وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

من هو الزرقاوي ؟؟؟ - بقلم رشيد شاهين

نشر بتاريخ: 11/11/2005 ( آخر تحديث: 11/11/2005 الساعة: 14:27 )
معا - العمليات الارهابية التي ضربت قلب العاصمة الأردنية عمان مساء الأربعاء انما هي دليل اخر جديد على ان الأرهاب لا يعرف جنسية وليس له حدود . ولا يميز بين شعب وآخر ولا بين ملة واخرى او طائفة وثانية . وان تبني الدعي ابو مصعب الزرقاوي او تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين كما يكني نفسه انما هو دليل لا يقبل الشك او التشكيك على ان ما يحصل من اعمال ارهابية في ارض الرافدين لا يمكن ان يمت الى الأسلام بصلة ولا يمكن ان يكون موجها الى طائفة دون اخرى كما يحاول البعض او الكثير من المروجين والمنظرين ان يثبتوا او يؤكدوا عبر وسائل الأعلام المختلفة وان ما يقوم به الزرقاوي ان كان هنالك من هو زرقاوي فانما هو جزء من مخطط كبير لا يمكن التنبؤ به او بنهاياته

الأعمال الأرهابية التي وقعت في العاصمة الأردنية عمان, تلك العاصمة التي كانت تتميز بالأمن والأمان انما هي محاولة اخرى لمجموعة من الموتورين الذين يدعون الأسلام ومحاولة مكشوفة لأثارة الفتنة وعدم الأستقرار قي عاصمة عربية اخرى , لقد اضاف مرتكبوا مجزرة ليلة الزفاف في عمان صفحة جدية سوداء الى سلسلة جراءمهم المخزية ووقعت بدم العشرات من الأبرياء , هذه الجريمة الجديدة تثبت ان من هم وراءها لا يمكن ان يمتوا الى الأسلام بصلة , فأي اسلام هذا الذي يقول بقتل الأبرياء بهذه الطريقة البشعة والجبانة ,

عملية القتل البشعة التي وقعت ضد ابرياء عزل انما تهدف الى الأساءة الى الأسلام وترسيخ المقولة التي يرددها كارهوا العرب والأسلام والمسلمين بأن الأسلام دين الأرهاب وان العرب والمسلمين انما هم جماعات من القتلة والأرهابيين , لأن من يريد ان يقاتل الأميريكيين في العراق ويقوم بذبح الشيعة وتكفيرهم لا يلجا الى قتل الأبرياء بهذه الطريقة البشعة والدنيئة والجبانة في فنادق عمان .

ان محاولة جريئة للوقوف امام مجزرة عمان, ومحاولة للقراءة متمعنة في هذه الواقعة الرهيبة, ووقفة جادة لتحليل ابعادها واهدافها لا بد ان تقودنا الى ان المقصود بالأرهاب الذي اخذ يستشري في المنطقة والعالم ليس ارهاب موجه الى الأردن او العراق , او بث الرعب في النفوس فقط, وذلك ببساطة لأن الأهداف المعلنة للزرقاوي في العراق هي محاربة الشيعة ومقاومة الأحتلال الأميريكي هناك , لكن ما الذي يريد محاربته في الأردن ؟

اذا كان لهذا الدعي أو تنظيمه ان وجد, ويدعي ان له ما يبرره هناك فما هو المبرر له في الأردن وغير الأردن سوى الأساءة للأسلام والمسلمين , ما المبرر لقتل هذا العدد من الأبرياء بهذه الطريقة وبهذا الشكل الذي لا علاقة له بالأنسانية ؟

لقد كان لعمليات القتل الرهيب التي حصلت في عمان, وقع الصدمة على كل من سمع بالخبر, وزادت الدهشة لهذا التبني السريع للزرقاوي للعملية . لكن من هو الزرقاوي ؟ هذا الذي ملأ الدنيا ضجيجا ورعبا وقتلا, ان المعلومات المتوفرة عنه برغم شحتها تشير الى, انه انسان عادي ذو شخصية عادية وغير مميزة , وليس فيها ما قد يشير الى اي نوع من الاثارة , وكان مثل المئات والآلاف من العرب الأفغان الذين توجهوا الى هناك, ايام حكم طالبان , وقاتل ,ان كان قد قاتل في صفوفهم, وعاد الى الأردن حيث تم سجنه قي سجونها , ومن ثم تقول الأنباء انه توجه الى العراق .

وإذا كان الزرقاوي قد انتقل فعلاً الى العراق كما تفيد الأنباء, فهو ذهب الى هناك بعد حوالي أشهر ثمانية من الاحتلال الاميركي للعراق، وهو وكما تفيد التقارير لم يكن ابداً في العراق قبل هذه المرة , وإن حصل فربما من أجل المرور، إذن كيف حصل واستطاع الزرقاوي أن يمتلك كل هذه القوة وهذه القدرة على التخفي والتهرب, ومن أين له بكل هذه الأموال التي تستخدم في العمليات الإرهابية التي تستهدف المدنيين الابرياء في العراق، وكيف استطاع في هذه الفترة القصيرة أن يجيش كل هذا الكم الهائل من مجانين القتل والانتحار، إن الامكانيات غير العادية التي يتمتع بها هذا الدعي القاتل إنما تبعث على العجب وتثير آلاف علامات الاستفهام والتساؤل، وإذا ما تمت مقارنته بابن لادن فإن الأخير وبرغم أنه كان يتمتع بكل الحرية في بلد بكامله وعلى مدى سنوات تصل الى حوالي العشرين وآلاف الاتباع والإمكانيات المالية الضخمة سواء التي ورثها أو تلك التي كانت تأتي من خلال مصادر أصبحت معروفة لدى الجميع، وبرغم كل معسكرات التدريب , لم يستطع أن يستكمل مسيرته، وإن استطاع فهي مسيرة متعثرة وعرجاء.

إلا أننا تفاجأنا بهذا الزرقاوي وكأنه اصبح ليس وريثاً لإبن لادن. بل أن كل ما يقال عن أعماله أنها تشير الى امكانيات لا تستطيع بعض الدول أن توفرها , ما هو السر، ومن يقف وراء الزرقاوي؟

إن الأعمال الإرهابية التي تقع بين فترة وأخرى في العديد من دولة المنطقة والعالم, الى جانب الأعمال الإرهابية اليومية التي تستهدف المدنيين العزل في العراق , إنما تتطلب وقفة من جميع دول المنطقة لقطع دابر هؤلاء الذين استباحوا دماء أطفال العالم ونساءه وشيوخه دونما تمييز أو وازع من ضمير.

كما أن على جميع رجال الدين بكل فئاتهم وطوائفهم , أن يدينوا وبكل قوة وبصوت مرتفع , وبدون لبس , وبلا ادنى تردد , وبعبارات لا تحتمل التأويل , كل هذه الأعمال البشعة التي ليس لها علاقة ليس بالاسلام فقط، وإنما لا علاقة لها بالانسانية أيضاً، وإن من يرتبكوها إنما هم وحوش آدمية، ليس هذا فقط، إنما يترتب على كل القوى والأحزاب والشخصيات العامة والمؤسسات المعنية بحقوق الانسان , ومؤسسات المجتمع المدني أن تقف وقفة واحدة حازمة للتصدي لهذا العبث والاجرام , الذي لا يمكن تبريره كما أن على وسائل الاعلام كافة أن تقاطع كل من ينظر لهؤلاء القتلة وأن لا تسمح لهم أن يستعملوها منبراً لبث سمومهم , وحتى ذلك البعض من المثقفين ممن يحاولون إيجاد المبررات أو البحث عن التبريرات لهؤلاء القتلة و الاختباء خلف العلاقة التاريخية غير السوية بين الأنظمة القمعية و الجماهير في هذه الدولة او تلك .

يجب وقفهم عند حدهم ومقاطعتهم كما يجب العمل على خلق نوع من الثقافة شديدة التركيز لرفض جميع أشكال التطرف والقتل والتركيز على ان من قتل نفساً بغير حق فكأنما قتل الناس جميعاً، إن من يقتل الفرحة في قلوب الناس والبراءة في عيون الأطفال يجب أن يدان في الأرض كما في السماء.