الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

صواريخ جر شَكلّ

نشر بتاريخ: 17/10/2018 ( آخر تحديث: 17/10/2018 الساعة: 13:27 )

الكاتب: د.سفيان ابو زايدة

من المستحيل ان تكون حماس او الجهاد الاسلامي او اي فصيل آخر من الذين يتملكون الامكانيات لقصف بئر السبع او تل ابيب هم من يقف وراء اطلاق الصاروخين فجر اليوم.
من المستحيل ان يحدث ذلك في ظل وجود الوفد الامني المصري الذي يبذل جهد جبار من اجل عدم الانزلاق الى مواجهة ستدمر ما تبقى من معالم الحياة في غزة.
الامر لا يحتاج الكثير من الجهد للاعتقاد ان من قرر وقام باطلاق الصواريخ على بئر السبع وتل ابيب طرف او جهة غير راضية عن مسار المفاوضات او الجهود للتوصل الى تهدئة طويلة الامد.
ولنفترض ان هناك تيارين، الاول يعتقد ان الامور حتى الان تسير بالاتجاه الصحيح وعلينا التقاط الفرصة للجهود المصرية و القطرية و الاممية لتفكيك الحصار والوصول الى تهدئة من خلال مواصلة مسيرات العودة على نار هادئة ، و اتجاه آخر يعتقد ان المسيرات ليس فقط يجب ان لا تتراجع اي خطوة للوراء بل يجب ان يتم تصعيدها لاجبار الاحتلال على فك الحصار.
صاروخ بئر السبع الذي اصاب احد المنازل اصابة مباشرة دون ان تعترضه القبة الحديدية ودون ان تعمل صافرات الانذار وكذلك الصاروخ الذي كان موجها الى تل ابيب وسقط في البحر على بعد مئة وخمسين متر من الساحل يخدمون التوجه الداعي الى جر اسرائيل الى مواجهة في غزة. وهو يخدم في نفس الوقت التيار المتشدد في الكابينت الاسرائيلي الذي يدعو الى الولوج في عملية عسكرية كبيرة في غزة، وهي تضاعف الضغط على نتنياهو و ليبرمان و ايزنكوت لاتخاذ قرار بالتصعيد.
مع ذلك، هذا لا يعني ان القصف الذي يجري الان هو بداية لعملية عسكرية متدحرجة، وقَطِع ايزنكوت لزيارته للولايات المتحدة والغاء جلسة الكابينت اليوم لا تعني ان هناك قرار بالحرب على غزة و ان المعركة قد بدأت .
خلال الساعات القليلة القادمة ستصبح الامور اكثر وضوحا، وهذا يعتمد على التالي:

اولا: وجود الوفد الامني المصري في غزة، وفي قلب الحدث يساعد بشكل كبير على احتواء الموقف من خلال اجراء الاتصالات المكثفة مع كل الاطراف.

ثانيا: مدى حجم رد الفعل الاسرائيلي على اطلاق الصاروخين، هل سيكتفون بقصف المواقع العسكرية التي تم اخلاءها و بعض الاهداف دون التسبب في اصابات في الارواح ام سيكون هناك توجه جديد يوسع من دائرة الاهداف بحيث يجبر المقاومة على الرد؟

ثالثا: كيف سترد كتائب القسام و سرايا القدس او غرفة العمليات المشتركة على استمرار القصف الاسرائيلي. تقديري الشخصي ان التحلي بالصبر ومحاولة احتواء الموقف هو الذي سيكون سيد الموقف.

رابعا: اذا ما تم تجاوز الثمانية والاربعين ساعة القادمة الى يوم الجمعة بعد الظهر. الامر سيتعلق بحجم هذه المسيرات و يتعلق اكثر بحجم السلوك الاسرائيلي خلال هذه المواجهات.

مع ذلك التخوف من الانزلاق الى مواجهة ما زال قائم. والتخوف ان تكون هناك عملية تنويم او تمويه اسرائيلية من خلال العديد من التصريحات بانهم غير معنيين في حرب على غزة، بما في ذلك ادخالهم السولار من خلف ظهر الرئيس عباس و بعد ذلك ايقافة بعد مسيرات العودة يوم الجمعة يالماضي . يجب التعامل معه بحذر. اسرائيل معنية في حال اتخاذ قرار بالحرب على غزة ان تقول للمجتمع الدولي انهم بذلوا كل جهد من اجل منع هذة الحرب و لكن الان لم يتبق امامهم اي خيار. الحذر واجب وبذل كل جهد ممكن من الجانب الفلسطيني لعدم الانزلاق الى مواجهة نحن في غنى عنها ايضا واجب.