وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

صفقة القرن الإسرائيلية بلا دولة فلسطينية!!

نشر بتاريخ: 12/03/2020 ( آخر تحديث: 12/03/2020 الساعة: 17:25 )
صفقة القرن الإسرائيلية بلا دولة فلسطينية!!
الكاتب: د.ناجي صادق شراب
الحقيقه التي غلفتها صفقة القرن ألإسرائيلية بلباس من الخداع والمركر والدهاء السياسى المسنود بالقوة ان هناك دولة فلسطينية والحقيقة أنه لا توجد دولة فلسطينية على الإطلاق، ويبدو ان مجرد الإعلان كان الهدف منه فقط تليين مواقف الدول العربية ، وان النص عليه جاء ترضية لها، وحفظا لماء الوجه. انا مع اى صفقة بشرط ان تعلن صراحة وبقوة عن قيام الدولة الفلسطينية الكامله سياده وعاصمة في القدس الشرقية , وهنا بعض الملاحظات ألأولية : الأولى كيف للفكر الليكودى ان يقبل بفكرة الدولة الفلسطينية وهو يرفضها أصلا, وثانيا ان من أصاغ الصفقة الثلاثى كوشنر وغرينبلات وفريدمان من المؤمنيين والمعتقدين بقوه بعدم قيام الدولة . وثالثا ان الدولة ليست منحه او هبه تمنح من قبل الأقوى والمحتل. ورابعا الدولة بالمفهوم التقليدي تعنى ثلاثة عناصر متكامله الأرض والشعب والسياده. عنصران غير متوفران الأرض والسياده. وخامسا، ان الصفقة تمنح إسرائيل التنفيذ الفوري لمسؤولياتها من ضم غور الأردن وشمال البحر الميت، وضم كل المستوطنات, ولا تعطى هذا الحق للفلسطينيين إلا بعد اربع سنوات تكون إسرائيل قد أنجزت ما تريد. سادسا: الفلسطينيون وعلى الرغم من مقومات النضج السياسى ، والشهادات التي اثبتت جدارتهم في إدارة دولتهم، وبعد هذه السنوات الطويله كيف يتم تأجيل إعلان الدولة إلا بعد أربع سنوات، وهنا أذكر فقط بإتفاقية أوسلو التي كانت مدتها خمس سنوات، وكان يفترض انه في العام 1999 تقوم الدولة الفلسطينية ، نفس السيناريو يتكرر، ستأتى الأربع سنوات ولا تقوم الدولة الفلسطينية ، وعندها تفرض إسرائيل الواقع القائم، ولا تقوم الدولة وهذا هو الهدف الحقيقى ،والحقيقة المغطاه بالدهاء والكذب السياسى. ولو كانت الصفقة وإسرائيل جادتين لما لاتنص وبنص واضح وصريح عن الإعلان عن قيام الدولة وإنهاء الاحتلال، سيخرج من يقول ان هناك متطلبات مادية لا بد من توفرها حتى تقوم الدولة ، والرد ببساطه أكثر ولماذا لا تقوم الدولة وتتولى بنفسها إكتمال عناصرها ، وتتولى مسؤولية التصرف بالأموال المخصصة وإقامة المشاريع المنصوص عليها والتي قد تحتاج لسنوات طويله بل عقود حتى تكتمل. هذه الملاحظات تؤكد لنا حقيقة لا دولة فلسطينية على الإطلاق، وهذا ما أكده أخيرا نتانياهو في مقالته في سرائيل اليوم والصادرة بتاريخ 15 من فبراير ، والتي نزع القناع عن هذه الحقيقة ليؤكد ان هناك شروطا تعجيزية على الجانب الفلسطيني ان يقوم بها حتى قبل ان تبدأ المفاوضات السياسية ، بمعنى هناك شروط مفروضه على الفلسطينيين لبدء المفاوضات منها وقف كل الرواتب التي تدفع للأسرى وأسر الشهداء.والتوقف عن الإنضمام للمنظمات الدولية بدون مصادقة وموافقة إسرائيل.وقال بلغة تحمل الذل والمهانة السياسية ، وكيف لى أن أتصور دولة وشكلها وماهيتها منوط قيامها السلطة والدولة المحتلة : نحن والولايات المتحده وهذا القول لنتانياهو، سنقرر إذا أستوفى الفلسطينيون شروط قيام الدولة الفلسطينية , هذا التصريح لا سابقة له في كل تجارب النضال والتحرر الوطنى التي نالت شعوبها الدولة بل إنتزعتها من بين مخالب المحتل بالقوة. الدولة هنا منحه وهبه، دولة ممسوخه تمن بها إسرائيل على الفلسطينيين، هي دولة بتفسير الآخرين ، وهى منحة ارض يرى نتانياهو انه تنازل عنها للفلسطينيين، وهو ما يؤكد لنا تمسك إسرائيل ان هذه ألأرض ستبقى أرضا ملكيتها لإسرائيل حتى لو تمت إدارتها من قبل الفلسطينيين ، مفهوم ملكية ألأرض مفهوم مقدس لا يمكن التنازل عنه. وما يؤكد على هذا المفهوم بقية الشروط التى على الفلسطينيين ان يلتزموا بها خلال اربع سنوات ، وهنا ملاحظة قصر المدة وإستحالة تنفيذها، وثانيا هي في الواقع منحة وقت لإسرائيل لتستكمل عملية الضم الكاملة وبناء سور حديدى حول الدولة الفلسطينية او الكينونة الفلسطينية المسماه بدولة . هذه الشروط هي الإعتراف بإسرائيل دولة يهودية ,الفبول بالقدس كلها عاصمة موحده وأبدية لإسرائيل، والقبول بالسيطرة ألأمنية الكاملة على ألأرض من النهر إلى البحر, ووقف كل أشكال التحريض وهو بمعنى إعادة كتابة المناهج التعليمية الفلسطينية ويعترفوا فيها انهم ليسوا أصحاب حق ، وانهم أخطأوا في حق إسرائيل، وان إسرائيل ليست محتله, وتشكر إسرائيل ان تسمح لهم ان يعيشوا على ارض هي ملك إسرائيل، ولا يقتصر الأمر على المناهج التعليمية بل كل الخطاب الإعلامى والسياسى, وما أشرت بكلمة واحده نحن مخطوؤن.ومن الشروط الأخرى التعجيزية حسب تعبير نتانياهو نزع سلاح كل المقاومة في غزه،إذا أرادت الربط والإندماج مع البقية الفلسطينية ، والبديل الغير معلن بعد أربع سنوات حربا شامله على غزه تفرض عليها التهدئة والهدنة الطويلة. وشرط التنازل عن حق العودة ، بل حتى عودتهم لما يسمى أراضى الدولة الفلسطينية مشروط بموافقة إسرائيل. وأخيرا والشروط لن تنتهى لأنه سيتم الكشف عن شروط جديده الإلتزام بمعايير الديموقراطية الغربية ، وهنا الحديث عن شرط مثالى حتى الدولة صاحبة النموذج الديموقراطى لا تلتزم به، وفى مقدمتها إسرائيل ذاتها وهل تلتزم بالديموقراطية الغربية المثالية. وينتهى نتانياهو على بيت القصيد وهو يعرف مسبقا إستحالة تنفيذ هذه الشروط أنه إذا لم يلتزم الفلسطينيون وهم لن يلتزمو فبإمكان إسرائيل قلب الخطوات التي نص عليها الاتفاق, وهو عدم قيام الدولة ، وتحويل الفلسطينيين إلى كتل بشرية ببعض الحقوق الاقتصادية والإجتماعية بدون ان تكون لديهم حق التعبير عن هويتهم الوطنية ، ويعنى إلغاء وشطب كل قرارات الشرعية الدولية ،وتحميل الفلسطينيون أسبابا الفشل ، وانهم لا يريدون السلام ولا يستحقون الدولة.وتكون إسرائيل قد حققت هدفها الإستراتيجى بالقبول في قلب المنظومة العربية من خلال التوقيع على معاهدات للدفاع المتبادل وإسقاط حالة الحرب العربية الإسرائيلية ، وقيام كل دولةعربيه بإدارة علاقاتها كما تريد مع إسرائيل. هذه إذن أهداف إسرائيل: تحميل الفلسطينيين الفشل ، قبول إسرائيل إقليميا، ولا للدولة الفلسطينية .