وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

هزمنا السنين والأيام تهزمنا

نشر بتاريخ: 20/02/2020 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:09 )
هزمنا السنين والأيام تهزمنا
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
في يوم من الأيام سينتصر الحق. وينقشع الاحتلال، وتتنفس فلسطين العربية هواء الحرية. الحتمية التاريخية تؤكد ذلك، والتراكمات النضالية تقود إلى ذلك. ولكن حتى ذلك الحين...
ورغم كل ما مرّ على الشعب للفلسطيني من ظلم وحروب وجرائم واضطهاد. الا ان إيمانه بعدالة قضيته منحته الفرصة والقدرة على الصمود لمئة عام دون كلل. وهزم السنين بواسطة ذاكرة متجددة، وهوية ثابتة، وحضور دائم.
هزمنا السنين، لكن الأيام تهزمنا. تقهرنا. تنحرنا . تؤلمنا . وتلاحقنا مثل أفعى من شجرة الى شجرة ، ومن حفرة إلى حفرة .

وعلى عكسنا واقع الصهاينة. تميل كفة الأيام لصالحهم ولكن السنين تهزمهم . ترعبهم . تنحرهم وتقهرهم وتلاحقهم مثل أفعى من شجرة إلى شجرة و من حفرة الى حفرة.

الفلسطيني مطمئن إلى النتيجة ، واثق ، متيقن ، وثابت .ولكن يتوجع ويصرخ من الألم كل يوم.
الصهيوني مطمئن الى حاله اليوم ، ويتمتع بفجور في عسل الساعات العابرة. ولكنه قلق من المستقبل ويتوجع وينزف ويتآكل كلما نظر الى الصورة بشكل أوسع.
الطرفان يعلمان النتيجة النهائية مسبقا . ومهما طال أمد الصراع أو قصر. فإن الصهاينة ورغم قوتهم العسكرية ورغم المال الأمريكي يريدون أية وثيقة أو مفاوضات أو اتفاقية أو صفقة تعطيهم الاطمئنان إلى حق الوجود على هذه الأرض .. ولكن المقاومة لن تعطيهم هذه الضمانة وسيعيشون في قلق دائم طوال حياتهم.
والفلسطينيون يعرفون أن النتيجة النهائية لصالحهم ، ولكنهم ينزفون كل يوم ويريدون تخفيف العذاب والمعاناة والاضطهاد ، يريدون تخفيف الألم اليومي .. ولكن الصهاينة لا يعطونهم ذلك.
مستوطن يعربد ويرقص فرحا. وهو يعرف أنه سيزول.
وفلسطيني يصرخ في زنزانته من شدة الألم. وهو يعرف أن الليل زائل وأنه سينتصر.