الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

مؤتمر البحرين يغرق في شبر ماء أم أنه سيغرقنا جميعا؟!

نشر بتاريخ: 16/06/2019 ( آخر تحديث: 25/06/2019 الساعة: 10:12 )

الكاتب: وليد الهودلي

من السهل أن نحكم على فشل هذا المؤتمر وأن نغرقه بشعاراتنا التي نأمل أن تشكل شبر الماء الذي نُغرق فيه ما لا نحب، الاماني سهلة ورصد ما نريد رصده بحيث يشكل دعائم رأينا أمر نحن قادرون عليه ، ولكن السؤال المهم ما هو المطلوب لافشال هذا المؤتمر وافشال السياسيات التي قادت اليه؟
من الواضح لاي مراقب ان هذا المؤتمر يأتي في سياق فرصة ذهبية لأعدائنا، وأنهم يرون أن الرياح مواتية لتصفية القضية الفلسطينية والوصول الى مرادههم في دعم التيار اليميني المتطرف الذي يسيطر الان على دولة الكيان، ويزداد تطرفا يوما بعد يوم، فرصة ذهبية ليصلوا الى مرادهم بخصوص القدس وانهاء ملف اللاجئين الفلسطينيين وانهاء أي أمل لاقامة دولة فلسطينية وتحويل السلطة الى سلطة حكم ذاتي لا دخل لها في الشأن السياسي وان لزم الامر انهاءها وانشاء بديل آخر ينسجم مع تحويل الفلسطينيين الى قطيع من الخراف لا يرى سوى العلف وتحسين الاوضاع المعيشية ذات العلاقة باستمرار الراتب وتدوير عجلة اقتصادية تابعة للاقتصاد الاسرائيلي تبعية الذيل أو تبعية العبد لسيده.
وفي سياق تسارع عجلة صفقة القرن ورؤية فعلها في الواقع لرسم وقائع جديدة ولنجد أنفسنا فيها أن الامر قد أصبح راسخا وأن القطار قد فاتنا ، لذلك لا بد من حركة سريعة لا تحتمل أي تلكؤ أو تردد، فالمطلوب كي نُغرق البحرين في شبر ماء ولا نغرق نحن في شبرهم:
• لا بد من انهاء الانقسام والعودة لبرنامج تتفق عليه القوى الفاعلة الرئيسية والتي لا بد لها من اعادة تفعيل منظمة التحرير على أفضل وجه ممكن، اعلم ان الامر ليس بالسهل ولكننا أمام حال يحتاج الى عملية جراحية سريعة وناجحة ، أصبحنا نملك رصيدا هائلا من الاتفاقات والمحادثات، لم يعد الامر يحتمل سوى تفعيل التطبيق اللازم لكل هذا الارث الايجابي وطي صفحة الارث السلبي المدمر والذي لم نجن منه سوى ما نحن عليه : مجرد ردود أفعال ومراوحة في مكان لا يسمح لنا الا تلقي هجمات اعدائنا الهادفة والمركزة وذات التخطيط العالي .
• أن نسارع في التواصل السريع والحثيث مع كل القوى المعارضة للسياسة الامريكية في المنطقة وأن نعمل على تشكيل جبهة مساندة للقضية الفلسطينية ورأب ما تصدع منها في فترة الركون الطويلة التي عشناها ونحن نراهن على الامريكي ان يكون معنا ، اليوم أصبحت الامور كالشمس رابعة النهار لن ينفعنا الامريكي ولا التزلف اليه، الذي ينفعنا هو فعلنا على الارض وأداؤنا السياسي واعادة الاعتبار محليا واقليميا ودولية للقضية لفلسطينية من جديد، مع تعرية الاحتلال وفضح زيفه وكشف الانحياز الامريكي السافر له.
• مواجهة حالة الابتزاز المالي بأكبر قدر ممكن من الاعتماد على الذات ووضع حدّ لهدر المال العام وبناء اقتصاد فلسطيني قادر على مواجهة التحديات والتحلل من كل الاتفاقيات التي تكبل الاقتصاد الفلسطيني.
لا أزعم بأني في هذه العجالة قد أنجح في اعادة قطار القضية على سكّتها، وان مواجهة هذه المؤامرة الامريكية الاسرائيلية مع أطراف عربية اعتدنا على دورها المتصهين منذ نكبة ثمانية واربعين هي امر يسير، ولكن اذا استشعرت القوى السياسية الخطر الداهم وحجم هذا الخطر ثم قررت العمل فلن تعجر ولن تضيق بها الحيلة، إننا جميعا أمام لهيب نار ينتشر بسرعة وسيلتهمنا دون ان يبقي منا ولا من قضيتنا شاردة أو واردة .. فماذا ننتظر ؟؟