الخميس: 18/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

ماذا بعد الاضراب فلسطينياً؟

نشر بتاريخ: 03/10/2018 ( آخر تحديث: 03/10/2018 الساعة: 11:48 )

الكاتب: المحامي سمير دويكات

ربما انقسم الشارع الفلسطيني بين قبول الاضراب او رفضه، ولكن الالتزام به كان معيار جيد، والتساؤل الذي كان وما يزال ما الفائدة منه، وهل يعد موازٍ للاضرابات السابقة وخاصة اثناء الانتفاضة الاولى؟ في ظل انه لم يكن هناك سلطة وطنية وامن ومؤسسات آنذاك، وما وظيفة الدولة الفلسطينية وهل هي متجسدة فوق الارض الفلسطينية؟ انها تساؤلات قانونية في ظل القانون الدولي والقانون الفلسطيني واثرها على الحقوق الفلسطينية، فبداية لا شك ان الاضراب يعد احد الاوجه النضالية التي شكلت عبئا على الاحتلال وفي المقابل كانت محطات وما تزال في حياة الفلسطينيين، لقد واجهنا خلال الاشهر الماضية وما نزال ابشع صور الاعتداءات وخاصة باعلان امريكا القدس عاصمة لاسرائيل واصدار قانون القومية والتهديد باخلاء وتدمير الخان الاحمر واتساع رقعة الاستيطان يوميا وغيرها من الامور، وخاصة اليوم انه لا افق سياسي في المنظور القريب، وهو ما يتحسب له الفلسطينيون في قادم الايام من ان تكون الامور في مجرى سيء او حتى اسوأ مما مضى، وربما تاخذ الامور ابعادها في ظل الوضع الموجود بلا انجازات لسنوات قادمة وقد وصلت الحالة الى وضع ربما يكون الاسوا فلسطينيا.
نعم الاضراب فلا مناص منه لتوصيل رسالة الى الشارع الفلسطيني واعادت تفاعل الجماهير معه وخاصة في ظل الانصراف الى الامور الحياتية التي رتبتها السنوات العشرين الماضية بحيث كان على الفلسطينيين ان يبحثوا عن جزء من رغد الحياة تحت الاحتلال والتعايش في جزء من الايام التي ربما تشكل انبساط وفرح، ولكن المشاهدة من ارضية الامور ربما تكون صعبة، فالمدن الفلسطينية ما تزال ترزخ تحت الاحتلال وهو ما يقوم به الاحتلال خلال دقائق من منع الحركة والتضييق على الناس كوسيلة لردع اية مقاومة باي شكل.
لكن الاضراب كان له ميزات كثيرة منها الدعوة من جميع الطيف الفلسطيني في كل بقاع ارض فلسطين وارسال رسالة برفض الاحتلال ووسائله التي ضيقت على الحقوق الفلسطينية وهو ما يجب ان يفهمه الكثيرون ان الامور ربما تعود الى المربع الاول قبل اوسلو وغيرها، لكن ذلك يتطلب الكثير من الامور واهمها مساعدة الناس على القدرة على الصمود وبث الحياة فيهم من جديد، فليس صعبا ان يعود الفلسطينون الى المواجهة الاولى ولو كلف الامر امور كثيرة ذلك ان الوطن مسالة مصيرية والحقوق الفلسطينية ثابته ولا يمكن العبث بها من اي احد مهما كان.
وعليه، هناك تحديات كبيرة تفرض نفسها ومنها ان ينطلق الفلسطينيون من قاعدة الدولة الفلسطينية وذلك بضرب كل التفاهمات مع الاحتلال واعلان تجسيد الدولة استنادا الى المراجع والمصادر القانونية التي كانت تسند دولة فلسطين قبل الاحتلال الصهيوني في سنة 1947 وهو ما يشكل تعرية كاملة للاحتلال ويعطي زخما كبيرا للفلسطينيين وقضاياهم.
ان الامور آخذه بالتدهور ولكن لن تكون فقط ضد الفلسطينيين بل ستكون ضد الجميع والكل سيدفع الثمن المناسب وان الفلسطينيين سيكونوا قد تعلموا من دروس الماضي ولو كانت بثمن باهض من سنوات النضال المتوقفة، لذلك فان الامور الحياتية الداخلية يجب ان تكون وفق خطط قابلة لتحمل الوضع المعيشي القادم والذي ستكون معالمه مواجهة مباشرة مع الاحتلال في ظل صمت عربي ودولي غير مسبوق.