وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

القدس عروس ومهرها النفوس بقلم :عبد الفتاح عرار

نشر بتاريخ: 17/10/2008 ( آخر تحديث: 17/10/2008 الساعة: 12:49 )
بيت لحم - معا - حقيقة استفزني جدا ما رشح عن اجتماع أندية العاصمة ولم أجده مقنعا ولم أتوقع أن تكون النتائج بهذا المستوى، وانا لا أجامل أحدا. وأكثر ما استفزني في أحداث هذا الاجتماع ما ذهب اليه البعض بالقول أن هناك هتافات ضد أندية القدس أو القدس بكاملها. وهذا ما أثار حفيظتي وجعلني أستشيط غيظا، فمن يجرؤ على أن يتخطى الثوابت ويتطاول على القدس التي شربنا حليب الدفاع عنها منذ الولادة ووهبنا أنفسنا قرابين فداها. واذا كان قد صدر عن نفر مارق بعض من النشوز وتلفظ بجملة عن غير قصد أو ما شابه تخدش أو تمس ذرة تراب من عروس العروبة فهذا لا يعني أنه يمثل أحدا غير نفسه أو قد لا يمثل حتى نفسه ولا يعني ذلك أن هناك أي نوع من العداء للعاصمة أو أنديتها أو أفرادها.
وان افترضنا ان شيئا من هذا القبيل قد حدث مع أني أستبعد حدوث شيء كهذا وانا المتواجد في غالبية المباريات، فليس من الصواب أن نجعله محورا للحديث أو نطرحه كعنوان ينتظره المتربصون لصنع التفرقة واحداث شرخ في الصف والوحدة. اننا جميعا فداها ولن تكون لنا عاصمة سواها، فمحرم عليكم الخوض في مثل هكذا مواضيع والى هنا فليقفل الموضوع وكأنه لم يطرح. فكلنا القدس وغزة والخليل ورام الله وبيت لحم وطولكرم وجنين وأريحا ونابلس وقلقيلية وما أغلاها فلسطين.

الأمر الثاني الذي لم يكن مقنعا هو ما رشح عن الاجتماع من احالة تردي نتائج الفرق المقدسية الى ظلم الحكام وعدم وجود ملاعب للتدريب وعدم كفاية مدة الاستعداد. والرد هنا واضح وصريح ولا أخشى أن أرد عليكم بمنتهى الموضوعية. أولا لا بد من الاشارة الى أن عدد أندية القدس في الدرجة الممتازة ستة أندية بعد أن كان هناك ناديان فقط أيام رابطة الأندية وهما سلوان والهلال وبعد عدة منافسات اجتهدت المكبر والعربي وصور باهر وأبو ديس وحققت نتائج طيبة في الدوري التصنيفي وبطولة الكأس فأصبحت من فرق النخبة وهذا حق لكل مجتهد. أما في هذا الدوري فلم تظهر غالبية الفرق المقدسية بما عرفناه عنها وهذا يرجع لأسباب يعيشها كل ناد على حدا. واذا استثنينا أبناء الجبل فسلوان عميد أندية العاصمة يظهر بمظهر لا يليق بسمعته فتنقص لاعبيه الحرارة واللعب الجماعي واللياقة البدنية وهذا خطأ فني. أما هلال العاصمة فتعصف به مجموعة من المشاكل الادارية التي أدت به الى هذه الحالة حيث نرى استقالات وابتعاد بعض أعضاء الادارة أو المقربين لسبب أو لآخر ولم تكتمل الكتيبة الهلالية منذ بداية الدوري ففي كل اسبوع تنشب خلافات مع لاعبين أو بين الاداريين وكلكم تعلمون ذلك. والعربي فريق الشوط الاول فمعظم خسائره تأتي في الشوط الثاني فماذا يعني هذا غير نقص اللياقة البدنية وعدم الجاهزية. أما صور باهر فهو الآخر يظهر بمستوى متذبذب بعض الشيء رغم أنه قد وصل الى نوع من الاستقرار وما هذه الى مشكلة فنية ليس الا. وأخيرا فالمشاهد لمباريات أبو ديس وانا شاهدت أربعة منها يرى أن المشكلة فنية بحتة تتعلق في اللياقة البدنية وتوظيف اللاعبين وهناك مشكلة واضحة في حراسة المرمى.
أعود مجددا وأقول ان الحكم بشر ويخطئ وجميع الفرق تعرضت لبعض الهفوات التحكيمية، لكن حتى اللحظة لا توجد أخطاء قاتلة والحكام لا زالوا بخير مقارنة مع ما نشاهد في العديد من الدول وليس هنا المقام الذي أذكر فيه الأمثلة. ونحن نراقبهم جولة بجولة ولن نرحم حكما يكون مستواه دون المطلوب والاتحاد يبذل جهودا مضنية في عملية التقييم والصقل والتطوير. واذا ما تعرضنا لموضوع الاستعدادات فجميع الفرق متساوية فمن عمل كان قد عمل لنفسه منذ زمن. وما يخص لاعبي التعزيز، فباستثناء الأمعري لا زالت جميع الأندية تنتظر وهذا أمر ليس بأيدينا كشعب محتل ولا يجب أن يتوقف الدوري حتى وصول لاعبي التعزيز. واذا تعرضنا لموضوع الملاعب والتدريب فسأذكر مثالا واحدا أعيشه فأندية الخليل الشباب والأهلي تتدرب في الشوارع بعد بداية عملية تأهيل ملعب الحسين والظاهرية ويطا يتدربان على ملاعب ترابية رغم ان جميع المباريات تقام على ملاعب عشبية.
أقول لكم بكل صراحة لم يفت الوقت للعمل وترتيب البيت الداخلي ومتابعة الاستعداد الفني وتجهيز اللاعبين ومواصلة المنافسة الحرة فها الدوري يجب أن يتواصل وليبقى في نادي الكبار من يستحق حتى لو كانوا من محافظة واحدة لان هذا الدوري مشروع وطني والشعب سعيد به وأعاد لنا بريقا كنا نصبوا اليه من زمن. فنحن شعب واحد وقضية واحدة ولنا هدف واحد فلنتحلى بالروح الوطنية ولنتقبل النتائج بروح رياضية ولنواصل المنافسة الشريفة ولنتعلم من أخطائنا حتى ان هبطنا نهتدي لطريق العودة. أما القدس فهي لنا جميعا وكلنا فداها ومن يقول غير ذلك فليقطع لسانه كان من كان.