الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

(خطاب) الرئيس و(لقاء) السنوار

نشر بتاريخ: 06/10/2018 ( آخر تحديث: 06/10/2018 الساعة: 11:00 )

الكاتب: ماهر حسين

كنت ممن شاهد خطاب الرئيس أبو مازن في الأمم المتحدة وسَعدت بمحتوى خطاب الرئيس محمود عباس الذي أكد على الصمود الفلسطيني في مواجهة ضغوطات الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل .
الخطاب الواضح للرئيس الفلسطيني جاء في سياق المتوقع فالصمود والصبر والإصرار على إستراتيجة القيادة الفلسطينية هو الخيار الأوضح والأكثر أمنا في هذه المرحلة وهو السلاح المتاح للقيادة الفلسطينية في مواجهة الحملة الشرسة التي تستهدف الموقف الفلسطيني .
في خطاب الرئيس أبو مازن تم التطرق بشكل خاص وللمرة الأولى الى موقف القيادة السياسية من حمـــاس التي تسعى للمتاجرة في غزة لتحقيق نصر سياسي إنفصالي قائم على طموحات حماس لإقامة دولة الإخوان المسلمين في فلسطين وسلاح حماس الوحيد الذي تتاجر به هو الصعوبات التي يعيشها شعبنا في غزة .
موقف الرئيس من مفاوضات حماس والصفقات التي تسعى لتحقيقهــــا في غزة واضح ومحدد وهو موقف وطني عام يرفض صفقات حماس ويرفض إنفصال غزة ولهذا كان رفض الرصيف البحري في قبرص ولهذا كان رفض المطار القزم ولهذا كان رفض القيادة الفلسطينية لأحلام حمـــاس بالإنفصال والإستقلال.
طبعا... سارع البعض للتهجم على خطاب الرئيس وكما يبدو لي الكثير ممن هاجموا الخطاب لم يستمعوا له أصلا.. فالخطاب واضح وصلب ولكن التطرق لحماس وإنفصالهـــا جعل البعض يحاول أن يهاجم الخطاب من هذه الزاوية والسؤال المطروح هنا ببساطة ما هي الأسباب التي أدت الى تحديد الموقف من حماس بهذا الخطاب الأممي ؟؟
الإجابة هي حماس نعم حماس هي السبب في أن الرئيس أشار لموقف القيادة الشرعية من حماس فحماس هي التي تفاوض بالسر وهي التي تركض خلف صفقات عن طريق أكثر من طرف ومنهم من كان يستمع لخطاب الرئيس الفلسطيني فكان لابد من الإشارة الى حماس بوضوح لتسمع تلك الدول الموقف الوطني الفلسطيني .
الخطاب وكما أشرت واضح والموقف الوطني واضح في ملف الاجئين والقدس والحقوق الوطنية الغير قابلة للتصرف والموقف الوطني كذلك من قضايا الأسرى واضح وبل واضح جدا" .
وبغض النظر عن الخطاب ومحتواه فهناك معارضة صوتية غير مؤثره تسارع دوما لإنتقاد أي خطاب وهذه المعارضة المريضه والمَرضية لا يهمها الموقف من صفقة العصر ولا يهمها الموقف من الولايات المتحدة الأمريكية وسيساستهــــا ولا يهمها الصمود الفلسطيني والتمسك بالثوابت فما يهمها فقط هو المعارضة الكلامية التي أكتفوا بهـــا وأعتبروها الغطاء الوطني للبقاء .
طبعا حماس تختلف عن المعارضة (الثورية جدا) الغائبة فعليا إلا عن المعارضة الكلامية في الصالونات، فحمـــاس تسعى لصفقة في غزة وتسعى لأن تكون بديل عن منظمة التحرير الفلسطينية ويتخيل هنيه نفسه يلقي خطاب في الأمم المتحدة.
ومع كل ما سبق نٌشير الى وجود معارضة وطنية حقيقية تسعى من خلال وجودها في منظمة التحرير الفلسطينة لفتح أفق ولخلق خيارات أفضل لشعبنا وأنا أؤمن بضرورة وجود معارضة وطنية في كل مرحلة وفي كل محك وطني ولكن للأسف معارضتنا المرتفعة الصوت هي معارضة كلامية أو معارضة إنتهازية تسعى للصفقات ولأن تكون بديل شرعي .
طبعا ردود الأفعال على الخطاب الحالي لم تختلف عن ردود الأفعال على الخطاب السابق والقيادة الفلسطينية بين الخطابين تزداد تمسكا" بالحق الوطني وتعزز من مواقعها في العالم وقد ظهر ذلك جليا بترؤس فلسطين لمجموعة الــ77 والصين .
لاحقا للخطاب وبشكل مفاجئ ظهر علينا عجز حمساوي جديد في التعاطي مع السياسة حيث قامت صحفية إسرائيلية بالتجول في غزة بحماية حمـــاس ومن ثم قامت بعمل لقاء صحفي مع السنوار ولقد أكد السنوار في هذا اللقاء الصحفي رغبة حمــاس في تجنب الحروب وفي الوصول الى صفقة مع إسرائيل .
الغريب في المواقف من هذا اللقاء بأن أصحاب الصوت المرتفع وأصحاب النظريات الثورية جدا قد صمتوا تماما عن لقاء السنوار بل أن مجاهدي حماس سارعوا لتبرير اللقاء بإعتباره خدعه .
حماس ومجاهديها لم يتحدثوا عن محتوى الخطاب بل تحدثوا فقط عن الخدعة التي تعرضت لها حماس وجهازها الأمني.
طبعا للأسف تم تجاوز رسائل الصفقة والتسوية من السنوار للحديث عن ظروف اللقاء ومكانة وجولات الصحفية وضيافة حماس والسنوار للصحافيه .
بالنسبة لي سواء كان الحوار لصحيفة إيطالية أو إسرائيلية وسواء كان حديث السنوار لصحافية إيطالية أو إسرائيلية فالمحتوى يؤكد رغبة حماس بالوصول الى صفقة وللأسف بأي ثمن .
ما أقوله للسيد السنوار ولقيادة حمـــاس بدلا من السعي لصفقة بحُجة معاناة غزة عليكم تسليم غزة للشرعية وعليكم التوجه الى رام الله للقاء سيادة الرئيس محمود عباس لعلكم تتعلموا الفرق بين الحل والصفقة والفرق بين الصمود وبين المغامرة والفرق بين العمل السياسي والتخبط السياسي .
بالمختصر الفرق بين الخطاب واللقاء هو فرق كبير ...
فالخطاب كان خطاب ثوابت واللقاء كان لقاء تسوية وصفقة .
بالنسبة لنا كشعب فلسطيني وبالنسبة للرئيس أبو مازن فإن السلام الذي نبحث عنه ونتمناه للأجيال القادمة هو سلام الشجعان القائم على أساس الحق والعدل ولن يتحقق ذلك الحل الذي نرجوه بدون شجاعة حقيقية أما الصفقات فقد مر منها الكثير وحتما" هي ليست الحل .