الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

مؤتمر البحرين ينقل م ت ف من صاحبة قرار الى صاحبة قضية

نشر بتاريخ: 15/06/2019 ( آخر تحديث: 15/06/2019 الساعة: 12:39 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

إنعقاد مؤتمر البحرين لا يؤثر ايجابيا بأي شكل مباشر على سكان الأرض المحتلة أو على الفلسطينيين في المهجر والشتات ، لا يقدّم أية ضمانات سياسية ولا ضمانات اقتصادية للسكان . قد ينثر الوعود الصاخبة التي تفتقر الى الخطط والى الجدول الزمني  ، وبالتالي يمكن للمؤتمرين في البحرين عربا أو يهودا أن يتملصوا من نتائج المؤتمر ذاته في أي وقت ومن دون أن يرمش لهم جفن .
وانما ينتزع مؤتمر البحرين القرار من يد الفلسطينيين وهيئات التمثيل الوطنية التاريخية ولا يعطيها لأية جهة معروفة . يسحب القرار من منظمة التحرير ولا يعطي القرار لجامعة الدول العربية ولا للسعودية ولا لمصر ولا للأردن أو أية عاصمة أخرى حتى لا تقرر .
مجرد انعقاد المؤتمر في ظل غياب ومقاطعة منظمة التحرير وجميع الفصائل والقوى وومثلي الشعب الرسميين والوطنيين يهدف لجعل القضية الفلسطينية قضية خلافية عامة لا تخضع لمقاييس الدول ولا تخضع لمقاييس الثورة , وانما تنشأ حولها حالة هلامية توازي قضايا فرعية أخرى مثل الأزيديين والأكراد واللاجئين السوريين ، وهكذا تصبح سفينة طائشة في بحر متلاطم الأمواج ومن دون ربّان .
مؤتمر البحرين هو المكان الذي سيتم وضع بصمات الدول العربية المشاركة على سكين الذبح لمنظمة التحرير ، وسواء كانت هذه الدول ترغب أو لا ترغب في ذلك فأن التهمة سوف "تلبسها" لعشرات السنوات القادمة . وبالذات السعودية لما لها من دور مالي وسياسي اقليمي .

وبعيدا عن البكائيات والصراخ ، ولو افترضنا أن مؤتمر البحرين تكلل بالنجاح فان هذا لا يمكن أن يلغي القضية الفلسطينية وانما ينقلها من شكلها الحالي الى أشكال جديدة ومراحل مختلفة تماما .
قد ينجح مؤتمر البحرين في تحطيم طاولة منظمة التحرير وحجبها عن جهات القرار ، ولكنه لن يضمن لاسرائيل الهدوء من دون حل سياسي حضاري انساني عادل وما تعجز عنه الاساطيل الامريكية لن تنجح فيه القصور الخائفة من شعوبها .
مؤتمر البحرين بداية النهاية لمرحلة المفاوضات وحل الدولتين وهذا واضح وقد يكون جيدا عند الكثيرين. ولكنه بداية مرحلة جديدة عنوانها ( دولة واحدة ) .
لفت انتباهي ان القيادات الفلسطينية من جميع الفصائل قلقة جدا من مؤتمر البحرين ، كما ان الاحزاب الاسرائيلية الصهيونية اكثر قلقا من القيادات الفلسطينية تجاه خطط ترامب . ولكن الشارع الفلسطيني غير قلق وغير خائف ، وقد يكون ينتظر المرحلة الجديدة بفارغ الصبر .