الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

المطلوب قمة عربية طارئة لمواجهة تهديدات ترامب؟؟؟

نشر بتاريخ: 15/10/2018 ( آخر تحديث: 15/10/2018 الساعة: 20:09 )

الكاتب: د.فوزي علي السمهوري

رئيس أمريكي لا يتقن سوى لغة التهديد والوعيد والابتزاز كاستراتيجية في تعامله مع دول العالم باستثناء الكيان الصهيوني وقيادته العنصرية الإرهابية للقواسم المشتركة التي تجمعهما.
التهديدات الترامبية المباشرة وغير المباشرة للدول العربية بدأ بصفقة القرن انتهاء بتصريحه في حشد انتخابي بأن وجوده في البيت الأبيض ادى الى حماية الشرق الأوسط من خطر السقوط امام ايران خلال 12 دقيقة كما ادعى وزعم بعنجهيته مما يوجب على السعودية تحديدا كونها دولة ثرية ان تدفع ثمن حمايته لها ! هل من عنجهية أكبر من ذلك ؟ هل من لغة أبلغ بالتهديد لجميع الدول العربية من ذلك ؟
هذا الحال يثير تساؤلا هاما هل التهديدات الأمريكية للرئيس ترامب طارئة أم أنها إمتداد للاستراتيجية الترامبية الهادفة الى إخضاع وتركيع المنطقة العربية خدمة للكيان الصهيوني بهدف ادماجه وتعميده شرطي المنطقة وكيلا عن سيده ترامب " كما يظن " ؟
هذا الواقع يستدعي الدعوة لعقد قمة عربية طارئة وعاجلة مع أهمية الإعداد لعوامل نجاحها وعنوانها لم الشمل وتجميد الخلافات العربية البينية في حال إمكانية تعذر حلها وانهاءها حاليا مراعين أن التهديد الترامبي النتنياهي لم ولن يستثني أحدا .
وهذا يتطلب الأخذ بعين الاعتبار الأمور والعوامل التالية :
اولا : أن القطرية عامل ضعف مهما بلغت القوة المالية او الاقتصادية في ظل الاختلال بموازين القوى العسكرية.
ثانيا : عدم تمكين امريكا وغيرها من الاستفراد بكل دولة على حدى وإرسال طمأنة إلى دول آخرى فقد أثبتت الوقائع أن الإدارة الأمريكية خاصة في عهد ترامب لا يمكن الوثوق بها.
ثالثا : تحديد الأولويات ووضع الاليات لمواجهة التحديات والتهديدات التي تستهدف النيل من الأمن القطري والقومي على حد سواء كما تستهدف نهب الثروات الطبيعية والنقدية للدول العربية خاصة الخليجية منها وما بجاحة ترامب وعنجهيته باستمرار توجيه التهديدات تارة عبر تحميل دول أوبك وخاصة المملكة العربية السعودية المسؤولية عن ارتفاع أسعار النفط ومطالبتها برفع إنتاجها من النفط لتخفيض الأسعار خدمة لاهداف ترامب بالحفاظ على الأغلبية التشريعية في الانتخابات النصفية دون مراعاة لمصالح الدول المنتجة " أوبك " وتارة آخرى عبر مطالبتها بدفع ثمن الحماية وكان الدول العربية عاجزة عن تأمين وسائل الدفاع والحماية لذاتها.
رابعا : النظر بإعادة التحالفات الجمعية اقليميا ودوليا من موقع توافقي وموحد ما أمكن ذلك.
خامسا : توجيه رساله واضحة لترامب" الذي يتحدث و يفكر حسب محللين كما يتحدث ويفكر قطاع الطرق في غابر الزمان " مفادها أن من عناصر قوة امريكا الاقتصادية تكمن بربط سعر النفط بالدولار الأمريكي وبالاستثمارات والودائع العربية في الولايات المتحدة الأمريكية وبروابط الصداقة بأشكالها التي تربطها مع أكثر منطقة استراتيجية في العالم وبأن هذه العلاقة لن تبقى على حالها في حال استمرار العنجهية الترامبية.
سادسا : العمل على تقويض واجهاض أهدافه بادماج الكيان الصهيوني العدواني بالمنطقة العربية سياسيا واقتصاديا وعسكريا وهذا يتطلب الإيمان والقناعة من القيادات العربية بان الخطر الأكبر على الأمن والاستقرار والتنمية في الوطن العربي الكبير مصدره الكيان الصهيوني العنصري المؤسس على ارتكاب المجازر وشن العدوان واحتلال الأراضي الفلسطينية والعربية مما يتطلب وقف كافة اشكال الاتصالات والعلاقات السرية والعلنية المباشرة وغير المباشرة بصورة فورية.
سادسا : العمل على توزيع الاستثمارات وتنمية الأقطار العربية ورفع مستوى حياة المواطن العربي مما يعزز الأمن والاستقرار وخط الدفاع والحماية قطريا واقليميا وقوميا هذا الخط الذي لا يمكن هزيمته لا من ترامب ولا من منظره الإرهابي نتنياهو ولا من أي قوة آخرى.
سابعا : اثبتت الأحداث أن الأمن العربي هو أمن مركزي فضعف وتدمير أي دولة هو زعزعة لأمن واستقرار باقي الدول وإن بدا للبعض ظاهريا غير ذلك.
نعم أمام القيادات العربية فرصة ذهبية للالتقاء على هدف صد الهجمة العدائية الأمريكية التي تستهدف الجميع تدريجيا.
نعم المطلوب دعم القيادة الفلسطينية لمنظمة التحرير الفلسطينية برئاسة السيد محمود عباس "أبو مازن " برفضه مؤامرة تصفية القضية الفلسطينية عبر فرض صفقة القرن التي تشكل المرحلة الأولى من مخطط الانقضاض على المقدرات والثروات العربية وتفتيت وحدة بنية الإنسان العربي لادامة الهيمنة الترامبية النتنياهوية وربائبهم وادامة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية.
كما مطلوب أيضا إصدار موقفا عربيا متضامنا مع أي دولة عربية تتعرض للتهديد والعدوان تحت اي ذريعة ورفض الازدواجية بالتعامل مع القضايا العربية عامة والفلسطينية خاصة.
كما مطلوب أيضا العمل عبر الأمم المتحدة على تأسيس جبهة عريضة داعمة للحقوق العربية والإسلامية والعمل على الانفكاك عن النفوذ الأمريكي الآخذ بالترهل والضعف نتيجة لعوامل التاريخ وللعنجهية الترامبية التي لم تترك صديقا لأمريكا.
القمة العربية الطارئة اضحت ضرورة ملحة متمنيا على رئاسة القمة العربية المناطة بالمملكة العربية السعودية أن تبادر بالدعوة لعقدها بأقرب وقت لنبذ الخلافات وتحديد الأولويات والتوافق على آليات لإجهاض المؤامرات الخارجية وعنوانها صفقة القرن وادماج الكيان الصهيوني سياسيا واقتصاديا
هكذا يكون الرد على ترامب الذي لا يفهم ولا يحترم إلا القوي ولا مكان لضعيف بقاموسه إلا كتابع.
فهل من سبيل للصحوة قبل فوات الاوان. ...؟