الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

بيوم الكلى العالمي الطفلة ميادة: الفشل الكلوي عذاب أبدي

نشر بتاريخ: 21/03/2019 ( آخر تحديث: 21/03/2019 الساعة: 14:35 )
بيوم الكلى العالمي الطفلة ميادة: الفشل الكلوي عذاب أبدي
القدس- معا- الفشل الكلوي هو داء ليس له دواء، يصيب الصغير والكبير على حد سواء، ففي جنبات وحدة غسيل الكلى للأطفال في مستشفى " المُطَّلع"، قصص وحكايات لأطفال اجتاح المرض جسدهم الغض دون سابق انذار، فأصبحوا رهائن لأسلاك جهاز غسيل الكلى إما لثلاثة أيام في الأسبوع أو بشكل يومي، حرموا بسبب ذلك من العيش حياة طبيعية كغيرهم، وبدأوا مشوار الألم والمعاناة باكرا.
وفي يوم الكلى العالمي، الحملة السنوية العالمية التي تهدف إلى التوعية والتثقيف حول مرض الكلى وأهمية الفحص المبكر، نروي لكم قصة ميادة؛ الطفلة التي لا تتجاوز الـ 12 ربيعا من عمرها، من سكان مدينة دورا جنوب الخليل، التي تخضع لعلاج غسيل الكلى بشكل يومي منذ نحو عام في مستشفى "المُطَّلع" في مدينة القدس، بعد أن تبين اصابتها بالفشل الكلوي.
بداية المعاناة والألم
وعن بداية مشوار المعاناة والألم للطفلة ميادة، قالت والدتها: منذ أن كانت في الرابعة من عمرها، فبعد أن توفي ابني ذو السنة وستة شهور بهذا المرض، قررنا أنا وزوجي أن نقوم باجراء كافة الفحوصات لأطفالنا الأربعة للاطمئنان عليهم، فكانت نتيجة الفحص الخاصة بطفلتنا ميادة بأن لديها ترسبات ورمل في الكلى، فبدأنا رحلة علاجها عن طريق الأدوية، إلا أنها لم تعود بالفائدة عليها، وقد تحولت تلك الترسبات بعد مدة قصيرة إلى حصى، فخضعت لعمليات تفتيت للحصى في أحد مستشفيات الخليل، وسافرنا بها فيما بعد إلى الأردن لإجراء عملية أخرى لكنها لم تنجح، فكان الحل الأخير الذي توصل إليه الأطباء هو البدء بعملية غسيل الكلى بعد أكثر من خمس سنوات من المعاناة والألم الجسدي والعبء النفسي والإجتماعي.
طوق نجاة
رغم الأوجاع التي لا تنتهي، والتعب الجسدي والنفسي، ومعاناة الوصول إلى المستشفى يوميا إلا أن الغسيل الكلوي، كما قالت والدة ميادة: هو طوق النجاة للمرضى، فلولا جهاز الغسيل لفقدت ابنتي أيضا، فمنذ نحو عام، أصبح الطريق من الخليل إلى القدس وبالعكس جزءا من حياتنا اليومية، نواجه خلالها كل الظروف الصعبة، حيث نستيقظ منذ الخامسة صباحا حتى نصل إلى المستشفى في السابعة لتبدأ ميادة الغسيل على الفور، وتتصل بالجهاز لأربع ساعات متوالية، ومن ثم نغادر المستشفى، ونعود للمنزل بحوالي الساعة الواحدة ظهرا.
ميادة الموهوبة بالفن والأعمال اليدوية، حرمها المرض من العيش كباقي الأطفال الذين في مثل سنها، حيث تقول: حرمني المرض من اللعب مع أشقائي وصديقاتي، فبعد الغسيل ومشوار طريق العودة أشعر بارهاق كبير، فأعود للمنزل منهكة، وسرعان ما أنام لساعات طويلة، وحرمت أيضا من الدراسة في المدرسة والالتزام في الدوام كأي طفل في العالم، لكن مدرسة الإصرار في المستشفى؛ عوضتني عن ذلك، وتدعم موهبتي بالفن والأشغال اليدوية، مضيفة: أشكر كل المعلمات في المدرسة لأنهن زرعن الأمل في قلبي والإصرار على الحياة والبقاء.
وتتمنى ميادة بمناسبة يوم الكلى العالمي الشفاء العاجل لجميع المرضى، والخلاص من هذا المرض للأبد.
مستشفى المُطَّلع وقسم الكلى
وفي ختام اللقاء، شكرت والدة ميادة إدارة مستشفى المُطّلع والموظفين وطاقم الأطباء والممرضين على الجهود التي يبذلونها في سبيل خدمة مرضى الكلى ودعمهم نفسيا ومعنويا، والتخفيف من معاناتهم وذويهم.
يذكر أن وحدة غسيل الكلى للأطفال؛ هي الأولى في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، تقدم خدماتها للمرضى المحولين من وزارة الصحة الفلسطينية، حيث تخدم حوالي 50 طفلا حتى حلول كانون الثاني للعام 2019 وتقوم بتقديم علاج غسيل الكلى من 25 - 30 طفلا يوميا.