وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

التلفزيون الاسرائيلي يخفي تفاصيل قرار الكابينيت باعتبارها اسرار ويقول ان المنخفض الجوي هو ما يؤخر تنفيذ البدء بالهجوم

نشر بتاريخ: 21/12/2008 ( آخر تحديث: 21/12/2008 الساعة: 21:52 )
بيت لحم- القدس- تقرير حصري وكالة معا- في حين يستعد الاسرائيليون لصنع 18 مليون كعكة محلاة لاكلها خلال عيد الحنوكا ( الانوار ) تعيش غزة حالة من الحصار والجوع.

ومن خلال متابعتنا اليومية لوسائل الاعلام العبرية وترجمة ما يقوله المحللون العسكريون عن الاستعدادات العسكرية ضد غزة ، فوجئنا بأن التلفزيون الاسرائيلي كف عن الافصاح عن اية تفاصيل تتعلق بهذا الشأن لدرجة ان الصحافيين الاسرائيليين في الاستوديو استفزوا من تكتم المحللين العسكريين.

ومع ذلك اكد عسكري في جيش الاحتلال انه "سيستطيع ممارسة الضغوط العسكرية على قيادة حماس دون اللجوء الى عملية ميدانية واسعة النطاق في قطاع غزة".

واشار هذا المصدر الى "ان قيادة حماس كانت قد استجابت قبل حوالي 6 اشهر للشروط التي وضعتها اسرائيل للتوصل الى التهدئة في القطاع بسبب الضغوط العسكرية التي مارستها انذاك وانه بامكان جيش الدفاع ان يعيد الى ذاكرة حماس معنى هذه الضغوط".

اما الجنرال عاموص جلعاد رئيس الدائرة السياسية والأمنية بوزارة جيش الاحتلال فقال في سياق مقابلة إذاعية بعد ظهر الاحد: إن إسرائيل تعد العدة في الفترة الراهنة للرد على ممارسات وتهديدات حماس مشيراً مع ذلك إلى أنه سيتم تحديد توقيت وحجم هذا الرد في الوقت الملائم. وإن توجيه ضربة قاصمة إلى حماس يتطلب الإعداد بصورة جيدة ودقيقة مع أخذ جميع التداعيات السياسية والأمنية في الحسبان.

وحسب قوله فإن الاستعدادات لمثل هذه العملية شبيهة بتلك التي تجرى قبل عملية جراحية محذراً من أن مقتل نساء وأطفال في عملية إسرائيلية سيؤدي إلى رد دولي صارم ووقف العملية الإسرائيلية بحيث لن تحقق هذه العملية الأهداف المرجوة منها.

وحسب ادعائه بأن حماس لن تحظى بتأييد في العالم العربي في حال قيام إسرائيل بعملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة وذلك بسبب تصرف حماس العنيف والفظاظة التي أبدتها هذه الحركة تجاه السلطة الفلسطينية وتجاه مصر وهي زعيمة العالم العربي. على حد قوله.

من جانبه رئيس الشاباك الاسرائيلي يوفال ديسكين قال امام جلسة الحكومة التي عقدت الاحد بان حماس معنية بالتهدئة ومستعدة للتصعيد في ذات الوقت.

واضاف ديسكين "يجب ان لا نخطئ، حماس معنية بالتهدئة وفي نفس الوقت جناحها العسكري مستعد لاستمرار المواجهة مع اسرائيل وطور من قدراته، يوجد لهم اليوم القدرة على قصف كريات غات واسدود وحتى ضواحي بئر السبع، حماس تريد تحسين الشروط ورفع الحصار والتعهد بعدم تنفيذ هجوم اسرائيلي وبسط التهدئة في مناطق الضفه الغربية" والحديث لرئيس المخابرات الاسرائيلي.

من ناحيتها قالت تسيفي ليفني بانها ترفض قاعدة كل شيء او لا شيء مشيرة الى وجود خطوات يمكن اتخاذها في منتصف المسافة بين الامرين.

واضافت لفني انها حرب من طرف واحد نحن نتلقى الصواريخ والقذائف ونحن يجب علينا ان نبحث سبل الرد العسكرية والاقتصادية والسياسية.

بعض المواقع العبرية التي تابعتها وكالة معا اليوم، قالت ويؤيدها في ذلك المراسل العسكري للقناة العاشرة الوف بن، ان اولمرت قد عمد الى اجراء اتصالات هاتفية مع الوزراء قبل جلسة الكابينيت وحسم التأييد لصالح عملية عسكرية كبيرة ضد قطاع غزة وان الامر قد يتطلب دعوة الاحتياط في الجيش الا ان رئيس الاركان الاسرائيلي جابي اشكنازي غير متحمس للامر ويفضل عملية كبيرة من الجو دون الخوض في تعقيدات الحرب البرية على اليابسة.

الموقع الالكتروني لصحيفة معاريف اليمينية خرج بعنوان سينمائي صارخ هذه الليلة جاء فيه بالنص الحرفي (حماس احفروا قبوركم منذ الان) واستندت الى مصادرها على لقاء خاص جدا جمع بين ايهود اولمرت ووزير الجيش ايهود باراك.

وشنت الصحافة العبرية هجمة شرسة على منظمة الجهاد الاسلامي وقالت عنها ( المنظمة المحكومة من طهران) وانها التي تبادر لضرب الصواريخ على اسرائيل وان حماس تسمح لكل التنظيمات الان بضرب الصواريخ لكن حماس نفسها لا تستخدم كل قوتها في الضرب.

اما تسفي ليفني فتنقل الصحافة العبرية على لسانها ان هناك عدة سناريوهات امام الحكومة الاسرائيلية ولكنها تقول ان الحكومة المسؤولة لا تستجلب الحرب لنفسها كما انها لا تتملص من الردود كذلك . اما ايهود اولمرت فطلب من الوزراء عدم ادخال الجيش في اية نقاشات قد تؤدي الى البلبلة وسط صفوفه.

ولكن زعيم المعارضة الاسرائيلي بنيامين نتانياهو زار سديروت ودعا الحكومة الاسرائيلية للانتقال من الدفاع للهجوم. وهو ما دفع بالصحافيين لانتقاده لانها دعاية انتخابية بحتة.

وفي استوديوهات التلفزيون الاسرائيلي دب نقاش حامي الوطيس بين المحللين العسكريين وكبار الصحافيين على خلفية تكتم وتحفظ المحللين العسكريين وعدم الاجابة على الاسئلة.

ففي القناة العاشرة رفض المحلل العسكري الوف بن الافصاح عما تخطط له اسرائيل ما اثار غضب الصحافيين موتي كيرشنباوم ويارون لندن. فقد اكتفى المحلل العسكري بالقول ان المنطقة ستشهد دورة تصعيد جديدة وان الجيش اخذ الضوء الاخضر اليوم ولكنه ينتظر الظروف الملائمة !! ورفض الاجابة على سؤال ما معنى الظروف المناسبة وقال ان الجيش قد يكون ينتظر تحسن الحالة الجوية لان الراصد الجوي الاسرائيلي يتوقع ان الاسبوع القادم سيكون مصحوب بالامطار والغيوم. وهنا استفز الصحافيان وقالا بسخرية للمحلل العسكري: هل تتحدث بجدية ام انك تمازح الجمهور ولكنه قال ( ربما ينتظرون ان تكون الاهداف الدسمة جاهزة وربما الحالة الجوية وربما غير ذلك ولكنني لن افصح عن اية تفاصيل ).

وهنا زاد غضب الصحافيين فسالوا مراسل الحكومة ويدعى تشيكو منشيه عن التفاصيل ولكنهما لم يحصلا على اية اجابة ولم يحصدا سوى التكتم والصمت.

هل تريد ان تقنع الجمهور الاسرائيلي بان الحالة الجوية هي التي تتحكم الان بالقرار ؟ اجاب المحلل العسكري بان هذا واحد من الاسباب وان هناك اسباب اخرى قد تكون تجهيز الاهداف للضربات واوضح ان المقصود من خلال العملية القادمة ليس قصف مبنى ليكون الامر سهلا على الجيش.

المحلل العسكري للقناة الثانية روني دانييل قال ( لقد اتخذ القرار بشأن غزة وانتهى وقد جرى تحديد موعد الضربات ولكن هذا لن يعني ان المعركة ستكون على اليابسة .... وانا لا استطيع ان اكشف لكم كيف ولكن استطيع ان اقول لكم بان الامر قريب جدا ).

اما المحلل السياسي الاسرائيلي إيهود يعاري فقال: ان القيادة الاسرائيلية حين تقصد اسقاط حكم حماس فهي لا تعني قتل كل حماس وانما تعني ايصال حماس لدرجة توافق فيها تحت وطئ الضربات على الاتفاقات السياسية وان تذهب حماس بعدها لتطلب هي من مصر التدخل وتجديد لتهدئة.

وعلى ذمة يعاري فان حماس بدأت منذ الان تطلب من روسيا التوسط لتجديد التهدئة والتوسط في قصة جلعاد شليط. حسب قوله.