الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

كلمات صريحة ارجو ان لا تزعج أحدا.... فالاختصاص العلمي مطلوب !

نشر بتاريخ: 05/04/2020 ( آخر تحديث: 05/04/2020 الساعة: 15:33 )

الكاتب: مروان طوباسي- أثينا

مع تمنياتي الدائمة للجميع بالصحة و السلامة و رغم ادراكي بحرص الجميع على العمل الجاد من أجل انحسار هذا الوباء اللعين، الا انني الاحظ و اعتقد ان العديدين مثلي يلاحظون الخلط بين ضرورات المهنية العالية و الدقيقة المطلوبة و بين محاولات الاجتهاد المبنية على الحرص و المبذولة من البعض.
لقد لفت انتباهي امرين خلال الأيام الماضية و التي اعتقد بتواضع انها لم تستند الى الأصول المهنية الدقيقة المطلوبة في مثل حالاتها، الأولى كانت الإعلان قبل اسبوع تقريبا اننا وصلنا في فلسطين الى نقطة inflection point بمنحنى حالات الإصابة وفق رسم بياني تم الإعلان عنه, ولا اعلم وفق اي معادلة تم احتساب هذة النقطة انذاك، علما ومنذ ذلك التاريخ وعدد الاصابات يزداد و في صعود.
والثانية، الإعلان عن تصنيع جهاز للتنفس، و بالرغم من الجهد و روح المبادرة التي بذلت بإخلاص، الا و رغم انني لست خبيرا بالتخصص في هذا الشأن، لكنني رأيت جهازا لضخ الهواء و هو ما ليس له علاقة على ما اعتقد بجهاز التنفس المطلوب البالغ الحساسية للرئتين و لو كان بتلك البساطة من التصنيع لما كان هنالك اليوم حربا من أجل الحصول عليه.
لان أجهزة التنفس الصناعي تزود ببرمجيات معقدة تعمل على محاكاة التنفس الطبيعي حتى لا تتسبب في إتلاف الرئتين تحت تأثير تعرضها لضغط كبير يختلف عن الضغط الطبيعي لعملية التنفس و هي حساسيات إلكترونية معقدة، علما بان ما تم الإعلان عنه من " انجاز كبير" يستطيع اي احد الاطلاع على مخطاطته على المواقع الإلكترونية و هي كثيرة.

اعرف ان كل المحاولات و المبادرات تنم عن روح الحرص ، فالعمل في فلسطيننا و بالظروف التي نعيشها ليس بالامر السهل خاصة وانها جائحة كونية يسعى فيها كل شعب من شعوب الأرض بالنجاة بنفسه في ظل ارتفاع في وتيرة الاصابات وانتشار الوباء الذي أصبح يهدد معظم مناحي أنماط حياتنا الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية على مستوى الكون، لكن الاجتهاد ورغم ضرورات المبادرة أيضا يجب أن يستند الي الأسس العلمية و الصحية و استشارة أصحاب الاختصاص بها خاصة مع التطور العلمي والتكنولوجي الهائل الحاصل عبر العقود الأخيرة، وكما قال الكثيرون فإن الكون لن يكون كما كان قبل الوباء فإنني لا أجزم بما ينتظر البشرية من مستقبل وأوجه جديدة ولا بصحة اي نظرية من افتراضيات اسباب الوباء التي كثرت ، لكنني أجزم اليوم بأهمية وبضرورة تعاون البشرية اليوم في انقاذ نفسها من ما لم يكن بالحسبان، وفق روئ انسانية بعيدة عن الجشع و الطمع و الاستغلال و الاضطهاد.
و في فلسطين فلنتابع الالتزام والتقيد بالتعليمات العلمية الصادرة عن الحكومة وجهات الاختصاص كي نساهم في انحسار هذا العدو الخفي الذي ما زال العلم لا يعرف الكثير من التفاصيل حوله، لكي نحمي شعبنا ووطننا و انفسنا.