وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

حديث الكرامة: تصريحات موفاز الأخيرة إفلاس سياسي إسرائيلي

نشر بتاريخ: 31/10/2005 ( آخر تحديث: 31/10/2005 الساعة: 14:33 )
رام الله - معا - رفضت حركة فتح وأدانت اليوم التصريحات التي اعتبرتها عنصرية و خطيرة و التي أدلى بها وزير الجيش الاسرائيلي شاؤول موفاز إلى صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية يوم الجمعة الماضي (28/10/2005م) والتي جاءت بعد ساعات قليلة من إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي "شارون" بأنه لن يجتمع مع الرئيس أبو مازن قبل أن تبدأ السلطة الفلسطينية بملاحقة الناشطين الفلسطينيين، والتي قال "موفاز" فيها بأنه ليس متأكداً أبداً من أنه يمكنهم التوصل إلى اتفاق سلام مع القيادة الفلسطينية الحالية، وأنه عليهم في إسرائيل انتظار الجيل الفلسطيني القادم، والتي من خلالها واصل التحريض السافر ضد الرئيس أبو مازن واصفاً إياه بأنه مجرد عرض لرجل واحد فقط وأنه وزملاؤه في القيادة الفلسطينية لم يفعلوا شيئاً حتى الآن ومدعياً بأن السلطة الوطنية الفلسطينية ليست عنواناً بالنسبة إلى إسرائيل.

وحذرت فتح من خلال حديث الكرامة المقال الافتتاحي لصحيفة الكرامة الأسبوعية الناطقة باسم حركة فتح من خطورة تداعيات هذه التصريحات على كافة المستويات وعلى وجه الخصوص على السلام المنشود بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، وقالت فتح أن تلك التصريحات تعيد للأذهان السيناريو الإسرائيلي الخطير السابق ضد الرئيس الخالد ياسر عرفات الذي اعتبرته إسرائيل ليس شريكاً أو طرفاً أو عنواناً وأنه غير قادر تارة وغير مؤهل تارة أخرى وصولاً إلى مرحلة بأنه غير ذي صلة ولابد من إسقاطه وإبعاده واختيار قيادة فلسطينية بديلة وهذا ما صرح به الرئيس الأمريكي "بوش" ذات مرة أيضاً.

وأضافت الحركة أن هذه التصريحات تدق ناقوس الخطر مجدداً، وتنذر بمخطط إسرائيلي جديد لا يستهدف الرئيس أبو مازن المنتخب ديمقراطياً والقيادة الفلسطينية والجيل الفلسطيني الحالي فحسب وإنما مجمل أبناء الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية المشروعة، وترمي إلى استفراد إسرائيل بالمنطقة وإحكام سيطرتها الاحتلالية والاستعمارية عليها والتهرب من استحقاقات السلام وعدم الالتزام أمام المجتمع الدولي بإنهاء احتلالها العسكري والاستيطاني للأراضي الفلسطينية وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.

وشددت فتح على ان تصريحات "موفاز" سوف تؤدي إلى المزيد من العنف والتطرف وتكريس الصراع الدموي في المنطقة، وبرغم أنها ليست جديدة في سياق التحريض الإسرائيلي السافر ضد الشعب الفلسطيني وقيادته، فلقد سبقه شخصيات إسرائيلية قيادية مثل "موشيه ديان" و"أيهود باراك" وخاصة ما أدلى به "باراك" وقال: "إن التسوية مع الفلسطينيين لن تتم قبل (2028م) عندما ينقرض جيل النكبة"، وأكدت فتح أن تلك التصريحات تكشف بما لا يدع مجالاً للشك تمسك صانع القرار السياسي في إسرائيل بوجهة نظر غياب الشريك الفلسطيني، وفلسفة التبريرات غير المنطقية لمواصلة المخطط الإسرائيلي العدواني ضد الشعب الفلسطيني وقيادته وقضيته العادلة، ويكشف عن حالة الجمود الفكري الإسرائيلي الذي يستسهل التحريض والادعاء بأن لا شريك في الطرف الآخر وأن السلطة الوطنية الفلسطينية ليست عنواناً يمكن التعامل معه، وتكريس الإجراءات الإسرائيلية أحادية الجانب.

وأكدت فتح أن هذه التصريحات السافرة والخطيرة ليست مجرد فقاعات إعلامية لاختبار ردود الأفعال، وإنما إنذار حقيقي ببدء مرحلة جديدة من التصعيد العدواني الإسرائيلي ضد الرئيس أبو مازن والقيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني بأكمله وزج المنطقة في أتون مواجهات دامية لم تنفك وأن تغادرها بعد، مما يضع كافة الأطراف الإقليمية والدولية أمام مسؤولياتها بضرورة التدخل العاجل لوضع حدٍ للتصعيد العسكري الإسرائيلي غير المبرر، ويعيد للاعتبار الدولي مجدداً ضرورة أخذ زمام المبادرة الدولية بالدعوة الى عقد مؤتمر دولي خاص بالصراع العربي - الإسرائيلي والقضية الفلسطينية وإلزام إسرائيل باحترام تنفيذ قرارات الشرعية الدولة وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.

واعتبرت حركة "فتح" تصريحات الجنرال "موفاز" إفلاساً سياسياً إسرائيلياً خاصة أنها تأتي في ظروف سياسية إقليمية ودولية تنبذ إرهاب الدولة الرسمي المنظم الذي تمارسه إسرائيل وتوجه العالم نحو حل الصراع بالطرق السلمية والاحتكام إلى لغة ومنهجية المفاوضات التي تبتعد بها تصريحات "موفاز" عن الطاولة، والتهرب من استحقاقات السلام بالانسحاب الإسرائيلي الكامل والشامل من جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة في عدوان (1967م)، وطالبت فتح كافة الأطراف والمؤسسات الإقليمية والدولية وفي مقدمتها مجلس الأمن الدولي واللجنة الرباعية الدولية بتحمل مسؤوليتها ومنع وقوع كارثة جديدة أو إضافية تضاف إلى سلسلة الجرائم الإسرائيلية وإنقاذ المنطقة من خطر الجنون والتصعيد العسكري الإسرائيلي وإنصاف الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وبناء السلام العادل والشامل.