وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مروان البرغوثي متماسك وذاكرته خصبة ولم تؤثر سنوات السجن في ارادته

نشر بتاريخ: 22/01/2006 ( آخر تحديث: 22/01/2006 الساعة: 15:35 )
معا- ظهر مروان البرغوثي في بث حي ومباشر على المشاهدين العرب من خلال لقاء متلفز بثته قناة الجزيرة الفضائية القطرية .

وبدا الاسير مروان البرغوثي في زنزانته وهو يرتدي قميصا بني اللون على صدره الايسر شعار مصلحة السجون الاسرائيلية ومن ذراعه صور اطفاله وملابسه المدلاة من الجدار.

مروان البرغوثي والذي يقبع في زنزانة بسجن هداريم شمال تل ابيب كان محاورا ذكيا كعادته، ولم تفقده سنوات السجن هذه الموهبة، فكان خطيبا مفوّها ويتكلم باندفاع وحرارة وسلاسة، يجيب على جميع الاسئلة التي حاول المحاور وليد العمري ان يجعلها شاملة سياسيا واداريا وانتخابيا.

وقد ظهر على الكاميرا احد ضباط الاحتلال داخل الزنزانة وهو يسجل اقوال الاسير مروان البرغوثي رئيس قائمة فتح لمراقبتها، وهي المرة الاولى التي يسمح فيها الاحتلال لمراون ان يلتقي بوسائل الاعلام العربية الفلسطينية.

واثناء اجابة مروان على الاسئلة كان يستخدم بكثرة ، الارقام واسماء الشهداء الذين سقطوا منذ سنوات كما اشار الى تواريخ ومواعيد اجتماعات مرّ عليها ست سنوات وهي اشارة واضحة على ذاكرته الخصبة والجيدة.

فتحاوية مروان كانت " جميلة" لانه تمكن من دمجها في اطار وطني عام وامتدح عبرها مشاركة حماس والفصائل الاخرى وكانت فلسطين في خطاب مراون اكبر من باقي الفصائل وفي تعقيبه على الامر قال سميح شبيب دكتور العلوم السياسية في جامعة بير زيت ان مروان كان يتحدث هذه المرة كزعيم وقائد كتلة وليس كقائد تنظيم او ناشط انتفاضة .

واعتبر البرغوثي الفلتان الامني امرا مخجلا وانه لا يمثل المقاومة ولا سلاح المقاومة وقال بغضب : ( للبنادق الثورية مهمة واحدة وهي الدفاع عن الشعب الفلسطيني وللكتائب وظيفة واحدة وهي خدمة المواطن لان المواطن هو المعجزة) .

وسارع لتحية الطلبة والمعلمين وباقي القطاعات مثل رجال الاسعاف والاطباء والمرأة العظيمة ( وانا اعد بتغيير نسبة تواجدها في البرلمان لان 20% غير كافية ويجب ان تأخذ المرأة حقوقها كاملة).

وعن ازمات فتح قال : ( ان غياب المؤتمر يعني غياب الحياة التنظيمية وعدم انتخاب لجنة مركزية ومجلس ثوري طوال 17 عاما) واكد ان المؤتمر العام لفتح سيعقد هذا العام وشدد بانه مقتنع 100% من ذلك وانه واثق ان فتح ستبقى متجددة وهي التي من بين اعضائها4000 اسير واول اسير لها داخل سجون الاحتلال قبل 41 سنة.

وعن عرفات ورحيل الزعيم قال انه صدم حين تلقى خبر وفاته حيث كان في زنزانة انفرادية ولكن حلم عرفات سيتحقق وسيدفن عرفات في القدس .

وعن المقاومة قال : لا يجب ان يسأل احد فتح عن المقاومة فهي حركة مقاومة ولكنها تريد السلام الذي انهار لان حكام تل ابيب لا يريدونه .

سياسياً, اعتبر الاسير البرغوثي انسحاب اسرائيل من غزة انتصاراً كبيراً , ولم ينس ان يثمن مواقف الرئيس ابو مازن السياسية والتي دافع خلالها عن مشاركة حماس في الانتخابات, واكد انه أيّد ويؤيد وسيؤيد ابو مازن.

وعن قطاع غزة, قال انه يجب ان يتحول تحرير غزة الى قوة والبناء واقامة المؤسسات وعدم التقاعس عن البناء.

وانتقد البرغوثي وقوف البعض ضد التغيير وان فلسطينيي لبنان غير ممثلين في عضوية اللجنة المركزية وقال ساخراً ( انا اعتقلت قبل 30 سنة والآن ولدي قسام في السجن وقد تغيرت الدنيا ) .

وعن الاوضاع الفلسطينية, كان مروان جريئاً جداً حين قال ان فلسطين ليست رهينة أزمات فتح وان الفتحاويين لن يسمحوا بعدم عقد المؤتمر هذا العام, كما طالب كل القوى الاخرى ان تمارس الديمقراطية داخلها اولاً لان عام 2006 سيكون عام انعقاد المؤتمر فتح السادس وعقد المجلس الوطني.

وعن كتائب الاقصى وان السلطة لم تعد قادرة على ضبطها وهل يجب ان تنضوي كتائب الاقصى تحت اجهزة السلطة, اجاب الاسير البرغوثي ( انا أمل من قتح إحتضان كتائب الاقصى فهي حامية الارث العسكري للحركة, ولكن ليس كل من يحمل السلاح ويختبيء هو كتائب, بل ان الكتائب هي للمقامةالاحتلال والمدافعة عن الشعب والتي لا تتعارض ابدا مع سيادة القانون والنظام وان سلاح المقاومة بريء من اي اعتداء على ممتلكات المواطنين.

والبرغوثي لم ير ان شخصا بعينيه يستطيع ان يعوض خسارة عرفات وقال بوضوح ان ما يعوض خسارتنا لعرفات هو بناء المؤسسات وتمنّى على ابو مازن فرض سلطة النظام والقانون بكل قوة وامان بعد انتخاب البرلمان الجديد. واعتبر ان الاصلاح الحقيقي هو الذي يأتي من القوة الذاتية الفلسطينية وليس من الخارج.

وقال البرغوثي وهو يشير الى صور ابنائه المعلقة على الجدار انه يوجه تحية لاسرته الصغيرة ولزوجته المناضلة ووجه تحية الى ابنه وحبيبه قسام ، الذي تمنى ان لا يكون في السجن هو وابناء جيله وان ليل الاحتلال قصير وان فجر الحرية حتمية قادمة .

وناشد الشعب الفلسطيني صانع الاعجوبات ان يتوجه يوم الاربعاء للادلاء بصوته لتحقيق حلم الدولة المستقلة وكرر يناشد للوحدة وللتلاحم استعداد لبناء حكومة اصلاح وطني ومرجعية سياسية واحدة وجبهة مقاومة تقود الانتفاضة.

وللاسرائيليين قال : لا يوجد الا حلّ واحد وهو انهاء الاحتلال ومهما غيّروا من قادة او وزراء فهذا لا يعني عن انهاء الاحتلال ، فهو المخرج الوحيد لان حكامهم ام يقدموا اي دليل على انهم يريدون السلام.

ودعا الشعب الاسرائيلي لاحترام نتائج الانتخابات وان يتحرروا من عقلية الاحتلال لانها عبء عليهم وان لا امن ولا استقرار الا بالحرية والاستقلال للشعب الفلسطيني.

وقال للاسرائيليين لا تحلموا بالسلام مع الاستيطان لا تحلموا بالسلام مع الاحتلال لا تحلموا بالسلام مع وجود عشرة الآف اسير "ونحن لن ننكسر وسنقاوم".