وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مواصفات عضو التشريعي القادم.... بقلم: سامر المصري - نابلس

نشر بتاريخ: 11/11/2005 ( آخر تحديث: 11/11/2005 الساعة: 14:21 )
معا - اثارني نقاش بين مواطن بسيط وعضو مجلس تشريعي , حيث سأل المواطن كيف مررتم موازنة عام 2005 التي اقرها المجلس بسرعه وخفة , فاجاب النائب المحترم بأن الموازنة مررت عليهم بدون علمهم أي خدعوهم ؟!!!!!! ونقاش اخر مع عضو اخر حول الوضع السياسي فيجيب انا لست مختصا بالسياسة , فلا تسألوني عن المواقف السياسية والتصور السياسي .

ونائب اخر كل قاموسة السياسي لا يتعدي كلمتين فاسد او عميل او سي أي اية وهي مصطلحات جاهزه يطبقها على كل من لم يتفق معه

هذه الامثلة تشير باختصار الى صوره ممثلي الشعب في المجلس التشريعي , بعضهم لا يفقه بالسياسة مع ان اساس عمل المجلس سياسي والبعض الاخر يجهل بالقوانين مع ان اهم مهمات المجلس اقرار القوانين والسياسيات ومناقشتها , والبعض الاخر لا يفهم ان دوره مساءلة الحكومة ومراقبتها ولهذا لم يطلب أي وزير للاستجواب سوا في حالات نادره ولم تحجب الثقة عن الحكومات السابقة الا في اطار معركة الاستوزار والصراع على المكاسب والمغانم .

هذا لا ينفي تقدير الدكتور حيدر عبد الشافي الذي قرأ خارطه المجلس من اللحظه الاولى فاطلق صرختة للمجتمع بالاستقالة حتى ينبه المجتمع المدني على ما اقدم علية من انتخاب غير مدروس

وهذا الامر يجعلنا نتساءل هل قدر علينا ان نمر بنفس التجربة ؟؟ ام علينا ان نتعلم من تجربتنا السابقة؟؟!! ونقوم بعمل دراسة شاملة لمن يصلح ومن لا يصلح, بدراسة نشاطات كل عضو مساهماته ليس فقط في المجلس وانما في المجتمع !!

لقد كانت تجربة التشريعي السابقة بمثابة الاولى لاختيار الشعب لممثلية بشكل ديموقراطي ولم يستوعب المواطن معنى عضو مجلس تشريعي واهميتة, فهناك خلط في الفهم بين عضو المجلس التشريعي وعضو المجلس المحلي او البلدي او الجمعية الخيرية , فقد اختارت الناس من هم على راس الجمعيات الخيرية او البلدية او الفصائل السياسية او على اسس جهوية وعائلية , بدون معرفه المعايير المحدده لمهمة التشريعي , فمهمة الجمعية الخيرية تتطلب رجال خير واحسان ورجال دين واناس على خلق وثقة , بينما المجلس البلدي تتطلب المهنية والقدره الادارية والمعرفه في الاداره والتنظيم الحزم حتى نتمكن من اداره بلدية ناجحة , اما التشريعي فشيء اخر امر يتعلق باقرار السياسات واقرار القوانين ومناقشتها وحجب الثقة على الحكومة ومسائلتها .ومناقشة الميزانية واقراها .

فالمجلس التشريعي ليس جمعية خيرية لتوزيع الصدقات والمعونات وليس مركز اصلاح اجتماعي ولا رعاية وخدمات صحية .

والمواطن علية ان يفهم بان من هم على راس الجمعيات لا يقدمون لهم من جيوبهم المال والصدقات الادوية وانما من مال الجمعية والتبرعات المحلية والدولية .

المجلس التشريعي ليس سلطة طيران حتى يتعلم فية الناس الطير وليس مركزلتوزيع الادوية او معالجة امراض وغيرها .

اذا كان المتقدم للترشيح رجل خير فقط فمكانة الجمعيات الخيرية , والانسانية والاجتماعية واذا كان فقط رجل اصلاح فمكانة لجان الاصلاح , واذا كان طبيبا فقط فمكانة العيادات والمستشفيات والمستوصفات .
واذا كان داعية ديني فقط فمكانة الجوامع والمدارس ومراكز الوعظ والارشاد والمجتمع المدني

اننا الان امام مهمه رفع مستوى عضو التشريعي بدون ان يعني ذلك رفض رجل الخير والزكاه والاصلاح والطبيب ورجل الوعظ بل ربط ذلك اولا بان يكون سياسي ويفهم بالسياسة ويفهم بالقوانين المناسبة ويحب الناس والعمل لخدمتهم ,.

عضو المجلس التشريعي ينبغي ان يتمتع بالجرأه الناضجة وليست الجرأه العدمية البلهاء, تلك التي تتهم الاخرين بدون معلومات وبدون وعي ونضج وتعكس مستوى متدني من المعرفه , الجرأه المستمده من وعي الضروره والعمل على تلبيتها وليست المستمده من الاشاعات والتقولات والاحاسيس بل المستنده على المعلومات والتفاصيل والوقائع .

عضو المجلس التشريعي ينبغي ان يتمتع بالقدره على مخاطبة الجمهور والاستماع لهم ولاراءهم مشاكلهم ولدية القدره على الربط بين السياسة العامة والحاجات الشخصية للافراد .

عضو التشريعي ينبغي ان يكون قادرا على حشد الجمهور على راية فكم من عضو تشريعي ادار حوار مع جمهوره , وكم من عضو شريعي نقل الحوار في اروقه التشريعي الى الحارات والجمعيات الخيرية والمنتديات الثقافية والجامعات ورجال الفكر.

كم من عضو تشريعي شرح الميزانية لابناء دائرتة قبل اقرارها ليخرج براي ابناء دائرتة مسلحا بها بملاحظات تمس مصالحهم .

كم من عضو تشريعي طبل على الطاولة وخلفة الالاف مما يعني انه يشرك الجمهور في الحوار والتاثير على ما يدور.

والاهم لا ننسى توفر المصداقية والصدق والاستقامة كاهم شرط

وفي عهد المجلس العتيد عانى شعبنا الحصار والفوضى والفلتان الامني وعاش حريقا داخليا ضخما وتراجع اقتصادي ملموس ومعدلات بطالة غير مسبوقه وفقر لا سابق لة ومخطط اسرائيلي بتصفية القضية الفلسطينية من مختلف جوانبها بغياب واضح سواء للتشريعي او اعضاءه لمواجهة هذه المهام الصعبة .

لكن بعد ذلك نجد المجلس الحالي بعد عشر سنوات يصحو من غفوه طويلة فجأه, ليشرب حليب السباع ليتاهب افراده لخوض المعركة مره اخرى,, لكن للاؤلئك نقول : الشعب الان غير شعب قبل عشر سنوات اصول اللعبة اختلفت والشعب اصبح اكثر وعيا , واللي بيجرب المجرب عقلة مخرب .