الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

بقايا المواد الكيميائية بالاغذية من اسباب انتشار الامراض المزمنة

نشر بتاريخ: 14/03/2019 ( آخر تحديث: 14/03/2019 الساعة: 11:03 )
بقايا المواد الكيميائية بالاغذية من اسباب انتشار الامراض المزمنة
رام الله- معا- دعا الخبير البيئي الدكتور عقل ابو قرع الى الابتعاد عن الاغذية التي يتم انتاجها باستخدام مواد كيميائية، وبالاخص التي لا تحوي بقايا مبيدات كيميائية.
وطالب ابو قرع بأن يتم المراجعة الدورية وبشكل موضوعي يستند على الابحاث الدولية لانواع وكميات المبيدات والمواد الكيميائية الاخرى المستخدمة في بلادنا، سواء اكانت تلك التي تستخدم في الزراعة او التي يتم استعمالها في مجالات الصحة العامة، بحيث يتم تحديث قائمة المبيدات المستعملة في بلادنا بناء عل نتائج الدراسات والابحاث المتعلقة بالمبيدات والتي يتم نشرها عالميا بشكل متواصل، وكذلك الى اتخاذ اجراءات صارمة وتطبيق قوانين رادعة بحق من يقوم بتهريب مبيدات خطيرة ومحظورة الى بلادنا، وكذلك الى تشديد الرقابة وحملات التفتيش على استيراد وأماكن تخزين المبيدات وعلى محلات بيع المبيدات.
الامراض السرطانية
واشار د. أبو قرع الى تقارير وزارة الصحة الفلسطينية التي تؤكد التصاعد الكبير في نسبة الاصابة بالامراض السرطانية، والتي تشير الى ان الامراض السرطانية باتت تشكل المسبب الثاني للوفاة في فلسطين، وان اكثر امراض السرطان انتشارا هي سرطانات الرئة والثدي، وحتى ان بعض الدراسات اشارت الى تزايد حالات السرطان في المناطق الزراعية المكثفة.
وبين ان هناك اثارا صحية بعيدة المدى للمبيدات، وهذا هو الأخطر، حيث يتعرض الإنسان إلى كميات قليلة من المبيدات، سواء من خلال التواجد في البيئة المحيطة أو من خلال بقايا الطعام، ومع الزمن تبدأ الآثار السلبية تظهر على شكل أمراض خطيرة، كالأمراض العصبية، وامراض السرطان، وأمراض الجهاز التنفسي، والتشوهات الخُلقية عند الأطفال، خاصة أن العديد من المبيدات تنتقل من الأم إلى الجنين من خلال الحبل السري، وما لذلك من عواقب وخيمة
الكيماويات والغذاء.
وبين أن تدوال الانباء عن وجود بقايا للمبيدات في الطعام، يمكن أن يحدث إرباكا للمواطن الفلسطيني الذي يستهلك يوميا خضارا وفواكه ولحوم ومنتجات البان وما الى ذلك، وكذلك يشير الى مدى اهمية موضوع المبيدات الكيميائية، سواء من حيث استيرادها، وبيعها، وتخزينها واستعمالها وكذلك كيفية التعامل مع مضاعفات الاستخدام غير السليم لها، وهذا يؤكد كذلك على الدور الهام الذي يجب ان تلعبه الجهات الرسميه فيما يتعلق بتسجيل واستعمال ومراقبة المبيدات الكيميائية في فلسطين.
التسمم الكيميائي
واردف أبو قرع ان هناك آثارا صحية آنية للتعامل غير السليم مع المبيدات، حيث قد يؤدي استخدام المبيدات إلى تسمم الإنسان، والتأثير على سلامته بشكل فوري، مثل استخدام المبيدات الفسفور عضوية، ومبيدات الكارباميت التي بعضها يستخدم في فلسطين، التي لها آثار مباشرة على انزيمات الدم والجهاز العصبي إذا تعرض لها الإنسان في الحقل أو من خلال استهلاك الطعام، وهناك فئات معينة كالأطفال والنساء الحوامل واجنتهم هم الأكثر تأثراً من خلال التعرض لهذه المبيدات، لان معظم المبيدات الحشرية تعمل من خلال التأثير على الجهاز العصبي المركزي.
الاستخدام الخاطئ للمبيدات
واضاف د.ابو قرع ان هناك اثارا على البيئة للاستخدام الخاطئ للمبيدات، حيث يتم إدخال المبيدات إلى البيئة من قبل الإنسان وخاصة إلى الحقل، ولكن هذه المبيدات تبقى وتنتقل في النظام البيئي، فمنها ما ينتقل خلال حبيبات التربة ومن ثم إلى المياه، وخاصة المياه الجوفية ويلوث مخزون المياه، ومن المبيدات من يتطاير إلى الهواء ويلوث الهواء الذي نستنشق، ومنها من يبقى في المحصول ويتراكم (خاصة المبيدات التي تتحلل بصعوبة او خلال فترة زمنية طويلة) ومن ثم يتم استهلاكه مع المحصول من قبل الإنسان، ومن المبيدات ما يبقى لفترات طويلة في التربة وبالتالي يؤثر على خصوبتها وإنتاجيتها.