب قيادته ووضع برامج وأطر عمله في المرحلة القادمة.
وأعلن د. مجلي أن الانضمام لعضوية الكونغرس مفتوحة أمام كل فلسطيني، وسيتم خلال بضعة أسابيع الإعلان عن فتح باب الانتساب للكونغرس، بالتنسيق الكامل مع منظمة التحرير والرئيس والقيادة الفلسطينية.
وأضاف "الأجيال الجديدة من الفلسطينيين المقيمين في الشتات هم أجيال لديها القدرة والتأثير. لقد تشربت هذه الأجيال القضية من الآباء وعاشت في مجتمعات مختلفة تبادلت معها الثقافة؛ فلقد حصلوا تعليمهم في الخارج وتعاملوا مع النظام الاقتصادي والسياسي والاعلامي في تلك البلدان التي هاجر آباؤهم إليها ، هم أجيال واعية لثقافة تلك الدول وآليات عمل مؤسساتها، وتستطيع صنع التأثير من داخلها، فهم بارعون تقنيا وخاصة في استخدام وسائل التواصل الإجتماعي ويشاركون في تغيير الصور النمطية عن الفلسطينيين وتبيان حقوقهم المشروعة ، ودورنا ككونغرس هو المساعدة في تنظيم جهود الشباب ضمن آليات عمل وتوجيهها لخدمة فلسطين وقضية فلسطين وشعب فلسطين".
‎وشدد د. مجلي على أن الكونغرس هو مبادرة وطنية جامعة شاملة تؤازر الشرعية الفلسطينية وتدعم حقوق الشعب الفلسطيني أينما كان، وأردف: سيكون هناك آلية ديمقراطية واضحة للانتساب واختيار الأعضاء من كافة الدول، فأي منتسب يجب أن يتمتع بالكفاءة الأخلاقية والاجتماعية والثقافية كي يساهم بشكل فعال في أعمال الكونغرس، وسيكون هناك لجان متنوعة سواء كانت سياسية اجتماعية ثقافية اعلامية اقتصادية أو رياضية تعمل على بلورة أُطر عمل واستراتيجيات تخدم الشعب الفلسطيني وشؤونه وتساهم في إيصال صوته الى المحافل المحلية والإقليمية والدولية.
‎وأضاف: الشعب الفلسطيني يتعرض يومياً لكافة أنواع الضغوط السياسية والاقتصادية لكسر ارادته والتمهيد لالغاء القضية الفلسطينية ضمن صفقة قرنٍ مشبوهة تتداخل فيها المصالح، ولقد كان لنا موقف واضح من كل ما يجري وأعلنا عنه في بياناتنا الصحفية، فمخطط ترامب العدواني والذي ينفذ ما تملي عليه حكومة نتنياهو العنصرية قاده إلى الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الامريكية الى القدس المحتلة وقطع المساعدات عن السلطة والأونروا وإغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني؛ دورنا ككونغرس هو مؤازرة ودعم الشرعية الفلسطينية وتثبيت الحقوق الفلسطينية والعمل على دعم فلسطينيي الشتات والداخل الفلسطيني ، فرجال الأعمال الفلسطينيون حول العالم قادرون مثلا على توجيه الكثير من الاستثمارات إلى الداخل الفلسطيني لتخفيف معاناة المواطن مثل مشكلة الطاقة والمياه في غزة، ومشكلات النقص في المستشفيات والجامعات وغيرها.
‎وتابع: أمريكا تعمل على معاقبة الفلسطينيين والضغط عليهم أينما كانوا، والفلسطينيون من جهتهم قادرون على رص الصفوف وتجميع الطاقات المختلفة لنصرة قضيتهم؛ تخيل معي لو إجتمع مثلاً المهندسون الفلسطينيون من الضفة والقطاع والبلدان العربية وأوروبا وأمريكا تحت مظلة واحدة؟ تخيل حجم العمل الذي بامكانهم التخطيط له والقيام به عبر تواصلهم وبنائهم لآليات، وقس على ذلك تجمع المواهب والكفاءات من الاختصاصات الاخرى كالأطباء واساتذة الجامعات والاعلاميين ورجال الأعمال وما الى هنالك من اختصاصات متعددة ومتنوعة.
‎وفِي سؤال حول تأثير الكونغرس على السياسة أجاب د. مجلي: السياسة متروكة للشرعية الفلسطينية المتمثّلة بمنظمة التحرير والسيد الرئيس وللأحزاب المساهمة في رسم السياسة الفلسطينية؛ لسنا بديلاً عن احد وإنما رؤيتنا هي أن نكون جماعة ضغط مؤازرة وداعمة للشرعية، لقد رفضنا عقد أي لقاءات مع أركان الادارة الامريكية عندما شعرنا أنهم يهدفون إلى تقويض منظمة التحرير وتمييع القضية الفلسطينية، واستنكرنا خطوات الادارة الامريكية وقراراتها المشؤومة بحق شعبنا.
‎واستطرد: نحن كفلسطينيين لدينا العدد والكفاءة والقدرة والموهبة فقط ينقصنا التخطيط وتجميع الطاقات؛ فلماذا لا نكون قوة ضغط ندافع عن قضيتنا وعن مصالحنا الوطنية، ونعزز من صمود شعبنا في أرضه لمواجهة الاستيطان والتهويد والطرد وشتى انواع الابتزاز السياسي والاقتصادي؟ وبذلك ندعم الشرعية الفلسطينية وندافع عنها في الدول التي نتواجد فيها، لنشكل قوة داعمة لفلسطين.
‎وشرح قائلا: لو كان لدينا قوة ضغط قادرة في أمريكا، لكنا استطعنا إيقاف قرارات ترامب الرعناء ضد القدس وحق العودة والسلطة الفلسطينية؛ لو كان اللوبي الفلسطيني حاضراً بقوة لما كان لصفقة أو صفعة القرن أن تبصر النور ولتم وأدها في مهدها ؛ لن يستطيع ترامب أن يتجاهل اثني عشر مليون فلسطيني وأصواتهم المطالبة بالحقوق والمناضلة من أجلها.
‎وفِي رد حول علاقة الكونغرس بمنظمة التحرير ومدى قبول المنظمة له، أجاب د. مجلي: لقد لاقت فكرة الكونغرس ترحيباً عند الإخوة في منظمة التحرير، وكما أكدت سابقاً نحن لسنا بديلاً عن أي حزب أو حركة، بل مظلة شعبية جامعة مناصرة للقضية الفلسطينية، وداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني وعلى رأسها حق العودة وحق تأسيس الدولة وعاصمتها القدس الشرقية، ورفض أي صفقات مشبوهة تنتقص من كرامة الشعب الفلسطيني وقياداته الوطنية، فهدفنا تثبيت الحقوق وتقديم المساعدة بشتى أنواعها لاخواننا في غزة والقطاع ومخيمات اللجوء.
‎وفي سؤال حول طموحه السياسي، أجاب د. مجلي أن دوره هو "في إطلاق مبادرة الكونغرس ليتولى بعد ذلك أعضاؤه من مؤسسات وأفراد قيادتَه وتوجيهه وفقاً للنظام الأساسي الجاري اعداده، والذي ينص على أن هدف الكونغرس هو خدمة مصالح أبناء الشعب الفلسطيني العليا في كافة أماكنهم وخدمة قضيتهم الوطنية، والعمل على تعزيز صمودهم على أرضهم من خلال تطوير مؤسساتهم والمساهمة في توفير احتياجاتهم.
‎وبشأن علامات الاستفهام التي أثيرت حول توقيت ومكان تأسيس الكونغرس، قال د. مجلي: صحيح أن الكونغرس أنشئ في امريكا، لكنه أنشئ من قبل مجموعة من الفلسطينيين الوطنيين، الذين يعيشون هنا بعد أن استشعروا أهمية تنظيم انفسهم وتنظيم الجاليات الفلسطينية حول العالم لتعزيز مكانتهم في هذه البلدان ودعم قضيتهم وقضية اخوانهم المرابطين في الوطن؛ لقد كنا واضحين منذ البداية ويمكن لأي شخص مراجعة مقالاتنا وبياناتنا الصحفية الرسمية؛ لسنا هنا لالغاء أحد واذا ما أراد البعض التشكيك فهذا شأنهم"
‎واختتم حديثه قائلا "الفلسطينيون شعب مبدع جبار؛ طريقنا طويل وشاق وايماننا بقضيتنا وبطاقاتنا وشبابنا وشاباتنا كبير ومتجذر؛ فبالثبات والصبر والعمل الدؤوب سنصل الى ما نصبو اليه باذن الله وستنتصر قضية شعبنا العادلة.