الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

القدس ومعركة السيادة وحماية المقدسات

نشر بتاريخ: 11/12/2018 ( آخر تحديث: 11/12/2018 الساعة: 15:48 )

الكاتب: محمد أبوقايدة

تمرُ القضية الفلسطينية في أحلك الظروف سواداً في تاريخها المعاصر، في ظل الحالة الدولية الراهنة والوضع العربي والإقليمي المتردي وحالة الانقسام الفلسطيني المُدمر، من هنا جاء رفض حكومة الاحتلال الإسرائيلي اليمينية المتطرفة والمدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية برئاسة ترامب، بقبول فكرة حل الدولتين، أي إقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود الرابع من حزيران لعام 1967م، وبناءً عليه فإن حكومة الاحتلال الإسرائيلي وضمن إطار سياسي ممنهج، وخطة مدروسة مدعومة من الإدارة الامريكية، تعمل على تصفية القضية الفلسطينية وتقويض فكرة دولة فلسطين، بفرض الوقائع الجديدة على الأرض ويرتكز هذا الإطار والخطة على ثلاثة محاور رئيسة وهي مرتكزات ما يُسمى ب" صفقة القرن".
المحور الأول: ويتمثل في استكمال مشروعها الاستيطاني واضفاء الشرعية على المستوطنات وتوسيع الاستيطان والاستيلاء على أراضي الضفة والعمل على فصل جنوبها عن شمالها من خلال هدم وتدمير قرية الخان الأحمر في بادية القدس، وتقطيع أوصال الضفة في مناطق مختلفة كالريسان والمزرعة الغربية والمغير وغيرها من المناطق.
المحور الثاني: ويركز على ادامة الانقسام وتخريب المصالحة والوحدة الوطنية وفصل قطاع غزة عن الوطن الأم، بالمساعدة في إقامة كينونة سياسية هزيلة في القطاع بمباركة أمريكية ودول إقليمية.
المحور الثالث: والذي يتمثل في تهويد القدس وطمس هويتها الفلسطينية العربية خاصة بعد اعتراف الإدارة الامريكية بها كعاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الامريكية اليها وهذا ما سنتحدث به في محور هذا المقال.
فقد لوحظ في الآونة الأخيرة بأن القدس والتي تعتبر بوابه السماء وسيدة الأرض والعاصمة الأبدية لدولة فلسطين المستقلة تتعرض إلى هجمة مسعورة من قبل حكومة الاحتلال التي تتبع سياسة الإرهاب في المدينة المقدسة بالهدم والتهويد والاسرلة والتهجير القصري لسكانها الأصليين والملاحقة والابعاد والاعتقال، واستهداف رموز السيادة الوطنية الفلسطينية في المدينة وقيادات الحركة الوطنية في القدس من أبناء حركة فتح وفصائل العمل الوطني وبالتأكيد فإن هذه الهجمة الشرسة دليل واضح على فشل حكومة الاحتلال على فرض سيطرتها على القدس كما تدعي دوماً.
ليس هناك أدنى شك بأن حكومة الاحتلال تهدف من وراء هذه الهجمة الشرسة إلى تغيير الطابع الديموغرافي للمدينة وطمس هويتها الوطنية الفلسطينية وتوجيه ضربة للسيادة الوطنية فيها وخصوصاً بعد التصدي لتسريب العقارات في المدينة.
على الاحتلال أن يُدرك بأن كل هذه الإجراءات التعسفية واللاقانوينة واللاخلاقية ضد أبناء الشعب الفلسطيني لن تفلح في كسر إرادة وصمود أهلنا المقدسيين الصامدين الصابرين على ارضهم المؤمنين بعدالة قضيتهم وقدسيتها، ولن تحول دون مواصلة الدفاع المستميت عن مدينة القدس الفلسطينية العربية، والوقوف بكل صلابة في مواجهه مسربي العقارات والمستوطنين والمدعومين من حكومة اليمين المتطرف وافشال كافة مشاريع التهويد الإسرائيلية في اعقاب نقل سفارة الولايات المتحدة الامريكية اليها، وحتماً سينتصر أبناء القدس في كل معاركهم العادلة كما انتصروا في معركة البوابات الالكترونية سابقاً.
يتوجب على كافة القوى والفصائل التوحد في تلك المواجهة والمعركة، التي يخوضها المقدسيين واسنادهم ودعمهم بكافة الإمكانات المتاحة لأن معركة القدس هي المعركة المصيرية في الحفاظ على مقدساتنا وتقوية أهلنا في القدس، وترك التجاذبات السياسية الى ما بعد افشال مخطط التهويد والاستيطان.
إن المعركة الحقيقية هي في القدس والانتصار سيكون هناك لمقدساتها وعلى عتباتها وأسوارها وأبوابها ومساجدها وكنائسها، فكل التقدير لأهلنا في القدس ولأبناء حركة فتح الذين يخوضون معركة القدس ملتحمين بالقيادة السياسية الشرعية الوحيدة وعلى رأسها الرئيس محمود عباس أبومازن، الذي يقف سداً منيعاً في مواجهة كل المؤامرات التصفوية التي تُحاك ضد قضيتنا ومقدساتنا وتبقى القدس عاصمتنا الأبدية ولنا عاصمة تعيش فينا.