![]() |
المركز الفلسطيني يدين الاعتداء على مؤسسات أهلية في الضفة واستمرار حملات الاعتقال ضد أنصار حركة حماس
نشر بتاريخ: 10/08/2008 ( آخر تحديث: 10/08/2008 الساعة: 20:06 )
غزة - معا أدان المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان عمليات الاعتداء على مؤسسات أهلية وخاصة، واستمرار سياسة الاعتقال والاحتجاز التي تنفذنها أجهزة الأمن الفلسطينية بحق عدد من أنصار حركة حماس في الضفة الغربية.
وأشار المركز في بيان وصل لوكالة معا إلى أن استمرار سياسة الاعتقالات لا تزال مستمرة بالرغم من القرار الذي أصدره الرئيس محمود عباس بتاريخ 31/7/2008، والقاضي بالإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين من أبناء حماس الذين اعتقلتهم أجهزة الأمن في أعقاب أحداث غزة الأخيرة. ودعا المركز الحكومة الفلسطينية في رام الله للكف عن المساس بمؤسسات المجتمع المدني وأعمال الاعتقال التعسفي، والإفراج الفوري عن كافة المعتقلين السياسيين لدى الأجهزة الأمنية في الضفة و طالب الحكومة الفلسطينية في رام الله بوقف الحملة على منظمات المجتمع المدني والتراجع عن ما تم اتخاذه من إجراءات إغلاق ومصادرة محتويات تلك المؤسسات. وأكد على أن الحق في تكوين الجمعيات يكفله الدستور والمعايير الدولية لحقوق الإنسان، وأن الإجراءات المتبعة من قبل الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية تتناقض مع قانون رقم (1) لسنة 2000 بشأن الجمعيات الخيرية والهيئات الأهلية. و طالب بالكف عن الزج بالمجتمع المدني في الصراع القائم بين حركتي فتح وحماس ويجدد تأكيده على استقلال المجتمع المدني ودور المنظمات الأهلية وما تقدمه من خدمات حيوية للمجتمع في كافة الميادين الاجتماعية والاقتصادية والتنموية والثقافية. وطالب بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين السياسيين على أيدي أجهزة الأمن الفلسطينية في الضفة الغربية، ويذكر بقرار محكمة العدل العليا الفلسطينية الصادر بتاريخ 20 فبراير 1999، والقاضي بعدم مشروعية الاعتقال السياسي، وأن على جميع الجهات التنفيذية احترام قرار المحكمة والامتناع عن ممارسة الاعتقالات السياسية غير المشروعة. واستناداً لتحقيقات المركز، ففي ساعات مساء يوم الأربعاء الموافق 6/8/2008، قامت الأجهزة الأمنية الفلسطينية، بمداهمة أربع جمعيات خيرية، ومطبعتين في محافظة الخليل، ومصادرة عدد من محتوياتها. ففي أوقات متزامنة تقريباً، داهمت قوات من تلك الأجهزة مقر "المجمع الإسلامي" في بلدة الظاهرية، جنوبي مدينة الخليل، و"المركز الثقافي الإسلامي" في بلدة تفوح، غربي المدينة، و"الجمعية الخيرية الإسلامية" في بلدة بيت أولا، شمال غربي المدينة، و"دار الأيتام الإسلامية" في بلدة بيت أمر شمالي المدينة. وقامت تلك الأجهزة بمصادرة حافلتين لنقل الطلبة تابعتين لمدرسة الجمعية الخيرية في بلدة بيت أولا، وعدد من أجهزة الحاسوب والملفات من مقرات الجمعيات المذكورة. وفي مدينة الخليل، داهمت الأجهزة المذكورة "مطبعة الهدى"، العائدة للمواطن عزام عزمي حسونة، و"مطبعة لجين"، العائدة للمواطن نضال عمران القواسمي، والأخير معتقل لدى قوات الاحتلال الإسرائيلي. وأفاد صاحب مطبعة الهدى لباحث المركز، أن قوة من الأمن الوقائي الفلسطيني، قامت في حوالي الساعة 4:00 مساء اليوم المذكور أعلاه، بمحاصرة ومداهمة مكتب إدارة المطبعة، وأبرزت له أمر تفتيش للمكاتب. وبعد أن قامت القوة بحملة تفتيش واسعة فيها، صادرت جهاز حاسوب، وطلبت منه مراجعة مقر الجهاز صباح يوم السبت الموافق 9/8/2008، دون أن تبلغه بأي قرارات أخرى، شفوية أو كتابية. وأكد أن أفراد القوة الأمنية المذكورة قاموا بفحص هويات اثنين من المواطنين الزبائن أثناء تواجدهما في المطبعة، واستدعائهم شفويا إلى مقر جهاز الأمن. وذكر حسونه أنه فوجئ من وسائل الإعلام بخبر إغلاق المطبعة والمؤسسات الأخرى، وعند مراجعته جهاز الأمن الوقائي نفى مسؤولوه أن يكون هناك أمر إغلاق للمطبعة. وفي السياق نفسه، دهمت قوات من تلك الأجهزة، مطبعة لجين في شارع السلام، غربي مدينة الخليل، وقام أفرادها بمصادرة عدد من أجهزة الحاسوب والأوراق، واعتقال الموظف الموجود بالمطبعة، وهو المواطن معتز الجعبة، 25 عاما، بعد استدعائه يوم الجمعة الموافق 8/8/2008، لمقر جهاز الأمن الوقائي في الخليل. وفي حوالي الساعة 11:30 صباح يوم أمس السبت الموافق 9/8/2008، داهمت قوة من جهاز المخابرات العامة في الخليل، مخازن تابعة لمشاغل الخياطة التابعة للجمعية الخيرية الإسلامية في الخليل، وقام أفرادها بحملة تفتيش واسعة بالمخازن الواقعة في حي عين سارة، شمالي المدينة، ومصادرة كمية من محتويات تلك المخازن. وفي أعقاب استدعاء محامي الجمعية من قبل القائمين على المخازن في حوالي الساعة 12:00 ظهرا أثناء وجود القوة، وقعت مشادة كلامية بينه وبين ضباط القوة، فقام جهاز الأمن المذكور باعتقال المحامي عبد الكريم عبد الحكيم حارس فراح، 32 عاما، واقتياده إلى مقر الجهاز، وهو لا زال محتجزا حتى لحظة إعداد هذا التقرير. وعلى صعيد استمرار حملات الاعتقال في صفوف عناصر ومؤيدي حركة حماس في الضفة الغربية، اعتقلت أجهزة الأمن الفلسطينية بتاريخ 7/8/2008، المواطنين وليد محمد صبحي السيد، 28 عاماً؛ واسلامبولي رياض بدير، 20 عاماً، وكلاهما من سكان مدينة نابلس. وفي محافظة قلقيلية، اعتقلت أجهزة الأمن الفلسطينية في غضون الأيام القليلة الماضية عدداً من عناصر ومؤيدي حركة حماس، جرى احتجازهم لدى جهاز المخابرات العامة في المدينة، وتم الإفراج عن عدد منهم فيما بقي رهن الاعتقال كل من: بلال سعيد سويلم، 41 عاماً، وهو عضو مجلس بلدي؛ مصطفى علي عبد الله صبري، 42 عاماً، وهو صحفي وعضو مجلس بلدي أيضاً؛ محمد عبد الرحمن منصور، 50 عاماً، ويعمل موظفاً في بلديه مدينة قلقيلية؛ محمد فرح روبين، 31 عاماً؛ عمار محمود صويلح، 41 عاماً؛ وحسن عبد الرحمن منصور، 46 عاماً. وأما على صعيد استمرار احتجاز المعتقلين لدى أجهزة الأمن الفلسطينية في العديد من محافظات الضفة الغربية، فلا يزال العديد من المعتقلين محتجزين لدى تلك الأجهزة. ولم يتسنَ للمركز معرفة العدد الدقيق لهم بسبب غياب المرجعيات الرسمية لحركة حماس القادرة على إعطاء تلك المعلومات رغم المساعي الدؤوبة من قبل باحثيه الميدانيين. كما وأن السلطات الرسمية عادة ما تخفي تلك المعلومات. وتم التأكد من استمرار احتجاز عدد من المقربين على الحركة، ومن بينهم الصحفيان عوض إبراهيم رجوب، 35 عاماً وعلاء الطيطي، 27 عاما، والطالب الجامعي مقداد محمد مطلق أبو جحيشه، 26 عاما، والمدرس توفيق محمد حروب، 42 عاماً، وجميعهم من محافظة الخليل، والمواطن سميح سليمان محمد عليوي، 45 عاماً، من سكان مدينة نابلس. وأفادت زوجة المواطن عليوي لباحث المركز بما يلي: ((في حوالي الساعة 7:00 مساء يوم الاثنين الموافق 28/7/2008، اعتقل زوجي سميح عليوي، من منزلنا الواقع في حي خلة الأيمان بمدينة نابلس. سألت الأفراد الذين حضروا لاعتقاله، وكانوا بالزي المدني ومسلحين، عن الجهاز الذي ينتمون إليه، فاكتفوا بالرد من القوة المشتركة، وغادروا برفقة زوجي دون أي مذكرة لعملية الاعتقال، سواء اطلعت عليها أو اطلع عليها زوجي، وبخاصة إنني سألته بذلك. وعلى اثر اعتقاله كنت قلقة جدا عليه لأنه يعاني من العديد من الأمراض، مثل فتق بالمعدة، ويوجد سيخ بلاتين في رجله اليسرى نتيجة حادث سير كان قد تعرض له قبل سنوات، فضلاً عن معاناته من اكتئاب واضطرابات نفسية، وكان قد أصيب قبل ما يزيد عن عام بجلطتين بالقلب، ونتيجة لذلك، يشرب الماء المقطر المعدني فقط واللبن باستمرار. توجهت في اليوم التالي لاعتقاله إلى سجن جنيد لاعتقادي بأنه نقل إلى هناك، وأخبرت حراس السجن إنني حضرت لزيارة زوجي، وأخبرتهم عن وضعه، فابلغوني انه لا يوجد لديهم أمر بخصوص زيارته، ومن ثم عدت من حيث أتيت. وعلى إثر ذلك طرقت العديد من أبواب المسؤولين في فتح والسلطة من جهاز الوقائي والمخابرات وأخبرتهم بوضع زوجي والطلب منهم مساعدتي لزيارته ولكن لغاية الآن دون استجابة. وبعد عدة أيام من اعتقاله أخبرتني إحدى السيدات ممن أبناؤها معتقلون في سجن الجنيد وكانت قد سمح لها بالزيارة، ولا أريد إن اذكر اسمها، أن ابنها اخبرها إن وضع زوجي الصحي سيئ وأنه مضرب عن الطعام لحين الإفراج عنه، وذلك ما يزيد قلقي ويجعلني أخشى على حياته}}. |