الأحد: 20/07/2025 بتوقيت القدس الشريف

مجرم حرب يُرشح شريكه في الجرائم لجائزة نوبل

نشر بتاريخ: 19/07/2025 ( آخر تحديث: 19/07/2025 الساعة: 19:09 )

الكاتب:

د. محمد عودة
عندما يتم الكيل بمكاييل متعددة ومحكومة بالأهواء والمصالح فان اول الضحايا هي القيم والأخلاق والمبادئ، ان الكيل بمكاييل متعددة يغيب الضمائر ويفسح المجال الى ممارسات لا تحكمها قوانين ولا مبادئ ولا اخلاق، كما يحصل في فلسطين خاصة في قطاع غزة، فتجويع المدنيين وحرمانهم من الماء والدواء إضافة الى أطنان القنابل أصبح يعرف دفاعا عن النفس.
كما ان قصف إيران وقتل الالاف وتدمير البنى التحتية، والغارات على سوريا التي وصلت لحد قصف قيادة الأركان السورية ودخول الجيش الإسرائيلي الى مسافة لا تزيد عن عشرة كيلومترات عن دمشق يعتبر دفاعا عن النفس، فأي انحراف وانحطاط قيمي واخلاقي الذي وصلنا اليه؟
لقد فرض عدد كبير من البلدان عقوبات على روسيا بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية التي بدأت في أواخر فبراير عندما استولت على القرم 2014. وقد فرضت العقوبات من جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وغيرها من البلدان والمنظمات الدولية ضد الأفراد والأعمال التجارية والمسؤولين من روسيا وأوكرانيا. ردت روسيا على عدد من البلدان، بما في ذلك فرض حظر كامل على الواردات الغذائية من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والنرويج وكندا وأستراليا.
ولا تزال العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة سارية المفعول فقد ساهمت في انهيار الروبل الروسي وفاقمت الأزمة المالية الروسية. وتسببت أيضاً في أضرار اقتصادية لعدد من بلدان الاتحاد الأوروبي، حيث قُدرت الخسائر الإجمالية بمبلغ 100 مليار يورو.
الاتحاد الأوروبي الذي عجز في الاجتماع الوزاري الأخير عن فرض أي عقوبات على إسرائيل رغم ان مواقفه تدين الابادة الجماعية في غزة فقد فرض حزمة جديدة من العقوبات على روسيا هي الثامنة عشر وتشتمل على خفض سعر النفط الروسي الموجه للتصدير، وأكد دبلوماسي أوروبي ان الاتحاد توصل إلى اتفاق حول حزمة عقوبات ، كادت سلوفاكيا ان تفشلها لولا التطمينات بضمان امدادها بالغاز، يشار الى ان الاتحاد الأوروبي يسعى الى قطع واردات الغاز الروسي نهائيا بحلول 2027، وفي سياق متصل، أعلنت لندن أنها ستفرض إجراءات مماثلة لعقوبات الاتحاد الأوروبي الجديدة على صادرات النفط الروسي.
من بين أمور أخرى، تشمل العقوبات الجديدة خفض سقف سعر النفط الخام الروسي ليتجاوز بقليل سعر 45 دولارا للبرميل، أي أقل بنسبة 15% من متوسط سعر برميل النفط الروسي في السوق، وفقا للمصادر ذاتها، وكان سقف السعر محددا عند 60 دولارا للبرميل، وهو سعر اعتُبر مرتفعا للغاية بالنظر إلى المستوى الحالي لأسعار النفط في السوق.
اما أمريكا ،فبدل من فرض عقوبات على إسرائيل كما فعلت مع روسيا فهي على العكس تقوم بتزويدها بكل أنواع السلاح وليس هذا فحسب بل تحارب من اجلها في كل المحافل، تهدد قضاة محكمة العدل الدولية وتفرض عقوبات عليهم، تستخدم حق النقض لإفشال أي ادانة اممية لإسرائيل وليس هذا فحسب بل تعادي كل من يناصر الشعب الفلسطيني ،وفي الختام تفتقت عبقرية الإدارة الامريكية عن فرض عقوبات على السيدة فرانشيسكا ألبانيز، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقد اتهمها روبيو بمحاولة دفع المحكمة الجنائية الدولية الى اتخاذ إجراءات ضد شركات أمريكية وإسرائيلية منخرطة في العدوان على الشعب الفلسطيني.
انتخبت ألبانيز في أيار/مايو 2022 مقررة خاصة للأمم المتحدة بشأن وضع حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بمنصب يمتد لثلاث سنوات قابلة للتجديد. وخلال فترة قصيرة، أصبحت واحدة من أبرز الأصوات التي توثق وتدين ما تصفه بـ “الانتهاكات الجسيمة لحقوق الفلسطينيين". في 2024 قدّمت تقريرًا إلى مجلس حقوق الإنسان بعنوان "تشريح الإبادة الجماعية"، وخلص إلى وجود "أسانيد منطقية" للاعتقاد بأن إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية في غزة، كما أوصت في أكتوبر 2024 بإعادة النظر في عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة أو تعليقها، إلى حين امتثالها للقانون الدولي وإنهاء الاحتلال.
نتنياهو المُدان من قبل محكمة العدل الدولية ومن محكمة الجنايات الدولية بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانة يرشح دونالد ترامب الشريك في قتل أكثر من مئة ألف فلسطيني جلهم من الأطفال والنساء لجائزة نوبل للسلام!!!!!!!!! انها وقاحة ما بعدها وقاحة، ان ردود فعل مكونات رسمية وأساسية في المجتمع الدولي النظرية والخجولة على ما يجري في غزة تعتبر مساهمة في مقتلة الشعب الفلسطيني وقلب للحقائق قد تؤدي الى منح مجرم من الطراز الأول جائزة نوبل للسلام.
لقد آن الأوان لكي تتحر دول العالم من الهيمنة الامريكية الصهيونية، لقد ان الأوان لرفع شعار
(Free Europe ,Free America ) بالتوازي مع شعار( Free Palestine)،آن الاون لتتقدم القيم والأخلاق والمبادئ ليس على حساب المصالح بل بالتوازي معها، فمن سيصدق أوروبا التي عجزت عن ادخال كسرة خبز الى غزة بينما الكثيرين من الأوروبيين ادخلوا أدوات القتل والابادة الى غزة، من سيصدق مجتمعا دوليا عاجز عن حماية قيمه؟ فالضحية الأولى في العدوان هي المعايير الإنسانية.
متى سيصحو الضمير العالمي ويرغم إسرائيل على وقف عدوانها على الشعب الفلسطيني لا بل وانهاء احتلالها لفلسطين، متى سيذهب العالم باتجاه منح جائزة نوبل للدكتورة آلاء النجار ولمَ لا بالشراكة مع فرانشيسكا البانيز؟ كلاهما صنعتا للسلام ما لم يصنعه احد، اما ترامب و ميليكوفسكي الذي رشحه للجائزة يجب ان يخضعا للمسائلة والاعتقال بسبب جرائمهما بحق أطفال غزة.