الأربعاء: 24/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

ليس بعدْ

نشر بتاريخ: 17/12/2018 ( آخر تحديث: 17/12/2018 الساعة: 11:57 )

الكاتب: اللواء بلال النتشة

الامين العام للمؤتمر الوطني الشعبي للقدس

ثمة اعتقاد اسرائيلي خاطئ يرقى الى مستوى السذاجة على المستويين الرسمي والشعبي ومفاده ان مدينة القدس باتت بعد اعلان ترامب الغبي بانها عاصمة ابدية لاسرائيل، مدينة مستباحة سياسيا وعسكريا واقتصاديا.
وردا على ذلك لا بد من التأكيد في هذا المقام ان وضع مدينة القدس وبعد الاعلان المشؤوم اصبح اكثر ثقلا وحضورا على اجندة المجتمع الدولي والامتين العربية والاسلامية وكل ذلك يرجع الفضل فيه الى القيادة الفلسطينية التي عرت القرار الاميركي وواجهته بصلابة ولا زالت وستبقى حتى اسقاطه.
اما على المستوى الفلسطيني وتحديدا الشارع المقدسي فان حالة التحدي لقرار ترامب في او جها وتزداد قوة يوما اثر يوم للتأكيد على ان القدس لن تكون  الا عربية واسلامية يحميها الشعب الفلسطيني بدمه ولحمه ولن يسمح بان تكون فريسة للغزاة الطامعين بان تكون ذات يوم "اورشليم".
انني على يقين ان شباب القدس وشيوخها….مسليمها ومسيحييها سيفشلون كل مؤامرة تحاك ضد مدينتهم تماما كما فعلوا في معركة البوابات عام 2017. حين صلينا على الاسفلت ورفعنا شعارا موحدا : "القدس عربية فلسطينية ولن تكون الا كذلك". فاندحر نتنياهو وجيشه وكانت القدس كما كنا نريد.
اليوم وبعد اعلان ترامب المشؤوم اشتد سعار الهجمة الاحتلالية على المدينة المقدسة بشرا وحجرا واشهر من باعوا ضمائرهم مقابل ملايين الدولارات انيابهم بحماية المخابرات الاسرائيلة وبتنا نسمع عبر وسائل الاعلام عن عمليات تسريب لعقارات هنا وهناك وفي اكثر الاماكن حساسية في القدس الشريف وكل ذلك على امل كاذب بان القدس مع حلول عام 2020 ستصبح الاغلية فيها لليهود وهنا اقول لهم "ليس بعد" فالقدس ولادة ولن تعقم ونحن سدنتها وملح ارضها ولن نبرحها حتى لو استخدمتم ضدنا كل ما لديكم من اشد الاسلحة فتكا وكل اشكال حصاركم الظالم وملاحقتكم لقيادة القدس شيبها وشبانها. ولن يثنينا ذلك عن مواصلة التصدي لكم ولجيشكم حتى اخر قطرة دم فالقدس تستحق التضحية. كيف لا وهي مسرى رسولنا الكريم ومرقد المسيح عليه السلام وليس موئل هيكلكم المزعزم، فقد اصبح اسطوانة مشروخة والكلام بشانه اقرب الى السخرية منه الى الحقيقة فخذوا هيكلكم وانصرفوا.
ايها المدنسون للقدس وشوارعها العتيقة واسوارها العاتية  على جبروتكم آن لكم ان تدركوا بان حجرا من قدسنا اطهر من تاريخكم المشوه والمدعم بالروايات الكاذبة التي اصبحت مكشوفة امام العالم رغم الدعم الذي تحظون به من اميركا واعوانها ولكن هذا لن يدوم طويلا فعجلة التاريخ لن تتوقف عندكم  فنحن ايضا لنا زمن في القدس اطول من زمنكم ولنا فيها حضارة تشهد  على اننا هنا منذ فجر التاريخ ولسنا طارئين او شذاذ افاق فهنا ولدنا وهنا متنا وهنا سنبقى الى يوم يبعثون.
سلام على اهل مدينتنا وسلام على الراقدين في قبورها وسلام على المدافعين عنها وسلام على كل من يؤازرها عربا ومسليمن ومسيحيين ومناصرين لقضيتينا. ولكل من يعتقد انها ستكون فريسة سهلة للانقضاض عليها بدعم ترامب وادارته الاستيطانية نقول لهم مرة اخرى "ليس بعد".