الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

مقاطع من قصيدة حبّ لبيروت

نشر بتاريخ: 24/07/2019 ( آخر تحديث: 24/07/2019 الساعة: 18:00 )

الكاتب: المتوكل طه

و.. انظر لبيروت ! هل هذي عروستنا ؟
تلك التي ركبت بحرً وأزمانا
وكانت الشمسُ في شرقِ المكان إلى
أن طاولت في شروقِ الغربِ بُركانا
بيروتُ فيروزُ أو أعراسُ عاشقةٍ
والبرقُ إن نامَ أو إنْ قامَ عِمدانا
بيروتُ ناجي العَلي المحفورُ في دَمها
وظَهْرُ حنظلة َ المطعونُ إخوانا!
بيروتُ فينيقُ هذا العصر، إنْ حَرَقوا
غٌصْناً..ترى كوكباً بالأرْز مُزْدانا
بيروتُ مارسيل ُ إن غنَّى لقلعته
ورَبَّةٌ بعثتْ مَيّا وجُبرانا
ومسرحُ الماءِ والأضواءُ مائسةُ
في شِعر شوقيَ إنْ أهداهُ مُطرانا
وجارةُ الوادِ أو كأسُ الغبوقِ إذا
أعادنا لزمانِ الوصولِ..أنْسَانا
بيروتُ بغدادُ أو يافا إذا هتفتْ
نمشي ونقطعُ أسلاكاً وجُدرانا
ويلتقي النيلُ بالعاصي على فَرَحٍ
شوقاً ، كما تلتقي قرطاجُ عَمَّانا
القلبُ ينبِضُ والأضلاعُ واحدةٌ
صوتاً ووجهاً وأحلاماً وأحضانا
ولن نموت!اصرخوا حتى يعودَ لنا
عصرُ الكرامات إحقاقاً وميزانا
وعلّموا الزمنَ القهّارَ أنَّ لنا
نَصْراً نُتَوّجُهٌ رَعْداً ونيسَانا
ونرفعُ النجمَ بالأَعلام إنْ خَفَقتْ
ونزرعُ الأرضَ بيداءً وصُوّانا
وَنُرْجعُ الَعْينَ إنْ سَدّوا نوافذَها
بصيرةً، ويَظلّ الصُبْحُ مَسْرانا
بيروت رَمْزُ بقاءِ الصامدينَ لها
جسراً، وضاحيةً تبقى ، وسُكّانا
بيروتُ ساحاتُ تمثالٍ لنورسةٍ
ودمعةُ رَنَّقَتْ بالسّرِ غُزْلانا
والأَخْطَلُ الُمرْتقي في عَرْشِها اجترحَتْ
أشعارُهُ لهفَةً تعلو.. وأوطانا
شقيقةُ القدس لا ندٌّ لها ، فإذا
بيروتُ قالت يكون الردُّ بيسانا
***
لكننا سَنُعيدُ الأمْرَ ثانيةً
سفينةً تجمعُ الدُّنيا .. وقبطانا
تكون فيها بساتينٌ مُشَرَّعةُ
لكل زَهْرٍ تلاويناً وسيقانا
وماؤها في مآقيها،وطائرُها
حُرٌّ ، ومِن بَذَخِ الأثمارِ حَيْرانا
ونجعلُ الوردَ راياتٍ لنا ، ونرى
فَرَاشَ جنّتنا باباً ورضوانا
ونوقظُ الجَمْرَ في أَحشاءِ مَن جَرحَتْ
بِرمْشِها مَنْ ترى ..شيخاً وفِتْيانا
وننشدُ الشّعْرَ في الأجفانِ: إن نَظَرتْ
قَتَلْنَنَا ، ثُمّ لم يُحيينَ قَتْلانا