وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الضابط البريطاني مكايفر سيدرب حماس..

نشر بتاريخ: 12/02/2006 ( آخر تحديث: 12/02/2006 الساعة: 13:36 )
ترجمة وكالة معا بتصرف : اسمه مكايفر ، وهو ضابط انجليزي مكلف بتدريب الشرطة الفلسطينية في غزة لكنه وعندما يبدأ الحديث يبدو كأحد عملاء وكالات الاستخبارات الاوروبية الذين نشاهدهم على التلفزيون .

لا بد ان رئيس التحرير عندك سيرفض ان يكون عنوان المقالة مكايفر، قال لمراسل صحيفة معاريف براك براد والذي قابله امس، وبالفعل فقد نجح مكايفر في استفزاز رئيس تحرير معاريف الذي جعل عنوان التقرير - مكايفر - و كما اراد مكايفر .

الاسرائيليون يتعاملون مع مهمة رجل الامن الاوروبي المكلف بتدريب الشرطة الفلسطينية مكايفر على انها من زوائد الوهم الاوروبي، الا ان الرجل يحافظ على تفاؤل يستفز المتشائمين ويقول: " لو لم اكن متفائلا لما مكثت هنا سنتين وكنت سأحزم حقائبي وارحل عن غزة " ويضيف " ان الفلسطينيين يجب ان يؤمنوا بان لدى شرطتهم القدرة على حمايتهم وانهم سيسيرون في الشوارع من دون خوف وهذا هو التحدي الحقيقي، المهم الى اي حد هم مستعدون للتضحية بأشياء اخرى من اجل ذلك " .

وواضح تماما ان مكايفر قد فوجئ من نتائج انتخابات البرلمان الفلسطيني، مثله مثل رئيس وزرائه طوني بلير، الا انه لا يفصح عن ذلك ولا يكشف ردة فعله على فوز حماس بوضوح ويكتفي بارسال رسالة خطيرة للاسرائيليين " احد كبار المطلوبين الايرلنديين في فترة خدمتي بالشرطة البريطانية هو الان وزير التربية والتعليم وهو مسؤول عن تعليم اولادي في المدارس " .

ويقترح هذا المسؤول الامني الاوروبي ان ينظر كل طرف هنا الى الطرف الاخر على هذا النحو .

ومكايفر عمره 50 سنة، وهو يشبه الطراز الاصلي لضباط المملكة الهندية القديمة، فهو رجل امن ورجل دوبلوماسية ايضا، بدأ حياته العسكرية حين تجند لشرطة لندن عام 1982 ثم الى شمال ايرلندا، حتى جاء العام 1994 فجرى تعيينه مسؤول عمليات الشرطة في بلفاست وكانت اصعب سنوات الصراع الدامي مع الجيش الشعبي الايرلندي (اي ار ايه) فانفجرت سيارات واصبحت حوادث اطلاق النار من القضايا العادية، وهو يقول " ان العمليات العنيفة هي تلك الاحداث التي عشتها طوال حياتي " .

ومنذ سنتين وهو يعيش بين رام الله وغزة حيث انتدبته الحكومة البريطانية لمساعدة السلطة في اعادة تأهيل اجهزة الامن الفلسطينية.

وتحت امرة مكايفر هناك 33 ضابطا اخر، ويتركز عملهم على تدريب الشرطة الفلسطينية في خبرة التعامل مع المتفجرات وفي قانونية تنفيذ الاعتقال .

ومن وجهة نظر مكايفر فان الشرطة الفلسطينية " جهاز شرطة شاب وصغير لم يبلغ من عمره عشر سنوات فقط ولكن اهم مشكلة تواجه الشرطة هنا هو فقدان ثقة الشارع الفلسطيني بها " .

وحول المستقبل يقول " ان اهم ما تعانيه هذه الشرطة هو السمعة بين الناس ان اجهزة امن السلطة فاسدة وهم يعانون كثيرا من هذا لدرجة ان لا احد يعمل على محاربة الجريمة، والسبب من وجهة نظري عدم اعلان القيادة السياسية للسلطة عن استراتيجية لعمل هذه الاجهزة الامنية " .

ويضيف " حين يلتقي الجمهور بضباط الشرطة، يسمع الضباط انتقادات حادة جدا من ممثلي الجمهور حيث يتوقع الناس من الشرطة ان تعمل اكثر مما تقوم به الان، لكن هذا جيد لانه لم يكن يحدث من قبل " .

وعن الدعم الاوروبي للشرطة الفلسطينية، لا يستهين مكايفر بذلك ويقول " في السنة الماضية دعم الاوروبيون الشرطة الفلسطينية بما قيمته 15 مليون دولار و250 سيارة ومئات اجهزة الاتصال وادوات لتفريق الشغب " وسنقول : هذا جيد ولكن ليس الدعم هو الذي يستجلب التغيير، فالمهم عندي هو تغيير اليات العمل لديهم وتغيير احتياجاتهم ايضا.

ويعطي الضابط البريطاني نموذج ايرلندا كمثال ويقال انه وفي سنوات الثمانينات كانت هذه المنطقة تشهد اكثر منطقة تواجد عسكري في اوروبا ولكن هذا لم يمنع اطلاق النار والصواريخ، ومهما يبلغ الدعم الاوروبي فان هذا لن يعفي السلطة الفلسطينية وشرطتها من المسؤولية عما يحدث فهم القادرون على التغيير اذا عملوا على ذلك.

فلديهم ما يكفيهم من البنادق ولكن الكثير منها قديم كما ان هناك نقص من نوع ما في الذخيرة ولكن السؤال الاهم ماذا يفعلون هم بالبنادق ؟؟؟ ولماذا هذا التواجد الكثير للسلاح في الشوارع ؟؟ ويعطي مقال على ذلك : هل نستطيع ان نربط الامن في افغانستان بعدد البنادق المتوفرة بيد الشرطة ؟؟؟؟

ويعترف مكايفر ان معظم رجال وقادة الشرطة فوجئوا بانتصار حماس في البرلمان، ورغم ان 95% منهم صوتوا لصالح فتح الا انهم خرجوا في تظاهرات بعد اعلان النتائج لانهم خائفون على مستقبلهم ".

وهل تستطيع ان تعمل مع وزير داخلية من حماس ؟؟؟؟
يرد مكايفر " اولا، انا اعمل مع الحكومة التي تضع الاستراتيجيات وهي الشرعية، ولكن من ناحية عملية فان حماس هي الاقدر على ادارة التغيير الامني قياسا مع الحكومة السابقة وهي مناسبة حقيقية لاحداث التغيير الضروري، فانا اعتقد ان حماس تفكر بطريقة ابعد مدى وهذا ما سيؤدي الى التهدئة الطويلة " .