وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

فاكهة الملاعب ** بقلم :فايز نصار

نشر بتاريخ: 27/01/2009 ( آخر تحديث: 27/01/2009 الساعة: 15:10 )
فاكهة الملاعب :
المعارك الانتخابية اندلعت في الأروقة الممتازة
فور إسدال الستارة على المعارك التصنيفية

بيت لحم - معا - فايز نصار - بعد انتهاء معارك التصنيفي ، والتعرف على العشرة الأخيار ، ممن سيلعبون في دوري النخبة ، والعشرة الذي عضهم الدهر بنابه ، ممن سيلعبون في دوري المظاليم ، تحاول الأندية ترتيب بيتها الداخلي ، من خلال العودة للهيئة العامة ، لاستمزاج رأيها ، في المسيرة ، ومراجعة أصحاب القرار الشرعيين في أداء المجالس الإدارية ، التي ستكون أمام امتحان المساءلة الذي لا يرحم !

قواعد جديدة !

عدد من أندية الممتازة ، بدفتيها " أ و ب" أعلنت أنها ستعقد اجتماع الهيئة العامة ، في غضون الأسابيع القادمة ،أي قبل انطلاق مباريات الدرع والكأس ، التي يبدو أن اتحاد اللعبة ، سيعلن عنها فور الانتهاء من تصنيف الدرجة الأولى ، الذي سينتهي قبل انتهاء الشتاء ببرده القارس ، غير المقرون بالمطر .

ولان اتحاد الكرة سن جملة من السنن الحميدة ، التي كان لها مردودها الفاعل في تنظيم الدوري ، يجب على الاتحاد الموقر أن يتعاون مع الوزارة ذات الصلة لترتيب البيت الداخلي للأندية ، التي تحولت في كثير من الأحايين إلى دكاكين ، يتجول بين جنباتها الكسالى النائمين ، أو أنها تحولت إلى مجاميع تمارس في أروقتها كل الأشياء إلا الرياضة .

المهمة جسيمة

إننا نتكلم عن أندية ، يتنادى الى مجاميعها ، الرياضيون للمشاركة في العملية الرياضية ، من خلال المواقع المختلفة ، وبالتالي فليس معقولا أن يهجر الأندية من لم تجزهم الصناديق ، وغير مقبول أن " ينزل الدرج" من خيبت ظنه الهيئة العامة ، فالأشغال في الأندية كثيرة ، والمهام جسيمة ، ويستطيع كل أعضاء الهيئة العامة الاطلاع بدور هام في الترقية الرياضية ، حتى من خلال حمل الشبابة إلى الملعب ، والصدح بالأهازيج الفلسطينية ، كما يفعل عازف الشبابة النيصي ، الذي أصبح حكاية في مدرجات كل الملاعب !

بين العامل والمؤازر

ويجب أن ينطلق الإصلاح النادوي من الهيئة العامة لكل نادي ، فليس معقولا أن لا يأتي عضو الهيئة العامة إلى النادي إلا يوم ... وليس معقولا أن يسمح بدفع الرسوم عن العضو مهما كانت الظروف والأسباب ، والأولى أن يحضر العضو بنفسه للنادي لتسديد الرسوم ... ويجب أن تسمح الوزارة برفع الرسوم إلى مبالغ لها أهمية ، فليس معقولا أن يدفع العضو خمسة دنانير فقط عن كل سنة ، والأحرى أن يرتفع المبلغ إلى خمسين دينارا ، لان النادي الذي في هيئته العامة 500 عضو يسددون فعلا، يستطيع جمع 25000 دينار ، وهذا مبلغ أصبح متواضع أمام مصاريف الأندية ، ولكنه يستطيع المساهمة في دفع ديون الأندية المتراكمة ... أما من لا تسمح ظروفه المالية بدفع هذا المبلغ لأي سبب من الأسباب ، فيجب أن تتحول عضويته إلى "مؤازر" يستطيع المشاركة في الهيئة العامة ، دون أن يملك حق الترشح والانتخاب .

الرياضة للجميع

ويجب أن لا يسمح بأن يتواصل اقتصار الأنشطة الرياضية في الأندية على كرة القدم فقط ... صحيح أن كرة القدم هي اللعبة الأكثر شعبية ، ولكن يجب أن يفرض على الأندية الاهتمام بالرياضات الأخرى ، كأن يفرض على النادي المشاركة في بطولات لعبتين جماعيتين إضافة إلى كرة القدم ، ولعبتين فرديتين ، إضافة إلى ألعاب القوى ، وبذلك تتنوع المهام ، وتتسع قاعدة الممارسة الرياضية ، وصولا إلى تعميم الرياضة من خلال برامج الرياضة للجميع ، ويجب على الأندية هنا أن تتابع الأنشطة الرياضية المدرسية ، لان هناك مواهب في كل الرياضات ، وعلى الأندية أن تتابع المواهب التي تتفتح في الملاعب المدرسية ، وصقلها ورعايتها .. ولكن ما نشاهده أن مسئولي الأندية ، ومسئولي مديريات الشباب والرياضة ، لا يسمعون عن الأنشطة الرياضية المدرسية ، في غالب الأحيان ، إلا من خلال الصحف ، هذا أذا كان جميعهم يقرأ الصحف !

المؤثرات الخارجية

وقبل ذلك يجب العمل بكل قوة لإبعاد العوامل غير الرياضية المؤثرة في توجهات الهيئة العامة ، وخاصة ما يتعلق بالأمور التي لا أجماع عليها ، من الناحية السياسية والاجتماعية والمناطقية ، والتركيز على العوامل التي تتعلق بالأداء والمهنية ، فعضو الهيئة الإدارية يجب أن يختار تبعا للكفاءة والنزاهة والالتزام ، والأسرة الرياضية النبيلة لها مثلها ، ولا تعترف هذه المثل بأصحاب الميل الشخصي ، تبعا لأي من المؤثرات غير الرياضية

المثقف الرياضي

والكفاءة تشمل الخبرة الرياضية ، والمعرفة العلمية ، وجملة ما يمتلك العضو من معارف ، ترتبط بأمور الثقافة ، والمثقف الرياضي يا جماعة الخير ، من يعرف شيئا عن كل شيء ، وكل شيء عن شيء ، والأمر هنا يقتضي الدراية بالقوانين والأنظمة ، التي لها علاقة بالرياضة ، من حيث الثقافة الرياضية ، ومعرفة شيء عن كل دروب الثقافة الأخرى ، من حيث الثقافة العامة ، فعضو الهيئة العامة غير مقبول أن لا يمتلك مفاتيح المعارف ، ونواصي الإدارة الرياضية !

مخافة الله أولا!

والنزاهة ليست فضفاضة كما يعتقد البعض ، لان الحياد ، وتقديم مصلحة النادي على كل المصالح الذاتية تختصر الأمر ، والأمر هنا يقتضي الصدق والأمانة في التعامل مع كل الملفات ، ونسيان الأفكار المسبقة عند بحث أي قضية ، فالحق أولى أن يتبع ، ولا مجال للهوى والمزاجية ، ولا مكان لتصفية الحسابات ، ولا جدوى من التعنت ، والجري وراء المصالح الخاصة ، حتى لو تعلق الأمر بمصلحة النادي ، فالحق يجب أن يتقدم في حال التنازع بين الأشخاص والمؤسسات ، ومخافة الله يجب أن تكون الحكم الأول والأخير !

الوفاء الحقيقي!

والالتزام يقتضي الوفاء والولاء والانتماء للنادي ، وتقديم مصلحته على كل المصالح الأخرى ، الانتماء يظهر أكثر عند اللاعب الذي لم يتم اختياره في التشكيل ، والولاء الحقيقي يكون من المترشح للانتخابات عندما لا تبتسم له الصناديق ، والوفاء الصادق يكون عندما يتنكر المسيرون لعطاءات جنود النادي ،فيزدهم التنكر حبا للألوان ، وتفانيا في سبيل النادي ، وبالتالي فلا يحسب من الولاء والوفاء والانتماء ، ما نشاهد من شخوص تحسبهم شبرا ، فلا يقيسون فترا ، عندما تدير لهم الصناديق ظهورها ، ويهجرون النادي حتى موعد الانتخابات القادمة .

العودة إلى المواقع

الانتخابات قادمة في كثير من الأندية ، ويجب أن تنظم الانتخابات ، وتعلن مواقيتها في الأندية التي لم تحسم أمرها ، لأننا مقبلون على مواعيد رياضية أكثر حسما ، ولا يجب على الذين ضمنوا البقاء ضمن النخبة النوم في العسل ، لأن تصنيفي جديد على الأبواب ، وسيعصف بخمسة أندية كما علمنا ، تماما كما أن الفرق التي عبس التصنيفي في وجهها لا يجب أن تبالغ في شتم الظلام ، لأنك ان تضيء شمعة خير من قضاء العمر في لعنة الظلام ، والأمر يقتضي العودة إلى المواقع ، لان خمسة أندية كما علمنا ستصعد للممتازة "أ"


الواد بطل الأبطال

ويجب هنا أن نلاحظ أن الفرق رتبت عموديا كما جاء ترتيبها في المجموع العام للدوري ، ونتيجة كل فريق تظهر بقائمة الأهداف التي سجلها أولا ، ،ونتائج واد النيص مثلا الفوز على الامعري وجبل المكبر والبيرة والخضر والثقافي والهلال والشباب ، والتعادل مع المركز والظاهرية ، فجمع الواد 23 نقطة من مبارياته التسع مع الفرق التي بقيت في الممتازة العليا ، وبذلك يعتبر واد النيص البطل وفق هذا التصنيف أيضا فيما يتقدم شباب الخليل مثلا من المركز العاشر إلى التاسع ، لأن البيرة حصلت على أسوء النتائج ، تبعا لهذه الحسبة ، التي ترتب فرق الممتازة "أ" وفق الجدول التالي :

1- واد النيص 23 نقطة
2- الامعري 17
3- جبل المكبر 14
4- مركز طولكرم 14
5- هلال القدس 13
6- الظاهرية 10
7- الخضر 10
8- ثقافي طولكرم 8
9- شباب الخليل 7
10- البيرة 4


حرب النجوم

ورغم أن هذا الترتيب لا يغير من الأمر شيئا ، إلا انه يعكس حدة التنافس بين أندية المقدمة، ويؤكد أن وصولها إلى هذه المرتبة كان بفضل نتائجها مع الأندية التي نزلت إلى الممتازة "ب" ، والجدول يوحي بشكل كبير التنافس المنتظر في المراحل القادمة ، خاصة وان الأندية أصبحت تتنافس على خطب ودّ اللاعبين ، ممن أثبتوا علو كعبهم ، وقد وصلت المبالغ إلى أرقام غير معهودة في دورينا ، بما يبقي السؤال البريء مشروعا ، حول كرم الأندية في دفع المبالغ القياسية للاعبي التعزيز ، وشحها في الإنفاق على المراحل السنية ، التي تشكل المشتل الذي لا ينضب للأندية ، خاصة وأن أحاديث الكواليس تروي العجب حول الابتزاز الذي يرافق العمليات ، من قبل النجوم ، ممن سيلعبون لمن يدفع أكثر !

العميد والعمدة !

وعلى ذكر الترتيب الخاص بالنخبة ، أقترح علي أحد قراء الفاكهة أن أرتب الفرق حسب تاريخها ، ورغم أن الأمر لا يعني شيئا على سبورة الترتيب ، إلا أن فضول الشارع الرياضي قد يقبل الفكرة ، للتعرف على شهادات ميلاد أندية النخبة ، وأول هذه الشهادات صدرت باسم العميد شباب الخليل ، الذي يطلق عليه أيضا اسم شيخ الأندية الفلسطينية ، وقد تأسس الشباب سنة 1943 في خضم الحرب الكونية الثانية ، ويطلق عليه "العميد" لأنه أول الأندية تأسيسا في الضفة الغربية والقدس ، ولا نتحدث هنا عن الأندية التي انطلقت واندثرت ، ولا تنطبق الصورة نفسها على عموم فلسطين ، لان نادي غزة الرياضي هو أول الأندية تأسيسا ، بانطلاقه سنة 1934 ،ولكن لقب العميد يطلق على الشباب ، في انتظار أن يقبل الزميل إبراهيم أبو الشيخ أن يكون غزة الرياضي العمدة !

وبعد الشباب تأسس الأمعري 1953 ، ثم المركز والخضر 1956 ، ثم البيرة 1964 ، ثم الثقافي 1970 ، وجاء بعده الهلال 1972 ، ثم الظاهرية 1974 ، ثم جبل المكبر 1976 ، وأخيرا واد النيص 1983 .

مفصلي للأولى

ويبدو ان هذا الأسبوع يكون مفصليا في تحديد معالم بعض الفرق ، التي ستكون في طليعة المرشحين للصعود للممتازة بدرجتيها ، وتظهر أهمية هذا الأسبوع من المباريات الصعبة التي ستجمع الرواد مع بعضهم ، في مباريات الحسم الأكبر ، كما هو الشأن في لقاء بيت أمر بيت لقيا وشباب نابلس ومركز جنين وإسلامي قلقيلية وعقبة جبر وأهلي قلقيلية والعبيدية .

بيتا أمر ولقيا

ويتصدر المجموعة الأولى مناصفة فريقا بيت أمر وبيت لقيا ، وستحسم الصدارة مباراتهما ، ويلعب بيت لقيا في المباراتين الأخيرتين مع عزون والعروب ، فيما يلعب بيت أمر مع برطعة وجورة الشمعة ، ولقاء جورة الشمعة الثالث غير مأمون "للبيتمريين" ولكن يبدو أن بطاقة هذه المجموعة لن تفلت من يدي بيتي لقيا وأمر .

منافسة ثلاثية

في المجموعة الثانية تبدو الأمور أكثر تعقيدا ، بالنظر لوجود شباب دورا الثالث ، والذي عاد بقوة ليغير أسس التنافس في المجموعة ، التي ستكون مبارياتها القادمة حاسمة ، وخاصة على مركز جنين المطالب بمواجهة دورا وشباب نابلس ، واللعب أمام نور شمس ، فيما يلتقي المتصدر شباب نابلس أيضا أبناء القدس وجمعية الشبان ، ويلتقي دورا سلفيت واتحاد عدّ .

حظوظ قلقيلية

وسيكون الأسبوع الثامن حاسما بين عقبة جبر وإسلامي قلقيلية ، عندما يلتقيان في أم المباريات ، لأن المهمة في المباراتين المتبقيتين لا تبدو صعبة بالنسبة للفريقين ، حيث يلتقي الإسلامي التلحميين ارثذوكسي بيت جالا وثقافي بيت ساحور ، فيما يلتقي عقبة جبر أهلي بلاطة وجبل الزيتون ، بما يعني أن مباراة الفصل ستكون في لقاء الفريقين .

ممثل قلقيلية الثاني الأهلي يخوض منافسة أشد ضراوة مع ممثل بيت لحم العبيدية ، حيث فاز الفريقان بكل مبارياتهما ، وسيفض لقاء الفريقين الاشتباك بينهما ، لأنهما مؤهلان للفوز على الثوري وعين يبرود بالنسبة للأهلي ، وعلى عين يبرود والسيلة الحارثية بالنسبة للعبيدية .

صيد الدبّ

ويأمل المتابعون أن يتواصل التنافس في المجموعات الأربع ، في ظلال الروح الرياضية ، واحترام اللوائح والقوانين ، وستحلب النتائج في آنية الفرق الأفضل ، لأننا بحاجة إلى الفرق الأفضل للارتقاء بمستوى الممتازة ، ولن تحسم النتائج في التصريحات الصحفية ، والملاعب وحدها ستكون الحسم ، بمعنى أن من استبق الأحداث بترشيح فريقين بعينهما للصعود ، عليه أن يراجع ما قال ، فحذار من بيع جلد الدب ، قبل التأكد من صيده !