الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

البحث عن صفقة تمنع صفقة العصر

نشر بتاريخ: 18/05/2019 ( آخر تحديث: 18/05/2019 الساعة: 16:50 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

نهاية رمضان تجتمع القمة الاسلامية ال14 في مكة المركة بحضور 57 دولة سلامية ، وعلى جدول أعمالها ملفات فلسطين وايران واليمن وسوريا وليبيا .. ولا تختلف القمم الاسلامية عن القمم العربية في شئ من ناحية المضمون ويمكن ملاحظة ذلك من خلال بيان القمة الاسلامية الاخيرة في اسطنبول العام الماضي . حيث تأخذ القمم طابعا اعلاميا أكثر منه سياسيا . وهذه القمم تسعى دوما لاسترضاء زعماء الأمة أولا وتطييب خاطر الشعوب ثانيا ( كل شعب على حدة ) . واعادة تدوير نفس الشعارات الاعلامية .
ومن خلال خبرة شخصية في حضور وتغطية نحو عشر قمم مشابهة . فان الاعلام العالمي لا يولي أية أهمية لهذه القمم . ولا تحصل أخبار هذه القمم على إهتمام صفحات الصحف العالمية ولا نشرات الاخبار المركزية ولا برامج الحوارات . وهو أمر يشير الى مدى فقدان هذه القمم مضامين التحدي السياسي من ناحيتين :
- أنها لا تماك القدرة على حل المشاكل القائمة .
- أنها لا تخلق أية مشاكل لامريكا واسرائيل .
كون هذه الدول الاسلامية - مثل العربية - لا تملك أية خطط للدفاع ولا للهجوم وانما هي مستهلكة سياسيا كما مجتمعاتنا تستهلك التكنولوجيا ما جعل القمم مجرد  ظاهرة صوتية فقط يراد من وجودها تخدير المزيد من أبناء الامتين العربية والاسلامية وصولا لحالة الاذعان والقبول وإستصغار الذات وصولا الى مرحلة التنويم المغناطيسي .
وأكثر موقف محرج واجهته في تجربتي الشخصية ، أنني ذات مرة اتصلت من إحدى العواصم العربية بأصدقائي وأسرتي وسألتهم اذا يتابعون البث وماذا كتبنا وماذا قلنا في القمة العربية ؟ فرد الأصدقاء بكل سهولة : وهل تتوقع أن اي مواطن عربي يهمّه ما تقولونه في هذه القمم !!!

وبعد عيد الفطر يجتمع المجلس المركزي لمنظمة التحرير . ولست في عجلة من أمري لمقارنة اجتماعات منظمة التحرير ومؤسساتها بالقمم العربية والقمم الاسلامية لكنها ليست بعيدة عن ذلك في السنوات العشر الأخيرة . قرارات على الورق من دون خطة ولا جدول زمني وشتائم ضد الاحتلال وكفى الله المؤمنين شر القتال .

لا أقلل من قيمة اجتماعات المجلس المركزي أبدا . لكن قراراته غير ملزمة لأصحاب القرار ولا يتوقعن أحد أن السلطات التنفيذية سوف تلتزم أو يكون لديها القدرة على التنفيذ النافع لأي من القرارات حتى لو كانت نفس القيادات هي التي تتخذ قرارات المركزي وهي ذاتها السلطة التنفيذية .
لا أحد من القيادات يريد العودة للكفاح المسلح ولا احد يريد حل السلطة ولا احد يريد قبول صفقة العصر ولا احد سيتنازل عن الثوابت ولا احد سيتنازل عن منصبه وامتيازات السلطة سواء في الضفة الغربية او في قطاع غزة ولا يوجد لدينا ثقافة أن المسئول يخلي موقعه ويتنحى جانبا ويقول " لا أعرف " أو يقول " فشلت " .
وكل ما بقي امام المجلس المركزي أن يبحث عن صفقة لتجاوز صفقة القرن .
ولو أعلن نتانياهو ضم الضفة الغربية تحت السيادة الاسرائيلية . سيكون ردة فعل منظمة التحرير نفس ردة فعل سوريا قبل شهر حين أعلن نتانياهو ضم الجولان .. الانتظار والصبر والصمود .
وهو الخيار الوحيد , لكنه على الأقل يحتاج الى الحكم الرشيد وعدالة التوزيع .