وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ندوة حول تأثير الحرب على النساء والأطفال ودور مؤسسات المجتمع المدني

نشر بتاريخ: 05/02/2009 ( آخر تحديث: 05/02/2009 الساعة: 16:29 )
سلفيت- معا- عقد طاقم شؤون المرأة اليوم ندوة عبر الفيديو كونفرانس بين الضفة وغزة بعنوان" أثر الحرب على النساء والأطفال في غزة ودور المجتمع المدني في مجابهته"، بحضور عدد من الناشطات النسويات وعضوات المؤسسات النسوية وممثلي مؤسسات المجتمع المدني.

وركزت الندوة على محورين رئيسيين للنقاش وهما تأثير الحرب على النساء والأطفال في غزة، ودور مؤسسات المجتمع المدني بعد الحرب على غزة وما هي التداخلات المطلوبة ؟.

وتحدث الخبير التنموي تيسير محيسن في مداخلته حول دور المجتمع المدني بعد الحرب على غزة، وعن الواقع الصعب الذي يعيشه الأهالي هناك، مشيرا الى حجم المعاناة التي يعيشونها في ظل فقدان بيوتهم وفي ظل الإصابات العديدة والإعاقات التي أصابت المئات، مشيرا أن هذا العدوان جاء لتكريس الإنقسام بين شطري الوطن وليحاول قتل فكرة إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة وقتل فكرة وجود شريك فلسطيني في عملية السلام.

وذكر محيسن بعض أهداف الحرب وخلق ذاكرة جماعية للفلسطينين تذكرهم بالقتل وتشردهم الى جانب قوة ردع للفلسطينيين والتحجير الجماعي لهم، مشيرا الى دور المؤسسات في مجابهة هذا الوضع من خلال مرحلتين أولاهما مرحلة الطوارىء والإغاثة لايواء العائلات التي شردت من بيوتها، الى جانب مرحلة التأهيل والإرشاد النفسي للنساء والأطفال والمواطنيين الذين ستترك هذه الحرب آثارها على نفسياتهم ونموهم المستقبلي.

وتحدثت زينب الغنيمي مديرة مركز الإستشارات القانونية عن تأثير الحرب على النساء والأطفال بشكل خاص، مشيرة الى أن النساء عانت كثيرا في هذا الحرب شأنها شأن كافة افراد المجتمع الغزي، فقد دمرت بيوت العديد من النساء وقتل عدد من أبنائهن وأصيب أخرين، لكن حجم الضغوطات النفسية التي عانتها المرأة في غزة كان مضاعفا.

وأشارت الغنيمي الى انه الى جانب عشرات الشهيدات ومئات المصابات فأن العديد من النساء حاليا يستخدمن المهدئات ليستطعن النوم بعد حالة الرعب التي عشنها في هذه الحرب وهذا يشكل خطرا على صحتهن في المستقبل، الى جانب الأثر النفسي الذي سيستمر طويلا، مضيفة أن المؤسسات في غزة عاشت حالة عجز حقيقي لعدم قدرتها على الاغاثة وتقديم المساعدات في أيام الحرب.

وعزت الغنيمي ذلك الى أن أغلب المناطق كان فيها عمليات للجيش الإسرائيلي ومنعت الطواقم من الوصول الى الحالات الطارئة، الى جانب عدم وجود طواقم قادرة وجاهزة للعمل في ظروف طارئة، مؤكدة ما جرى في غزة قد يحصل في الضفة وهو يحصل بأشكال مختلفة من تهويد واستيطان، فالهجمة الإسرائيلية مستمرة وضخمة، لذا من الضروري أن يكون هناك خطة وطنية للطوارىء تستطيع أن تغطي إحتياجات العائلات والأسر المحتاجة ومجابهة آثار العدوان.

واكدت على أهمية أن يكون هناك برامج طويلة الأمد لدعم صمود النساء بشكل خاص من خلال ايجاد برامج تشغيلية وإغاثية للنساء، وعبر برامج البطالة للشباب والشابات، الى جانب أهمية الدعم النفسي للنساء والأطفال، وتقديم الرعاية الصحية والنفسية والقانونية أيضا .

واوصت الندوة بضرورة وضع خطة وطنية واضحة من أجل تقديم الإغاثة الطارئة وبعيدة المدى للمواطنين في غزة، الى جانب تنسيق الجهود بين المؤسسات النسوية ومؤسسات المجتمع المدني من أجل التكامل في تقديم الدعم وعدم ضياع الجهود وتبعثرها عبر تشابة البرامج المقدمة، وأن لا تذهب المؤسسات النسوية الى جهة الإغاثات العاجلة فقط وأن يتجهن الى برامج تشغيل طويلة المدى للنساء، ودعم الطالبات الجامعيات عبر تقديم أقساط جامعية لهن.