وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الافرنجي: السلطة الفلسطينية غير قادرة على حفظ الأوضاع الأمنية وتطبيق سيادة القانون

نشر بتاريخ: 10/11/2005 ( آخر تحديث: 10/11/2005 الساعة: 17:02 )
خانيونس- معا- أكد عبد الله الإفرنجي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومفوض التعبئة والتنظيم في المحافظات الجنوبية، عدم قدرة السلطة الفلسطينية السيطرة على الأوضاع الأمنية، وتطبيق سيادة القانون وإنهاء حالة الفلتان الأمني والتي خلقت حالة من الإرباك في الأراضي الفلسطينية، خاصة في ظل الظروف الميدانية الصعبة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني، وفي ظل التعهدات التي قطعتها السلطة الفلسطينية على نفسها أمام المجتمع الدولي في الحفاظ على الأمن وحفظ الهدوء في الشارع الفلسطيني من اجل تهيئة المناخ السياسي المطلوب للتقدم في عملية السلام.

واستنكر الإفرنجي مواصلة بعض التنظيمات الفلسطينية إطلاق الصواريخ باتجاه البلدات الإسرائيلية قائلا إنها غير مجدية وتضر بالمصالح الفلسطينية، مشيرا إلى أن 80% من هذه الصواريخ تسقط في الأراضي الفلسطينية وأضاف" هذا عمل مرعب وخطير، ويتوجب علينا جميعا أن نناقش أمر تلك الصورايخ بكل صراحة ووضوح, كما أننا مطالبون بصياغة خطاب مشترك بين مختلف الفصائل وخاصة حركة حماس التي لديها أكثر من خطاب فهي تريد أن ترفع البندقية وتقاتل، وترفع في يدها الأخرى شعار التنمية والبناء".

وأوضح الإفرنجي في مؤتمر صحافي عقدة اليوم في مكتبه أن الحكومة الإسرائيلية تريد أن تبقي حالة الفوضى في الساحة الفلسطينية، وأضاف" أن حالة الفوضى تخدمها سياسيا بشكل كبير، لأنها تستطيع تنفيذ مخططاتها التوسعية والاستمرار في بناء الجدار، ومصادرة الأراضي وارتكاب الجرائم دون اى ضغط سياسي يلزمها بالتوقف عنها".

وكشف الافرنجي أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس قال لقادة حماس في آخر لقاء له بقادة الحركة:" إذا أردتم أن تستمروا في هذه السياسة فاستمروا، وإذا أردتم أن تطلقوا الصواريخ فاستمروا، ولكن من يتحمل مسؤولية ذلك هو انتم".

وقال الإفرنجي:" إن الدول المانحة لا تستطيع أن تقدم الدعم المادي لتطوير الاراضي الفلسطينية والاقتصاد الفلسطيني ودفع عجلة التنمية، إذا شعرت أن هذه الاموال ستذهب هدرا وبدون جدوى، وستكون عرضة للصواريخ التي تطلق من غزة".

وأكد الافرنجي أن السلطة لا تستطيع أن تبنى مجتمعاً ديمقراطياً وقوياً بدون مساعدات خارجية, وأضاف" إذا أردنا تلك المساعدات فلا بد من الالتزام بالشروط التي تنص عليها الدول المانحة، وقد آن الأوان لكي تناقش هذه القضايا بشكل ديمقراطي سليم، وان نجلس مع بعضنا البعض لكي نتوصل الى اتفاقيات ملزمة لكافة الفصائل الوطنية والإسلامية.

وأوضح الإفرنجي أن غياب الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ترك فراغا كبيرا ليس في الساحة الفلسطينية وحدها، بل وفي المحيط العربي والدولي، فياسر عرفات إنسان غير عادي ورمز كبير لا يأتي الا كل 400 عام وفق تصريحات الافرنجي، وقال:" أحدثت وفاته خللاً كبيراً، وتم ترشيح أبو مازن لسد الفراغ إلى حد ما، ولكننا لا نستطيع ملىء الفراغ الا من خلال بناء المؤسسات الفلسطينية القوية، ونحن مع الأسف بطيئين في بناء المؤسسات.

وحول علاقة السلطة وحركة فتح بحركة حماس أشار الإفرنجي إلى وجود اتصالات ثنائية متواصلة قبل وقوع الأحداث الأخيرة، مضيفا" ولكن حركة حماس لديها سياسة واضحة بصدد عدم الاعتراف بالسلطة الفلسطينية، وتمارس ذلك على الأرض، ونحن بدورنا نسعى لإقامة علاقات متوازنة مع كافة الفصائل من خلال الالتقاء معها عبر لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية", مشيرا الى أن حركة فتح والسلطة لا تسعيان ولا تريدان الصدام مع حماس،" ولكن يجب أن يعي الجميع أن كل ما تجمع علية الفصائل هو ملزم للجميع".

وحول التحقيق في قضية استشهاد الرئيس ياسر عرفات قال الإفرنجي:" إن الكثير من الاجتهادات حدثت في الموضوع المهم والخطير, ونحن نحاول الوصول الى معلومات وحقائق كاملة بدون عواطف".

وأضاف انه وإثناء تواجده عن قرب الى جانب الرئيس عرفات في الأيام الاخيرة من حياته في فرنسا حيث تواجد كذلك أبو مازن ونبيل شعث وناصر القدوة، وعدد من المسؤولين سأل نبيل شعت احد الأطباء هل نستطيع أن نجزم أن ياسر عرفات لم يمت مسموما؟ فقال الطبيب نحن فحصنا دماء ياسر عرفات في 19 مختبرا طبيا في فرنسا ولم نجد أى نوع من السموم المعروفة لدينا, طبق أقوال الافرنجي.

وزاد قائلا: كرر نبيل شعت السؤال على الأطباء فحصلنا على نفس الإجابة بأنهم لم ينفوا أو يؤكدوا بان الرئيس عرفات مات مسموما.

وأكد الإفرنجي ان موت عرفات لم يكن طبيعيا, وقال:" لكن لا استطيع أن أقول ذلك في وسائل الأعلام الا إذا كان هناك دليل مادي ووجود برهان قوي على ذلك، ويجب على السلطة أن تبقي هذا الملف مفتوحا وفعالا لمعرفة الحقيقة".

وأشار الافرنجي الى أن مهمة كبيرة الأن تنتظر الشعب الفلسطيني بكافة اطيافة وسلطته تتمثل في:" المحافظة على الأراضي الفلسطينية التي سمح لنا العالم بإقامة الدولة الفلسطينية عليها، ولذلك يجب أن نتفق جميعا على الخطوط العريضة، من اجل مواجهة التحديات الإسرائيلية، وان نبتعد عن لغة الخطاب المزدوج، لان كل ماعدا ذلك هو إجهاض للدولة الفلسطينية، وجهل كبير للمعادلة الدولية والاستحقاقات المطلوبة من الفلسطينيين".

وحول أوضاع حركة فتح أكد الإفرنجي أنة لا يرى عذراً مقبولا لوضع الحركة الذي رآه متردياً وأضاف" أمامنا فرصة كبيرة الآن من اجل العمل الدؤوب لعقد المؤتمر السادس، وتعبئة الاستمارات الخاصة بإجراء الانتخابات التمهيدية"، موضحا أن هناك ازمة حقيقية داخل الحركة، "ويجب أن نتعامل معها بشكل سريع وحاسم لتخطي الأزمات المتراكمة، والعوائق الكبيرة التي تعيق" البرايمرز " منوها إلى أن أقاليم قطاع غزة لم تنجح بتعبئة الاستمارات التي قامت بتوزيعها على الأقاليم، لعدة أسباب: "أهمها تذمر بعض قيادات التنظيم في الأقاليم والتي تطالب باستحقاقات تنظيمية تتعلق بقضية التفريغ"

ونفى الإفرنجي وجود نية لدى فتح والسلطة بتأجيل الانتخابات التشريعية، مشيرا الى أن كل ما يقال حول هذا الموضوع هو محض افتراء، موضحاً أن الرئيس محمود عباس مصر ويؤكد دوما على إجراء الانتخابات في موعدها المحدد لأنها أولوية فلسطينية ملحة.