![]() |
قصص كألف ليلة وليلة من بيت لحم
نشر بتاريخ: 17/03/2020 ( آخر تحديث: 17/03/2020 الساعة: 16:40 )
![]()
قوات الأمن الوطني الفلسطيني همة عالية مهنية وكفاءة
الكاتب: رولا سلامة تنام المدينة ولا ينامون ، بعيونهم الساهرة وشموخهم وصمودهم وانتشارهم في كل مكان يسطرون أروع قصص التفاني والبطولة ، تجدهم حيثما نظرت يمينا ويسارا ، شمالا وجنوبا في الأزقة والميادين ، على مدخل القرية وداخل المخيم ،وهناك بشوارع المدينة ، بلباسهم العسكري الأنيق ولونه المميز وطلتهم البهية وأجسادهم الفتية ونظراتهم الصاخبة وشموخهم الكبير ، شباب بعمر الزهور ، تركوا أسرهم وأطفالهم وبلداتهم وتوجهوا بهمم عالية وانتماء كبير نحو بيت لحم مهد المسيح عليه السلام ليلبوا نداء الواجب ويلتزموا بأوامر القيادة ، شبان وشابات يتكحلون بزيهم الأنيق وابتسامة عريضة على وجوههم وبنظام وترتيب يتحركون يسمعون للصغير والكبير ويساندون الضعيف والمريض. ![]() يجوبون الشوارع والأزقة وتجدهم أينما نظرت من حولك ، ويضعون بين أعينهم هدف لا ثاني له ، انقاذ المدينة والحفاظ على أرواح ساكنيها وكل من يتواجد فيها ، واصلوا الليل بالنهار ، تسمع وتقرأ مئات القصص كلها تتحدث عن قصة يروي بطلها ما حصل معه وهو يهم بالخروج من منزله ، أو من سيارته ، يحدثنا شاب هنا وفتاة هناك وسيدة بالخمسين من عمرها تروي كيف مد الجندي يديه ليسندها وهي تهم بالخروج من منزلها لعيادة الطبيب ، وكيف سألها عن مرضها وتمنى لها الشفاء ، وكيف رافقها لأول الشارع لتصل الى العيادة ، وفتاة عشرينية تفاجأت من انتشار الجنود في كل مكان حول منزلها ، وبدت علامات الدهشة واضحة على وجهها عندما بادرها أحد الجنود بالسؤال ان كانت بحاجة للمساعدة فشكرتهم بصوت خافت وهي تنظر حولها بدهشة ، وسيدة ثمانينية تمد رأسها من شرفة منزلها لتسأل الجنود عن وضع البلد وأخبار كورونا ، فيتسامر معها الجنود ويتحدثون لتبدأ بالدعاء لهم ولأسرهم ، عشرات بل مئات من القصص يوميا ، تشعر بالسعادة وأنت تستمع لها ، أبطالها أبطال الوطن وحماة الوطن وأبناء المؤسسة العسكرية وعلى رأسها قوات الأمن الوطني جيشنا الذي انتظرناه طويلا ، جنود أوفياء تغيرت ملامحهم قليلا ، فبعد أن حدث ما حدث في بيت لحم وانتشار الفيروس اللعين – كورونا – تبدلت ملابسهم وتغير لونها ، فبتنا نراهم في كل مكان حولنا بزيهم الكوروني فوق زيهم الرسمي ، وبتنا لا نرى ملامح وجوههم بوضوح ، فالقناع الكوروني غير الملامح وأخفى قليلا من جمالهم ولكنه أضاف ما أضاف لهم من هيبة واستعداد لمقاومة هذا الفيروس الخبيث الذي فرض علينا حصارا وشبه منع للتجوال وأغلق الحواجز والمعابر ، وحاول أن يبعد الناس عن بعضهم البعض ، ويضع حواجز تمنعهم من التواصل والتنقل والزيارات ، كانت بيت لحم الوادعه تعيش بهدوء وسلام ، تستقبل مئات الاف السياح من كافة بقاع الأرض ليصلوها ويصلوا في كنائسها ويزورا أسواقها ويتعرفوا على معالمها التاريخية ليسجل في تاريخهم أنهم زاروا أقدس بقاع الأرض ، ومسقط رأس السيد المسيح عليه السلام ، كانت المدينة الوادعه تعيش بسلام وأمن الى أن غزاها هذا الفيروس اللعين ، فبدل أحوال المدينة والمدن المجاوره ، وحرصا على سلامة المواطنين ورأفة بهم وبغيرهم فرض الحجر على المحافظة بأكملها ، ومنع الجميع من الدخول اليها والخروج منها ، هذا ما أحدثه اللعين كورونا بمهد المسيح عليه السلام ، وما أن انتشر الخبر حتى احتشد الناس وتحركت باقي المحافظات لتساند وتعاون وتشد من أزر المحافظة ، وتحرك الجميع ليحتضنوا بيت لحم ومن فيها ، فوصل الدعم المعنوي قبل الدعم المادي ، وهب الجميع للمساعده وعدنا لذكرياتنا بالانتفاضة الأولى حيث كان الدعم والمؤازرة والتكافل عنوان المرحلة ، وكان الجميع يدا واحده ، وكان الصغير يحترم الكبير ويستمع له وكان الكبير يواسي ويؤازر الصغير ويسنده بالنصيحة والمشورة ، هذا ما تحتاجه بيت لحم الان ، الحب والاهتمام والمتابعة والمساندة والدعم المادي بأشكاله المختلفة والذي تجسد باحتضان محافظة الخير خليل الرحمن لشقيقتها بيت لحم ، وبمد يد العون والمساعده ، وتحرك أهلها للمسانده ، فالشهامة والأصالة عنوانهم والكرم موسوم على جبينهم، ولن ننسى محافظة رام الله ونابلس وسلفيت الخير والعزة ، وقلقيلية الأمل وطولكرم الحب ،وأريحا وطوباس وجنين ، وتحياتنا للقدس العاصمة ، وتحيا تحيا العاصمة. ![]() ![]() ![]() ![]() |