الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

عائلة شقور والبرج العسكري

نشر بتاريخ: 03/12/2018 ( آخر تحديث: 03/12/2018 الساعة: 17:34 )
عائلة شقور والبرج العسكري
سلفيت- معا- لم يعد لعائلة محمود عبد القادر شقور من بلدة كفل حارس شمال سلفيت، أمنية سوى النوم بهدوء، والاستقرار النفسي، الذي فقدته العائلة بسبب جنود الإحتلال المتمركزين في البرج العسكري المحاذي لمنزلهم.
فمنزل العائلة الذي بني عام 1952، يقع على المدخل الرئيسي للبلدة، يحاذي البرج العسكري أرضه التي تقدر مساحة ما تبقى منها بتسعة دونمات، بعد أن استولى الاحتلال على 4 دونمات لتوسيع شارع "عابر السامرة"، ولإقامة البرج.
ومنذ أيام تعمل جرافات الاحتلال على توسيع المنطقة المحيطة بالبرج، بمساحة 198م من الجهة الشمالية، بعد أن قاموا بتوسعته من الجهة الغربية.
"معا" التقت المواطن محمود شقور، الذي شرح معاناة عائلته قائلا: إنه "منذ عام 2009 والعائلة تتعرض لإعتدءات جنود الإحتلال، التي حولت حياتنا الى جحيم. كنا نعيش أنا وإخوتي السبعة في منزل العائلة، وبعد أن كبرنا وأصبح لكل واحد فينا أسرته، تركنا المكان لأنه لا يسمح لنا بالتوسع والبناء في الأرض المحاذية للمنزل لأنها مصنفة "ج"، وبقي في المنزل ابني أحمد وزوجته وابنهما، ومع هذا لم نتركهم وحدهم خوفا عليهم من إعتداءات الجنود المتواجدين في البرج، لذلك فنحن نعيش حالة من الخوف وعدم الاستقرار".

ويضيف: معاناتنا مع الاحتلال لم تتوقف عند إقامتهم للبرج، ففي عام 1998، قام الإحتلال بهدم مبنى قيد الإنشاء للعائلة، وفي عام 2001 قاموا بهدم أعمدة قمت ببنائها بمحاذاه المنزل بحجة أن البناء ممنوع في هذه المنطقة المصنفة "ج"، وفي عام 2004 كان لأخي عودة محل لبيع مواد البناء بمكان ملاصق للمنزل، وقاموا بإغلاقه بالقوة.
وقال شقور: "أملك أرضا محاذية للمنزل والتي أقيم عليها البرج، وتقدر مساحتها 13 دونما، 3 دونمات تم مصادرتها لتوسعة شارع ما يعرف بعابر السامرة، وما يقارب الدونم لإقامة البرج، وآخر الأرض تم بناء قاعدة لإقامة برج عسكري آخر، ولكن لم يتم إقامته لغاية الآن".
ويواصل محمود حديثه، "منذ أيام وجرافات الاحتلال تعمل ليل نهار على توسعة المنطقة المحيطة بالبرج، بعد أن قاموا بتسليمنا قرار التوسعة بأمر عسكري، قبل أسبوع، وبدورنا توجهنا الى هيئة الجدار والاستيطان لرفع قضية، ولكن قاموا بتنفيذ التوسعة قبل الانتهاء من الفترة القانونية المحددة في القرار وهي 45 يوما".
واتهم المؤسسات الرسمية القانونية بالتقصير وعدم الوقوف معهم، وتخفيف معاناتهم التي يواجهونها بسبب ممارسات الاحتلال، "لذلك نناشد الجميع الوقوف معنا قبل استيلائهم على المزيد من الأرض".
بدور قال أحمد شقور أحد المقيمين بشكل دائم في المنزل: "لا نعرف النوم معظم الليالي، بسبب أصوات الجنود المزعجة، والموسيقى التي يقوموا بتشغيلها في ساعات متأخرة من الليل، إضافة الى ذلك يقوم الجنود بشكل دائم بفتح شبابيك البرج المطلة على المنزل ويقوموا بتصويرنا، علاوة على ذلك وضع كاميرات بكافة الاتجاهات وخصوصا من ناحية المنزل، واستخدام الكشافات بالليل إتجاه الغرف، وكذلك سكب مياه الصرف الصحي بالقرب من المنزل وتحت الأشجار، ورمي الأوساخ، ووضع أسلاك شائكة لحرماننا من دخول الأرض. قدمنا عدة شكاوي ولكن ما من مجيب".
ويواصل أحمد، قائلا: إن من المواقف التي أثارت استفزازهم تعرض ابنة عمه للضرب بالبيض من قبل الجنود داخل البرج، عندما كانت تنتظر سيارة للذهاب الى سلفيت، "وما زلت أذكر ذلك الاعتداء والذي لم يتوقف في يوم من الأيام".
وتمنى أحمد أن يكون هناك تحرك من قبل المؤسسات المعنية، والوقوف عند اعتداءات الاحتلال بحق المواطنين وممتلكاتهم.