الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

عزل ترمب وسجن النتن ياهو.. انتصار للقيم الانسانيه

نشر بتاريخ: 13/10/2019 ( آخر تحديث: 13/10/2019 الساعة: 17:08 )

الكاتب: السفير حكمت عجوري

توجيه اتهام للرئيس ترمب بهدف عزله وتوجيه اتهام للنتن ياهو بسبب جمله من الفساد والرشاوى وخيانة الامانه ومن ثم سجنه كل ذلك في نفس التوقيت تقريبا تعتبران ضربتين موجعتين جدا في رأس نظام قوى الشر في العالم وبالتالي انتصارا للقيم الانسانيه، ذلك ان حصل هذا فعلا.
فجلسات محاكمة الاستماع للنتن انتهت ولا يبدو انها ستغير من الاتهام شيئا ، ومع ذلك ما زال لدي بعض من الشك في ان تجري رياح التهم لدى الشخصين بما تشتهيه سفن ضحايا نظام الشر هذا ذلك بالرغم من ان الشك في عزل الاول بدأ ينقشع بعد استطلاع نشرته الفوكس نيوز يوم الحادي عشر من اكتوبر وهي القناه الموثوقه للرئيس ترمب وعليه جاء الاستطلاع المذكور صاعقا له مما دفعه كعادته في شخصنة الامور وابداعه في الكذب الى مهاجمة القناه وانها لم تعد كما كانت ، حيث جاءت النتائج لتظهر بان 51% من المستطلعه ارائهم يدعمون عزله.
اعتقد ان ما يجري الان من تحقيقات حول اتهام الرئيس ترمب على يد الديمقراطيين المسيطرين بالاغلبيه على الشق النيابي من الكونغرس حيث مجلس الشيوخ ما زال يسيطر عليه الجمهوريون وهو ما يوفر نوعا من الطمأنيمه لترمب في مسار التحقيقات التي تسبق العزل..هذه التحقيقات تعتبر خطوه في المسار الصحيح وانها ربما جاءت متأخره كوسيله لوقف هذا الدمار الذي تسبب فيه ترمب لمجموع القيم التي كتب بحبرها الاباء المؤسسين للولايات الاميركيه الدستور الاميركي الذي كان له الفضل في تسيد اميركا للعالم الحر والتربع على عرشه اضافة الى اسهاماتها في خدمة البشريه من خلال ما وصلت اليه من رياده وتقدم في العلوم والتكنولوجيا ومع ذلك نقول ان ياتي اتهام ترمب متاخرا خير من ان لا ياتي ابدا.
ليس القيم فقط هي التي تحطمت على صخرة جهل ترمب وكذبه وانما ايضا هيبة الحزب الجمهوري الذي ينتمي له هذا الرئيس الذي اساء ايضا لهذا الحزب ومواليه وهو الذي قال في سنة 1998 ( people’s magazine) من انه "لو قرر ان يترشح للرئاسه فسيختار الحزب الجمهوري كون الجمهوريين يعتبرون اغبى مجموعه انتخابيه في البلد وهم يصدقون كل ما تقوله الفوكس نيوز من اخبار وعليه فانا استطيع ان اكذب وهم سيصدقونني".
الى ذلك تضاف الحقائق التي وردت في كتاب النار والغضب لمايكل وولف الذي لم يشكك في مصداقيتها سوى ترمب وبعض من والاه، هذا الكتاب كشف حقيقة هذا الرئيس من انه فاقد الاهليه ولا يصلح لمنصب الرئاسه ، حقيقه توصل اليها المؤلف بعد ان امضى مائة يوم في عقر دار ترمب وهي البيت الابيض يراقب كل سكناته وحركاته ويستمع لكل الهمسات من الذين اضطرهم سوء طالعهم للعمل مع هذا الرئيس المعتوه الذي لا يعرف في هذه الدنيا غير تجارة العقارات وشراء الملذات من عاهرات الخمس نجوم واعتقد ان السبب في عدم محاولة عزله في حينه يعود لمكابرة الجمهوريين الذين كانو يسيطرون في حينه على الكونغرس بشقيه.
طبعا لم يعد سرا سبب قرار السيده بيلوسي الديمقراطيه وزعيمة الاغلبيه في الكونغرس في بدء التحقيق لعزل ترمب الا وهو الابتذال الذي مارسه ترمب بحكم موقعه كرئيس اميركي في عملية ابتزاز رخيصه لرئيس دوله اوكرانيا وهو حجز الاربعمائة مليون دولار المقرره من قبل الكونغرس كمساعده اميركيه لهذه الدوله الا اذا وافق الرئيس الاوكراني على عمل تحقيق فاضح لابن بايدن نائب الرئيس الاميركي السابق اوباما بعد ان بدأ يظهر مؤخرا على انه الديمقراطي الاوفر حظا للمنافسه على الرئاسه الاميركيه في انتخابات 2020 كل ذلك من اجل تشويه سمعة بايدن وبالتالي ازالته من طريقه في الانتخابات القادمه كونه كما اسلفنا اكبر منافس ديمقراطي لترمب في هذه الانتخابات .
كما هو ايضا لم يعد سرا في ان ابتزاز رؤساء الدول المحتاجه لم يتوقف عند اوكرانيا وانما هناك دول عديده تم ابتزازها من قبل اادارة ترمب وهو الذي كانت تمارسه نيكي هيلي بالعلن سفيرة ترمب السابقه في الامم المتحده ولكن تلك الابتزازات كانت مقبوله لدى الكونغرس كونها كانت مسخره لخدمة اسرائيل صاحبة الامر المُطاع في هذه المؤسسه التشريعيه.
طبعا ايصال ترمب الى حبل المقصله السياسيه من اجل انهاء حياته سياسيا حتى يعود الى حيث يجب وهو مزبلة التاريخ سيكون بمثابة عيد لدى ضحايا جهله الا انه وعلى الجانب الاخر فان يوم عزل ترمب سيكون بمثابة كارثه تحل على الفقراء الذين لا يملكون سوى المال بالاعتذار من جبران خليل وذلك بعد ان وضعو كل بيضهم في سلته بالرغم من انه كان صريحا معهم في انه يريد ان يستولي على اموالهم على اعتبار انهم لا يستحقوها كونهم لم يبذلو اي جهد حيال حمعها وهاو يعلن بالفم المليان وفي العلن في ان السعوديه وافقت على الدفع وهذا في قانون العلاقات الدوليه يعتبر اهانه لا نقبلها لا لاشقائنا السعوديين ولا غيرهم من العرب الذين ما زالو خطأ يثقون به بعد امعانه في اهانتهم وهو ما رفضناه في حينه مع انهم غضو الطرف عنها ، كل ذلك بعد ان كشف لهم ترمب عن فلسفته في الحياه ولخصها بالقول انه (لايهمه ان مات احد المصارعين على حلبة المصارعه ولكن ما يهمه هو انتصار المصارع الذي راهن عليه ) يعني ان ربحت ايران ام ربحت تركيا ام كوريا الشماليه ام ان ربح حتى الحوثيون في الصراع القائم فليكن خصوصا وان لدينا قناعه بانه يراهن على كل هؤلاء.
الحقيقه المره التي لا يريد ان يعرفها اشقائنا في الخليج العرب ان في داخل هذا الرئيس الكبير الحجم طفل صغير يخاف من الاقوياء ويحتقر الضعفاء ، طفل يسيطر على تفكيره يحكمه ويوجهه، فهو يقفل على نفسه لياكل بنهم وجبة الدلفري من الهامبرغر بحسب ما اخبرنا به المؤلف في كتابه النار والغضب بسبب ان ترمب يخاف من كل من حوله من ان يسمموا طعامه. الامر الذي من المفروض ان يبعث برساله واضحه الى كل اهلنا المستجيرين في الرئيس ترمب فهم وان ضنو علينا كرام ، على امل ان يفيقوا من هذا الوهم ويصلحو من امور تورطهم مع هذا الفاقد للاهليه وبما يمكن اصلاحه قبل ان يفيقوا يوما يتباكون فيه ليس فقط على ملياراتهم المنهوبه وانما على عروشهم التي لم يعرفو كيف يحافظون عليها كما فعل اسلافنا في الاندلس.