الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

ما وراء مقال غرينبلات

نشر بتاريخ: 19/11/2018 ( آخر تحديث: 19/11/2018 الساعة: 13:18 )

الكاتب: رامي مهداوي

كتب جيسون غرينبلات مساعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب والممثل الخاص للمفاوضات الدولية؛ مقال رأي بعنوان "حان وقت العمل من اجل السلام والازدهار في الشرق الاوسط"، بالمختصر المفيد المقال أشبه ما يكون بإعلان ترويجي للتطبيع مع إسرائيل وكأن شيئ لم يكن!!
غرينبلات_بقصد_ لم يذكر كلمة إحتلال في المقال، وكأن السلام والإزدهار ممكن في ظل الإحتلال!! ليس هذا فقط بل يدعونا للإستفادة من الإحتلال بسبب تطوره في مختلف المجالات الإقتصادية، الأمنية، الزراعية، التكنولوجيا. وكأنه يقول لنا أن الحياة في ظل الإحتلال لها فوائد وإمتيازات لهذا علينا كفلسطينيين أن نشكر الله على نعمة الإحتلال!!
بكل وضوح ومن خلال قراءة ما وراء كلمات مقال غرينبلات أقول بأن ترامب يخطو خطوات الإستراتيجية الأمريكية في المنطقة لكن بشكل غير دبلوماسي بل وعنجهية عالمية؛ هذه السياسة الأمريكية المبنية على نظرية "الدومينو" التي طرحها الرئيس الأميركي الأسبق آيزنهاور في خطاب شهير ألقاه في عام1954. ودليلي على ذلك افتتاحية المقال الموجهة ضد إيران وبشكل مباشر بقوله " ليس مفهومًا حتى الآن عدم الاستفادة من تقارب المصالح المعاصرة بين بلدان الشرق الأوسط. فالمصالح من قبيل مواجهة الأنشطة الخبيثة لإيران، ومكافحة التطرف والإرهاب".
لذلك يُروج غرينبلات ما تسعى له الإدارة الأمريكية الحالية وبشكل واضح دعم الإختراق الناعم للإحتلال الإسرائيلي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهذا ما يتغنى به بالمقال من خلال ذكر أمثلة لبعض دول الخليج والتطور الملحوظ في العلاقات العلنية.
ليس هذا فقط، بل يصف غرينبلات في مقاله الذئب كأنه حمل وديع بقوله".. والوزيرة الإسرائيلية للثقافة والرياضة، خلال وجودها في أبو ظبي لدعم الوفد الإسرائيلي الذي يتنافس للمرة الأولى في الخليج تحت العلم الإسرائيلي، تحركت مشاعرها واغرورقت عيناها بالدموع وهي تغني مع النشيد الوطني الإسرائيلي في أبو ظبي خلال حفل توزيع الميداليات".
وهنا أريد أن أطرح سؤال للسيد غرينبلات؛ لماذا لم تقبل دولة الإحتلال مبادرة السلام العربية التي أطلقها المغفورله عبد الله بن عبد العزيز ملك السعودية للسلام في الشرق الأوسط بين إسرائيل والفلسطينيين عام 2002. الهادفة الى إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دولياً على حدود 1967 وعودة اللاجئين وانسحاب من هضبة الجولان المحتلة، مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات بين الدول العربية والإسلامية مع إسرائيل!!؟
بالتالي، نعم نجح الإحتلال مع بعض الدول لتطبيع العلاقات بنسب معينة لكنه لم يؤسس لإتفاقيات سلام مثل اتفاقيات السلام التي تم توقيعها مع مصر والأردن، حتى ولو وكما ذكر غرينبلات في مقاله بأن العرب يدركون ويحددون بشكل واضح أولويات مصالحهم الوطنية؛ فنحن أيضاً كفلسطينيين نعلم جيداً مصالحنا الوطنية المنبثقة من حقنا التاريخي بالتالي إنهاء الإحتلال هو أول خطوات السلام والإزدهار.