وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

نادي الاسير ينشر تقريرا مفصلا حول ظروف استشهاد الاسير المقدسي في سجن الرملة

نشر بتاريخ: 27/12/2008 ( آخر تحديث: 03/01/2009 الساعة: 12:35 )
نابلس - معا - نشر نادي الاسير الفلسطيني تقرير مفصلا حول ظروف وملابسات استشهاد الاسير المقدسي جمعة اسماعيل محمد موسى من شعفاط قضاء القدس والمعتقل منذ 29/3/1993والمحكوم بالسجن المؤبد و10 سنوات.



وذكر النادي ان محاميه توجه امس لسجن الرملة والتقى مع الاسير عصام ابو جندل ممثل الاسرى للاستفسار عن ظروف استشهاد جمعة، فافاد بان الشهيد اصيب في 23/12 بالبرد وبدأ يعاني من اسهال قوي جدا، فجرى نقله للعيادة وهناك وضعوا له "جلوكوز" طوال النهار حتى يعوضه عن السوائل التي يفقدها، واضاف بقيت مع الاسير طوال الليل وفي حوالي الساعة الرابعة والنصف ساعدته للدخول للحمام وخلال انتظاري له لاحظت انه وقع على "السيفون" فسارعت لمساعدته وعندما حاولت اخراجه وقع ارضا فحاولت بمساعدة اسير اخر حمله، ولكن لكون وزنه ثقيل اخرجناه بصعوبة لارض الغرفة وبعدها بدأت بالصراخ على السجان المناوب والذي بدوره سارع لاحضار الطبيب.



وابلغ ابو جندل محامي النادي انه خلال خمس دقائق حضر الطبيب فشرح له وضع الاسير جمعة وامر الطبيب السجان بفتح القسم بعدما قام بالاتصال بالادارة التي اعطته الموافقة على فتح القسم والدخول اليه هو والطبيب وعلى الفور بدأ الطبيب بتقديم الاسعافات الاولية للاسير جمعة ومحاولة اعطائه تنفس اصطناعي ثم قام السجان بالاتصال بنجمة داوود الحمراء لاحضار سيارة الاسعاف وبعد ذلك حضر سجان اخر قام بمساعدتهم على وضعه على حمالة ونقلوه مباشرة الى العيادة في الاسفل.



وقال ابو جندل في غضون 10 دقائق حضرت سيارة الاسعاف ولكنهم خرجوا دون اخراج الاسير معهم لتجهيز الاجراءات حيث علمت في تلك اللحظة ان الاسير توفي على الفور وبعدها اجري تحقيق للشرطة حول وفاته.



وافاد ابو جندل ان الادارة تعاملت مع الوضع بشكل جيد وانه لم يكن هناك تقصير بل عملوا بسرعة في تقديم المساعدة للاسير واضاف قد يكون هناك اهمال وتقصير من قبل الادارة في توفير العلاج الطبي المقدم للاسير خلال رحلة اعتقاله ومكوثه في المستشفى ولكن لا نستطيع القول عن هذه الحادثة انه كان هناك تقصير كون باقي الاسرى كانوا نائمين ولم يكن معه غيري في الغرفة ليطلع على الوقائع التي حصلت كما ذكرت واضاف انه كان ملازم للاسير جمعة بنفس الغرفة وانه كان شاهد على ما حدث.



وذكر ممثل المعتقل ان اجواء من الحزن والالم تسود اوساط المعتقلين بعد استشهاد الاسير جمعه والاسوأ من ذلك ان هذا الوضع يؤثر على معنوياتهم بشكل كبير حيث اعلن اسرى الرملة الحداد وقاموا بارجاع الوجبات ولم يتناولوا الطعام للتعبير عن حزنهم باستشهاده والحداد عليه وليس احتجاجا على تصرفات الادارة.



الجدير ذكره ان عددا من المعتقلين في نفس السجن اتهموا ادارة السجن بالمسؤولية عن استشهاد جمعة وطالبوا بتحرك فاعل لانقاذ حياتهم.



وافاد محامي نادي الاسير ان الاسير جمعة كان يعاني من امراض مختلفة منها القلب وازمة تسبب له ضيق نفس كبير في صدره والسكري و المسالك البولية ومرض جلدي وكان يتناول في اليوم حوالي 22 حبة دواء بالاضافة الى الادوية التي ياخذها عند اللزوم وهي خمس حبات وهو لا يعرف اسمائها جميعها وكانت كثرة الادوية التي يتناولها هي التي سببت له تلف في جسمه وعظامه مع انه ياخذ حبوب كالسيوم ولكنها لم تكن تفيده مشيرا الى ان الاسير قبل اعتقاله كان سليم الجسم ولم يكن يعاني من اية امراض وكل هذه الامراض ظهرت له بعد اعتقاله وقد امضى 13 عاما في مستشفى الرملة وكان جمعة يستخدم باستمرار جهاز لمساعدته على التنفس "بخاخ" وقال المحامي انه زاره عدة مرات وكان يشكو من ضيق كبير في التنفس واحيانا لم يكن يستطع البقاء في غرفة الزيارات ولم يستطع النزول الى الزيارات بسبب ضيق النفس الذي عانى منه.