الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

صيف قاس وعيد تتراجع فيه الالتزامات

نشر بتاريخ: 09/08/2019 ( آخر تحديث: 09/08/2019 الساعة: 22:06 )

الكاتب: ماجد سعيد

الايام الأخيرة التي تسبق العيد تكون أسواق المدن في العادة مختلفة عن غيرها من الايام، فالزحام يدفع الشرطة الى اغلاق أواسط المدن امام المركبات لإتاحة المجال امام المتسوقين من التحرك بسهولة، وكنت وقتها تدخل المحلات التجارية بمختلف ما تقدم لتجدها تغص بالمشترين، هذه السنة الحال يختلف كثيرا فحركة السوق كانت ضعيفة ولم تحمل أيا من تلك المظاهر بسبب ما يعيشه الفلسطينيون من ازمة مالية خانقة بعد ستة اشهر من تقاضي الموظفين لنصف الراتب في الضفة نتيجة وقف تحويل أموال الضرائب الفلسطينية من إسرائيل واكثر من سنتين في قطاع غزة الذي فرضت السلطة الفلسطينية على الموظفين فيه إجراءات عقابية في اطار الضغط الاقتصادي على حماس لاخضاعها فتفاقم الفقر هناك وحماس لم تخضع..
هذا الصيف كان قاسيا فقد حمل العديد من المناسبات التي تزيد فيها متطلبات الاسرة كان فيه شهر رمضان وعيدان وتهاني الزواج والناجحين في الثانوية العامة وبعدها افتتاح العام الدراسي، كل ذلك انهك الموظفين الذين كثير منهم لا يتمكنون من الإيفاء بالتزاماتهم في كل هذه المناسبات وهم يتقاضون راتبا كاملا فما بالكم بنصف راتب.
موظفون قالوا نصف راتب بنصف عيد بنصف فرحة، وفي الأعياد يفرح الأطفال بملابسهم الجديدة ويفرحون بما يعرف بالعيدية التي تعد من التقاليد المتوارثة، وفي الأعياد يكون التزاور وصلة الرحم، لكن الحال هذه السنة ربما يكون مختلفا، فهناك من يعتزم التزام بيته بسبب عدم قدرته على تلبية هذه الحاجات.
احد مسؤولي المسالخ في الضفة الغربية قال في مقابلة إذاعية ان سوق الاضاحي هذا العام هو الاسوء منذ عشرين عاما، فقد غابت الحجوزات على الحصص مما تم استيراده من اضاحي، بسبب الازمة المالية التي خلخلت حتى اقتصاد القطاع الخاص.
الفلسطينيون مروا بأزمات عدة لكن هذه الازمة تبدو الأشد، والاهم ان لا احد يمكن التكهن بنهايتها، او بشكل نتائجها على المستقبل الاقتصادي في البلاد، اما الساسة فلا يملون من الحديث عن الأصعب المقبل، او الطلب من المواطنين الصبر والثبات دون ان نعرف هل هم من الصابرين ام لا؟